وزير خارجية المغرب يسلم أبو مازن رسالة خطية من الملك محمد السادس

مزوار: مستعدون للمساهمة في مؤتمر المانحين لإعمار غزة

وزير خارجية المغرب يسلم أبو مازن رسالة خطية من الملك محمد السادس
TT

وزير خارجية المغرب يسلم أبو مازن رسالة خطية من الملك محمد السادس

وزير خارجية المغرب يسلم أبو مازن رسالة خطية من الملك محمد السادس

سلم صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، أمس في رام الله، رسالة خطية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).
وقال مزوار، في تصريح عقب استقباله من قبل الرئيس الفلسطيني، إن عباس أعرب عن شكره وامتنانه للملك محمد السادس على الدور الكبير الذي يلعبه لفائدة القضية الفلسطينية. وأضاف أنه نقل للرئيس الفلسطيني «تعازي الملك محمد السادس والشعب المغربي إلى السلطة الفلسطينية والأسر المكلومة في فقدان أبنائها وبناتها في غزة، ومشاعر الود والمؤازرة والدعم اللامشروط التي يكنها المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، للشعب الفلسطيني ولقيادته الشجاعة المتنورة برئاسة محمود عباس، خاصة بعد المحنة التي عاشها الأشقاء الفلسطينيون في غزة جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، والذي استمر لأزيد من خمسين يوما، وخلّف مئات الضحايا من المواطنين العزل، بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، ودمر العديد من المنشآت والمرافق الحيوية، مما أدى إلى خلق وضع مأساوي غير مسبوق».
وذكر مزوار بأن المملكة المغربية أدانت بشدة هذا العدوان وعدته غير مبرر ومتنافيا مع القيم الإنسانية، مؤكدا، في السياق ذاته، أن الشعب المغربي، الذي كان يتابع بكل أسى وحزن معاناة أشقائه الفلسطينيين والذي هب كعادته، من واجب التضامن الإنساني والأخوي، إلى توفير ما أمكن من المساعدات، يجدد مرة أخرى تعازيه الخالصة في وفاة الشهداء وأصدق المواساة لذويهم. وأضاف مزوار أن «المغرب عبر عن ارتياحه لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الوفد الفلسطيني الموحد مع الجانب الإسرائيلي، تحت إشراف جمهورية مصر العربية الشقيقة»، مشيدا بالجهود التي بذلتها الأخيرة في هذا الشأن. وأوضح مزوار أن المغرب يطالب بأن يكون هذا الاتفاق دائما ونهائيا ويحمل ما يلزم من الضمانات لعدم تكرار أي عدوان إسرائيلي على الفلسطينيين، ويقود كذلك إلى إنهاء مسببات أزمة الشعب الفلسطيني ومعاناته والمتمثلة أساسا في الاحتلال الإسرائيلي لأرضه والحصار المفروض عليه. وأضاف مزوار أن الاهتمام منصب الآن على ما بعد اتفاق 26 أغسطس (آب) الماضي، مجددا دعم المغرب للخطوات التي تعتزم القيادة الفلسطينية القيام بها سواء تلك الرامية إلى مطالبة مجلس الأمن بإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال الوطني بسقف زمني محدد من خلال ترسيم حدود دولة فلسطين على أساس الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشريف، أو ما سبق لمجلس جامعة الدول العربية أن انتهى إليه في اجتماعه الأخير في القاهرة يوم 14 يوليو (تموز) الماضي.
وفي السياق ذاته، أكد مزوار أن المغرب على أتم الاستعداد للمساهمة بكل فعالية في مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة، الذي دعت إليه كل من مصر والنرويج، والذي أضحى من الممكن عقده حاليا بعدما توصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق نهائي على وقف إطلاق النار.
وبخصوص القدس الشريف، أكد مزوار أن جهود الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مستمرة ومتواصلة، اعتمادا على مقاربة تزاوج بين التحرك السياسي والمسعى الدبلوماسي والعمل الميداني من خلال المشاريع الملموسة التي تضطلع بها وكالة بيت مال القدس الشريف، وذلك بهدف الدفاع عن الوضع القانوني للمدينة المقدسة وحمايتها من كل مظاهر التهويد والاستيطان ومساعدة سكانها على الصمود.
وقال، في هذا الإطار «نحن واثقون من أننا ندافع جميعا، إلى جانب الشعب الفلسطيني، عن قضية عادلة. فإلى جانب قوة عدالة القضية وقوة الشرعية الدولية وقوة الحق غير القابل للتصرف، فإن للشعب الفلسطيني قوة أخرى تكمن في وحدته، فكلما تعززت اللحمة الوطنية الفلسطينية انهارت أمامها محاولات التفرقة التي يراد منها إطالة أمد الاحتلال وإفشال قيام الدولة الفلسطينية».
وأعرب مزوار عن الأمل في أن تقوى الوحدة الوطنية الفلسطينية على أسس جديدة ومتينة، صادقة ودائمة، تؤدي إلى انخراط الجميع، بكل عزم وتجرد، في المشروع الجوهري المتمثل في رفع الحصار والاحتلال وإقامة دولة فلسطين الحرة والمستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وأن يعزز دور ومكانة حكومة الوفاق الوطني بهدف بسط ولايتها وتقديم خدماتها داخل أراضي دولة فلسطين ولعموم أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».