«داعش» يبدأ تصفية مقاتليه الأكراد.. والبيشمركة تحرز تقدما في سهل نينوى

وزارة الأوقاف في كردستان: أكثر من 400 شاب كردي التحقوا بصفوف التنظيم

عناصر في البيشمركة الكردية يحتمون أثناء قصف جوي أميركي لمواقع «داعش» شرق أربيل (أ.ب)
عناصر في البيشمركة الكردية يحتمون أثناء قصف جوي أميركي لمواقع «داعش» شرق أربيل (أ.ب)
TT

«داعش» يبدأ تصفية مقاتليه الأكراد.. والبيشمركة تحرز تقدما في سهل نينوى

عناصر في البيشمركة الكردية يحتمون أثناء قصف جوي أميركي لمواقع «داعش» شرق أربيل (أ.ب)
عناصر في البيشمركة الكردية يحتمون أثناء قصف جوي أميركي لمواقع «داعش» شرق أربيل (أ.ب)

كشفت وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان أمس عن أن تنظيم داعش بدأ تصفية مقاتليه الأكراد في الموصل. وقالت الوزارة إن التنظيم قتل 5 من مقاتليه الأكراد أول من أمس بتهمة تسريب معلومات عن التنظيم لقوات الأمن الكردية.
وقال مريوان نقشبندي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد اشتداد المعارك بين قوات البيشمركة وتنظيم داعش في المناطق القريبة من الموصل، إلى جانب القصف المكثف للطائرات الأميركية على أهداف التنظيم ومواقعه في الموصل، بدأت قياداته تشك في مقاتليه الأكراد، وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها، أعدم التنظيم بعد صلاة الجمعة 5 من الشبان الكرد الذين انتموا إلى صفوفه منذ 3 أشهر، رميا بالرصاص في الموصل بتهمة خيانة التنظيم ومساعدة قوات الأمن الكردية وقوات البيشمركة والطيران الأميركي في تحديد أهداف معينة للتنظيم».
وأضاف نقشبندي: «الآن لا يسمح (داعش) لمقاتليه الأكراد بلقاء بعضهم بعضا ومنعوا من التكلم باللغة الكردية، كما سحبت منهم هواتفهم الجوالة.. الأمر الذي أدى إلى تذمر الشباب الكرد وانزعاجه من هذه التصرفات، وقد اتصل بنا خلال الأيام القليلة الماضية عدد من هؤلاء الشباب الذين يريدون العودة إلى إقليم كردستان»، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية في الإقليم لها شروط لعودة هؤلاء إلى الإقليم، أهمها التأكد من أن نية الشاب العائد من صفوف «داعش» صافية، وأنه لن يعود إلى القتال في صفوف التنظيم مرة أخرى. وتابع نقشبندي أنه «خلال الأشهر الماضية عاد عدد من الشباب الكرد الموجودين في صفوف (داعش) إلى إقليم كردستان، والبعض من هؤلاء لا يزال محتجزا عند الأجهزة الأمنية التي تواصل التحقيق معهم، فيما أطلق صراح عدد آخر منهم بكفالات من ذويهم».
وكشف نقشبندي عن أنه «خلال العامين الماضيين التحق أكثر من 400 أو 450 شابا كرديا بصفوف مسلحي (داعش) في سوريا والعراق، وقتل خلال هذه المدة أكثر من 50 منهم، وعاد أكثر 65 من هؤلاء الشبان إلى إقليم كردستان وسلموا أنفسهم إلى السلطات الأمنية، وهم من جميع مناطق الإقليم باستثناء محافظة دهوك، حيث لم ينتمِ أي شخص من دهوك إلى صفوف (داعش) حتى الآن»، موضحا أن عددا كبيرا من هؤلاء أخذوا معهم عائلاتهم وباع أملاكهم في كردستان قبل الالتحاق بصفوف «داعش». وبين أن أعمار الشباب الملتحقين بصفوف «داعش» تتراوح ما بين 14 سنة و25 سنة، موضحا، أن «أكثر من مائة شاب التحقوا بتنظيم داعش خلال العام الجاري، ولدينا معلومات تفصيلية حول هؤلاء».
من ناحية ثانية، واصلت قوات البيشمركة تقدمها في سهل نينوى، ووصلت أعتاب ناحية بعشيقة شرق الموصل بعد معارك خاضتها خلال اليومين الماضيين، إلى جانب قصف بالمدفعية وغارات جوية للطيران الأميركي استهدفت مواقع «داعش».
وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني الموجود في محور بعشيقة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات البيشمركة وصلت الآن أعتاب ناحية بعشيقة، نحن على استعداد تام لبدء هجوم واسع لاستعادة بعشيقة والمناطق الأخرى، وننتظر القيادة الكردستانية العليا لإعلان ساعة الصفر وبدء العملية العسكرية».
وأكد مموزيني أن قوات البيشمركة استطاعت خلال اليومين الماضيين السيطرة على سلسلة جبال زردك شرق الموصل مع السيطرة على سلسلة جبال بعشيقة الاستراتيجية وعدد من القرى، مبينا أن «داعش» حاول استعادة هذه المناطق الاستراتيجية، إلا أن قوات البيشمركة تصدت له، واستطاعت أن تقتل أكثر من 50 مسلحا، الأمر الذي أدى إلى فرار مسلحي التنظيم إلى داخل بعشيقة، فيما قتل أكثر من 17 مسلحا آخرين من «داعش» في معارك السيطرة على سلسلة جبال بعشيقة.
من جانب آخر، كشف مصدر مطلع من الموصل في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن تنظيم داعش أعدم أمس 5 أطباء وسط المدينة رميا بالرصاص لامتناعهم عن معالجة جرحى التنظيم، في حين أشار إلى أن التنظيم نفذ حكم الإعدام الذي صدر من محكمته الشرعية بحق 5 أشخاص قال إنهم كانوا يمارسون السحر في الموصل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.