كشفت وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان أمس عن أن تنظيم داعش بدأ تصفية مقاتليه الأكراد في الموصل. وقالت الوزارة إن التنظيم قتل 5 من مقاتليه الأكراد أول من أمس بتهمة تسريب معلومات عن التنظيم لقوات الأمن الكردية.
وقال مريوان نقشبندي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد اشتداد المعارك بين قوات البيشمركة وتنظيم داعش في المناطق القريبة من الموصل، إلى جانب القصف المكثف للطائرات الأميركية على أهداف التنظيم ومواقعه في الموصل، بدأت قياداته تشك في مقاتليه الأكراد، وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها، أعدم التنظيم بعد صلاة الجمعة 5 من الشبان الكرد الذين انتموا إلى صفوفه منذ 3 أشهر، رميا بالرصاص في الموصل بتهمة خيانة التنظيم ومساعدة قوات الأمن الكردية وقوات البيشمركة والطيران الأميركي في تحديد أهداف معينة للتنظيم».
وأضاف نقشبندي: «الآن لا يسمح (داعش) لمقاتليه الأكراد بلقاء بعضهم بعضا ومنعوا من التكلم باللغة الكردية، كما سحبت منهم هواتفهم الجوالة.. الأمر الذي أدى إلى تذمر الشباب الكرد وانزعاجه من هذه التصرفات، وقد اتصل بنا خلال الأيام القليلة الماضية عدد من هؤلاء الشباب الذين يريدون العودة إلى إقليم كردستان»، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية في الإقليم لها شروط لعودة هؤلاء إلى الإقليم، أهمها التأكد من أن نية الشاب العائد من صفوف «داعش» صافية، وأنه لن يعود إلى القتال في صفوف التنظيم مرة أخرى. وتابع نقشبندي أنه «خلال الأشهر الماضية عاد عدد من الشباب الكرد الموجودين في صفوف (داعش) إلى إقليم كردستان، والبعض من هؤلاء لا يزال محتجزا عند الأجهزة الأمنية التي تواصل التحقيق معهم، فيما أطلق صراح عدد آخر منهم بكفالات من ذويهم».
وكشف نقشبندي عن أنه «خلال العامين الماضيين التحق أكثر من 400 أو 450 شابا كرديا بصفوف مسلحي (داعش) في سوريا والعراق، وقتل خلال هذه المدة أكثر من 50 منهم، وعاد أكثر 65 من هؤلاء الشبان إلى إقليم كردستان وسلموا أنفسهم إلى السلطات الأمنية، وهم من جميع مناطق الإقليم باستثناء محافظة دهوك، حيث لم ينتمِ أي شخص من دهوك إلى صفوف (داعش) حتى الآن»، موضحا أن عددا كبيرا من هؤلاء أخذوا معهم عائلاتهم وباع أملاكهم في كردستان قبل الالتحاق بصفوف «داعش». وبين أن أعمار الشباب الملتحقين بصفوف «داعش» تتراوح ما بين 14 سنة و25 سنة، موضحا، أن «أكثر من مائة شاب التحقوا بتنظيم داعش خلال العام الجاري، ولدينا معلومات تفصيلية حول هؤلاء».
من ناحية ثانية، واصلت قوات البيشمركة تقدمها في سهل نينوى، ووصلت أعتاب ناحية بعشيقة شرق الموصل بعد معارك خاضتها خلال اليومين الماضيين، إلى جانب قصف بالمدفعية وغارات جوية للطيران الأميركي استهدفت مواقع «داعش».
وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني الموجود في محور بعشيقة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات البيشمركة وصلت الآن أعتاب ناحية بعشيقة، نحن على استعداد تام لبدء هجوم واسع لاستعادة بعشيقة والمناطق الأخرى، وننتظر القيادة الكردستانية العليا لإعلان ساعة الصفر وبدء العملية العسكرية».
وأكد مموزيني أن قوات البيشمركة استطاعت خلال اليومين الماضيين السيطرة على سلسلة جبال زردك شرق الموصل مع السيطرة على سلسلة جبال بعشيقة الاستراتيجية وعدد من القرى، مبينا أن «داعش» حاول استعادة هذه المناطق الاستراتيجية، إلا أن قوات البيشمركة تصدت له، واستطاعت أن تقتل أكثر من 50 مسلحا، الأمر الذي أدى إلى فرار مسلحي التنظيم إلى داخل بعشيقة، فيما قتل أكثر من 17 مسلحا آخرين من «داعش» في معارك السيطرة على سلسلة جبال بعشيقة.
من جانب آخر، كشف مصدر مطلع من الموصل في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن تنظيم داعش أعدم أمس 5 أطباء وسط المدينة رميا بالرصاص لامتناعهم عن معالجة جرحى التنظيم، في حين أشار إلى أن التنظيم نفذ حكم الإعدام الذي صدر من محكمته الشرعية بحق 5 أشخاص قال إنهم كانوا يمارسون السحر في الموصل.
«داعش» يبدأ تصفية مقاتليه الأكراد.. والبيشمركة تحرز تقدما في سهل نينوى
وزارة الأوقاف في كردستان: أكثر من 400 شاب كردي التحقوا بصفوف التنظيم
«داعش» يبدأ تصفية مقاتليه الأكراد.. والبيشمركة تحرز تقدما في سهل نينوى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة