قال مصدر أمني مطلع إن الـ59 ضمن الخلايا الإرهابية العشر، والتي أعلن القبض عليها مطلع الأسبوع الجاري في السعودية ومكونة من 88 فردا، ساهموا في الوصول إلى جميع الخلايا وإحباط مخططات وأهداف الفئة الضالة. وأكد المصدر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن متابعة الـ59 إرهابيا ممن سبق مناصحتهم عبر برنامج «الرعاية اللاحقة» التابع لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، أوصل الجهات الأمنية إلى بقية الخلايا.
وقال المصدر بأن «الرعاية اللاحقة» تتوجب التواصل مع من نوصحوا من قبل وأطلق سراحهم برنامج الرعاية اللاحقة للمستفيدين من المركز، بعد خروجهم وإطلاق سراحهم من المحكمة، حيث تتواصل مع المستفيد من المركز، وتتأكد من توجهاته الفكرية، وقد لاحظت على مجموعة منهم انحراف أفكارهم، واختلاطهم بأشخاص آخرين مشتبه بهم، وجرت متابعتهم والتثبت من أمرهم.
ويضيف: «نجحت الرعاية اللاحقة التي يقدمها مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، في الكشف عن مخططات الخلايا الإرهابية التي أعلنت وزارة الداخلية القبض عليها أول من أمس، وذلك بمتابعة جميع المستفيدين من المركز، إذ كشفت عن توجهات منحرفة لأكثر من قبض عليهم في خمس مناطق، وأحبطت مخططاتهم الإرهابية التي كانوا على وشك البدء في تنفيذها بالداخل والخارج».
وأشار المصدر إلى أن المتابعة اللاحقة للمستفيد من المركز هدفها الأساسي إعادة دمج المستفيد في المجتمع، على أن يكون مواطنا صالحا، يخدم أسرته الذي تغرب عنها، نتيجة الأفكار المتطرفة، وكذلك وطنه، حيث يسهم العاملون بالمركز على تصحيح الأفكار المغلوطة لديهم، إلا أن المتورطين ضمن الخلايا العشر الذين ألقي القبض عليهم ضمن عمليات أمنية متزامنة خلال الأسبوعين الماضيين، لوحظ عليهم الاجتماع مع آخرين مشتبه بهم، وقد تولت السلطات الأمنية متابعتهم والتثبت من أمرهم، ومن ثم ألقي القبض عليهم.
وذكر أن الواقع الذي تشهده المنطقة والأحداث التي تحيط بالسعودية، من اليمن، والعراق، وسوريا، من فتن واقتتال، جعل أصحاب الفكر المتطرف يعودون إلى إجرامهم مرة أخرى، ويخططون لأعمال إرهابية، وأن تجربة الابتعاد عن أسرهم بالدرجة الأولى خلال فترة السجن لم تؤثر فيهم، خصوصا أن بعضهم كان ينتظر موعد الزيارة، وأن آخرين يطلبون زيارات استثنائية لأسرهم، وتجري الموافقة عليها.
وزاد: «عندما بدأت السعودية الحرب ضد الإرهاب منذ أحداث 12 مايو (أيار) 2003 ضربت بيد من حديد كل من يعتنق هذا الفكر الضال، وواجهت قيادات الفكر التكفيري بالسلاح، بل قتلت كل من يقاوم رجال الأمن، ووجهت الحكومة السعودية نداءات دولية للتعاون على محاربة الإرهاب، وجرمت التنظيمات الإرهابية، إلا أنهم ما زالوا مصرين على نشر هذا الفكر، في محاولة منهم لزعزعة أمن البلاد؛ لكن العمليات الاستباقية لرجال الأمن نجحت في إلقاء القبض عليهم دون مواجهة مسلحة».
وقد أعلن اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، أول من أمس، أنه بالنظر إلى الواقع المؤلم الذي تمر به المنطقة، والذي أتاح لدعاة الفتنة نشر آرائهم المتطرفة، والتغرير بأبناء المجتمع، وجرهم إلى مواقع الفتن، قامت الجهات الأمنية المختصة، على مدى أشهر بمتابعة كل من تحوم حوله الشبهات، خصوصا أولئك الذين كان لهم سابق ارتباط بالفكر التكفيري المتطرف، إذ من المؤسف ملاحظة جنوح بعض من أنهوا أحكاما بالسجن، أو أطلق سراحهم بأحكام قضائية للعودة إلى سابق عهدهم.
وقال التركي إن أشهرا من الرصد والمتابعة الأمنية وفرت أدلة تستوجب المبادرة بضبط أمثال هؤلاء لصد شرورهم، وتعطيل مخططاتهم التي كانوا على وشك تنفيذها في الداخل والخارج، خصوصا أن بعضهم كان متواريا عن الأنظار، ولإجهاض تلك المخططات الآثمة، باشرت قوات الأمن خلال الأيام القليلة الماضية عمليات أمنية متزامنة في عدد من مناطق البلاد، نتج عنها إلقاء القبض على 88 متورطا، منهم ثلاثة أشخاص من الجنسية اليمنية، وشخص مجهول الهوية، والبقية مواطنون سعوديون (من بينهم 59 سعوديا سبق إيقافهم على خلفية قضايا الفئة الضالة).
وأكد المتحدث الأمني أن الأجهزة الأمنية جادة في تعقب كل من يضع نفسه محل الشبهات، خدمة للمفسدين وأرباب الفتن وخوارج هذا العصر، وأنها لن تتردد لحظة في تطبيق الأنظمة والتعليمات بحق كل من يخالف القانون، وتقديمه للقضاء الشرعي لينال الجزاء الذي يستحقه، كما تشيد - في الوقت ذاته - بوعي أبناء المجتمع بالخطر الذي تمثله هذه الفئة الضالة، والتعاون الذي تتلقاه قوات الأمن من المواطنين والمقيمين على حد سواء، مما ساعد على إنجاز هذه المهمة بنجاح تام دون حدوث أي إصابات أو تلفيات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات.
السعودية: متابعة الـ59 إرهابيا ممن سبق إيقافهم ساهمت في القبض على «الخلايا العشر»
من خلال «الرعاية اللاحقة» لبرنامج المناصحة

يقوم «مركز المناصحة» بمتابعة الموقوفين أمنيا سابقا عبر ما يسمى «الرعاية اللاحقة» («الشرق الأوسط»)
السعودية: متابعة الـ59 إرهابيا ممن سبق إيقافهم ساهمت في القبض على «الخلايا العشر»

يقوم «مركز المناصحة» بمتابعة الموقوفين أمنيا سابقا عبر ما يسمى «الرعاية اللاحقة» («الشرق الأوسط»)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة