مقتل 43 من قوات الأسد والمسلحين في القنيطرة الحدودية

التحقيق مع أربعة أشخاص في سويسرا يشتبه بأنهم قاتلوا مع المتطرفين

مقتل 43 من قوات الأسد والمسلحين في القنيطرة الحدودية
TT

مقتل 43 من قوات الأسد والمسلحين في القنيطرة الحدودية

مقتل 43 من قوات الأسد والمسلحين في القنيطرة الحدودية

أحرز مقاتلو المعارضة السورية تقدما جديدا في منطقة ريف القنيطرة الحدودية مع الجولان المحتل من اسرائيل، بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد تسببت السبت بمقتل 26 عنصرا من قوات النظام و17 مسلحا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض.
وتتواصل المعارك في هذه المنطقة منذ أواخر أغسطس (آب) عندما تمكن مسلحون من "جبهة النصرة" و"جبهة ثوار سوريا" وكتائب إسلامية، من السيطرة على معبر القنيطرة الحدودي مع الجزء المحتل من إسرائيل اثر معارك ضارية.
ويقول مدير المرصد رامي عبد الرحمن، ان مسلحي الكتائب المعارضة تمكنوا منذ ذلك الوقت من السيطرة على "عدد من التلال الحدودية او القريبة من الجولان المحتل وقرى في محيطها، ما أوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين". وأضاف ان "النظام حاول امس (السبت) استرجاع بلدة مسحرة، لكنه فشل في ذلك"، مشيرا الى مقتل "26 عنصرا من قوات الأسد والمسلحين الموالين لها، وما لا يقل عن 17 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة وجبهة النصرة والكتائب الإسلامية خلال الاشتباكات".
وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على تلال اضافية.
في هذا الوقت، تستمر المعارك منذ نحو ثلاثة اسابيع من دون توقف في حي جوبر شرق دمشق، الذي تحاول قوات الأسد استعادته من مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليه منذ اكثر من سنة. وتستخدم في المعارك الطائرات وكل انواع القصف المدفعي والصاروخي. كما نفذ الطيران الحربي اكثر من عشر غارات على مناطق في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وعلى صعيد آخر، اعلن المدعي العام السويسري التحقيق مع اربعة اشخاص يشتبه بانهم توجهوا من سويسرا الى سوريا للقتال الى جانب تنظيمات متطرفة على غرار "داعش".
وقال مايكل لوبر في مقابلة نشرتها صحيفتا "لو ماتان ديمانش" و"تسونتاغتسايتونغ" "في هذه الحالات، نسعى الى التحقق من شبهات بدعم منظمة اجرامية وتمويل مجموعة ارهابية"، رافضا التكهن حول فرص نجاح هذه الآلية بحق المشتبه بهم الاربعة الذين لم تكشف جنسيتهم.
واكد ان قضية المسلحين المتطرفين في سويسرا تثير قلقه، موضحا ان وزارة العدل السويسرية تبدي "يقظة كبيرة" بالتعاون مع السلطات المكلفة ملف الهجرة واجهزة الاستخبارات والشرطة.
واشار لوبر الى انه ينبغي تحديد الخطر المحتمل الذي يشكله الشخص المعني في كل من الحالات. واضاف ان ليس لدى السلطات اي قائمة سوداء بالمشتبه بهم تتيح لدوائر الهجرة التحرك لدى دخول شخص الاراضي السويسرية. وتابع ان المدعي العام لا يمكنه منع شخص من المغادرة إلا اذا ثبت ان الاخير "يدعم منظمة ارهابية ماليا او في طريقة اخرى". وحتى في حالة مماثلة فان المشتبه به "لا يبقى فترة طويلة في السجن".
وتقول اجهزة الاستخبارات السويسرية ان اربعين شخصا غادروا أراضيها او كانوا عازمين على ذلك للانضمام الى تنظيمات متطرفة؛ وذلك بحسب معطيات تم جمعها على مدى عام حتى مايو (آيار) 2014.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.