اليمن: تكليف حكومة الوفاق بتسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة

الرئيس هادي يتعهد بالحزم تجاه تصعيد الحوثيين

اليمن: تكليف حكومة الوفاق بتسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة
TT

اليمن: تكليف حكومة الوفاق بتسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة

اليمن: تكليف حكومة الوفاق بتسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة

كلف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حكومة الوفاق الوطني رسميا، بتسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية لم يحدد موعد الإعلان عنها، وحذر هادي المتمردين الحوثيين الذين رفضوا مقترحات حل اللجنة الرئاسية، بأن الدولة والحكومة ستتعامل بحزم تجاه استمرار ميليشياتهم بالتصعيد في العاصمة صنعاء ومحيطها.
وأقرت الحكومة في اجتماعها برئاسة الرئيس هادي أمس بصنعاء، تعديل قرارها الخاص برفع الدعم عن الوقود الذي أقرته في 30 يوليو (تموز)، بحيث تصبح أسعار بيع مادتي البنزين والديزل في السوق المحلية، على النحو التالي: سعر مادة البنزين سعة 20 لترا 3500 ريال يمني ما يعادل (أقل من 17 دولارا أميركيا)، وسعر مادة الديزل سعة 20 لترا 3400 ريال يمني، ما يعادل (أقل من 16 دولارا أميركيا)، ويبدأ سريان ذلك منتصف ليل الأربعاء الخميس، كما أجلت الحكومة تحصيل الضريبة العامة على المبيعات والرسوم الجمركية ورسم صندوق صيانة الطرق والجسور والمضافة على أسعار مادتي الديزل والبنزين.
وشكلت حكومة الوفاق نهاية 2011، من 34 حقيبة يتقاسمها مناصفة، حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، وأحزاب تكتل اللقاء المشترك وشركاؤه، بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وأجرى الرئيس هادي ثلاثة تعديلات عليها، أولها في مارس، وتعديلان في يونيو (حزيران).
وأعلن الرئيس هادي في اجتماع الحكومة الذي غاب عنه رئيسها محمد سالم باسندوه لأسباب لم تعرف، إقالة الحكومة رسميا، وطلب منها « الاستمرار في أعمالها بشكل طبيعي واعتيادي حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة» بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الحكومية. وتعهد هادي بعدم التعاون فيما يتعلق بأمن العاصمة صنعاء، وقال: «ستعمل الدولة والحكومة بكل حزم تجاه استمرار ميليشيات الحوثي بالتصعيد في العاصمة صنعاء ومحيطها». مضيفا أن «من يرفض مقترحات اللجنة الوطنية سيكون خارج الإجماع وسيعتبر من المغردين خارج السرب الوطني وسيتم التعامل معه على هذا الأساس». مشيرا إلى أن «التحديات جسيمة وكبيرة وعلينا القيام بمسؤوليتنا جميعا لتجاوزها».
إلى ذلك عطل المئات من أنصار الحوثيين شوارع رئيسة بالعاصمة صنعاء، لعدة ساعات، بعد رفضهم مقترحات اللجنة الوطنية الرئاسية، والتي تنص على تشكيل حكومة جديدة، وتخفيض أسعار الوقود وإيقاف الحوثيين لحركة الاحتجاج التي بدأت منتصف الشهر الماضي. وتأتي هذه التظاهرات ضمن الخطوات التصعيدية الثالثة والأخيرة التي أعلنها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قبل أيام. وانتشرت قوات كبيرة من الجيش والأمن، في شوارع صنعاء، والمقرات الحكومية. وخرج الحوثيون في أربع تظاهرات أغلقت شوارع (منطقة السائلة والتحرير ورئاسة الوزراء وجولة كنتاكي)، مما تسبب باختناق السيارات والمركبات، فيما استمرت جماعة الحوثيين في حشد المسلحين إلى مخيماتهم المحيطة بضواحي صنعاء، حيث وصل عصر أمس الأربعاء عشرات المسلحين القادمين من محافظات صعدة وعمران، أغلبهم من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط»: إن «مئات السيارات التي وصلت إلى مخيمات الحوثيين في منطقة الصباحة غرب صنعاء، كانت تحمل أعلام حزب المؤتمر الشعبي العام، وسط حراسة مشددة من ميليشيات الحوثيين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.