المحاولة الـ11 لانتخاب رئيس جديد للبنان من دون آمال جدية

مصادر وزارة الداخلية لـ «الشرق الأوسط» : لا مرشحين حتى الساعة للانتخابات النيابية

المحاولة الـ11 لانتخاب رئيس جديد للبنان من دون آمال جدية
TT

المحاولة الـ11 لانتخاب رئيس جديد للبنان من دون آمال جدية

المحاولة الـ11 لانتخاب رئيس جديد للبنان من دون آمال جدية

تجزم كل القوى السياسية بأن الجلسة الـ11 التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية لن تحقق أي خرق يُذكر في ظل استمرار المعطيات على ما هي عليه وتمسك كل فريق بشروطه والأهم عدم نضوج الظروف الإقليمية التي قد تساهم بالدفع باتجاه ملء الشغور في سدة الرئاسة والمستمر منذ مايو (أيار) الماضي.
وفي هذه الأثناء، تستكمل وزارتا الداخلية والخارجية استعداداتهما لإجراء الانتخابات النيابية اللبنانية المقررة في السادس عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، من دون الالتفات لتصاعد وتيرة الحديث عن توافق القوى السياسية بشكل غير معلن بعد على تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي مرة ثانية بحجة أن الأوضاع الأمنية لا تسمح بإتمام العملية كما كان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد أعلن في وقت سابق.
ودعا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أول من أمس رؤساء البعثات المعنية باقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانيّة، والذين تتوافر فيهم شروط الاقتراع في الخارج، لاتخاذ التدابير اللازمة لجهة استكمال التحضيرات للعملية الانتخابيّة التي ستجري ضمن نطاق صلاحيات بعثتهم يومي السابع والتاسع من نوفمبر المقبل. وفي حال أخذت الأمور مسارها الدستوري الصحيح، فسيكون آلاف المغتربين اللبنانيين أمام فرصة أولى لهم لانتخاب ممثليهم في الندوة البرلمانية، باعتبار أنها ستكون سابقة في تاريخ لبنان الحديث.
ولا تمتلك الجهات اللبنانية المعنية أعدادا دقيقة للمغتربين اللبنانيين أو المتحدرين من أصول لبنانية المنتشرين في كل أصقاع العالم. وتشير الأرقام المتداولة إلى وجود 8 ملايين مغترب في البرازيل نحو مليونين منهم يتواصلون مع جهات لبنانية، و5.3 مليون في الولايات المتحدة الأميركية 3.1 مليون منهم يرتبطون ببلدهم، و2.1 مليون في الأرجنتين 400 ألف منهم ما زالوا على ارتباط بلبنان، بحسب جمعية «المغترب اللبناني» لكن غالبية هؤلاء لا يستطيعون التصويت بسبب عدم حيازتهم الجنسية.
وفي عام 2012، وبمسار التحضير وقتها للانتخابات النيابية التي كان من الواجب إتمامها في يونيو (حزيران) 2013، بلغ عدد اللبنانيين المسجلين في السفارات في الخارج حوالي 650 ألفا فقط، فيما تقدم نحو 4200 لتسجيل أسمائهم لممارسة حقهم بالاقتراع.
وأكّد باسيل ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عبر «تويتر» عمّا إذا كانت وزارة الخارجية جاهزة تقنيا لإدارة عملية انتخاب المغتربين، أنّها ستقوم بواجبها ولن تقصر في الموضوع، لافتا إلى أن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه كانت بدعوة البعثات للتحضير للعملية الانتخابية.
وكان المشنوق فتح يوم الخميس الماضي باب الترشح للانتخابات النيابية، إلا أن مصادر في وزارة الداخلية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنه وحتى الساعة لم يجر تقديم أي ترشيح للوزارة، مشددة على أنه «تم إتمام كل التحضيرات اللازمة، ونحن جاهزون لإدارة العملية الانتخابية».
وأوضح الوزير السابق زياد بارود، والخبير في الشأن الانتخابي، أن المادة 114 في الفصل العاشر من قانون الانتخابات الحالي والمعروف بـ«قانون الستين»، (يحمل الرقم 25 وصدر في عام 2008 وأجريت انتخابات عام 2009 على أساسه)، تنص على ضمان حق اقتراع المغتربين، باعتبار أنّه وفي عام 2008 جرى الاتفاق على أن يقترع المغتربون في الانتخابات المقبلة التي تلي تلك التي حصلت في عام 2009.
وقال بارود لـ«الشرق الأوسط» أن دعوة باسيل لرؤساء البعثات المعنية باقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانيّة، للتحضير للعملية الانتخابية، «إجراء طبيعي، يندرج بإطار واجبات وزارتي الخارجية والداخلية»، مشددا على أنه «لا مانع تقنيا يحول دون اقتراع المغتربين في الانتخابات المقبلة».
ولم يستغرب بارود عدم تقدم أي من المرشحين بعد إلى وزارة الداخلية متوقعا أن يجري ذلك مطلع الأسبوع المقبل، وقال: «المسألة متعلقة بمدى جدية حصول الانتخابات وسط الأخذ والرد الذي يحصل بعد التقدم بمشروع قانون لتمديد ولاية المجلس الحالي مرة ثانية»، مشددا على أنّه «وعلى الرغم من كل مساوئ قانون الانتخابات الحالي والظروف الأمنية المحيطة، فإن إتمام الاستحقاق النيابي في موعده يبقى واجبا وأقل ضررا من التمديد».
وتقدم النائب نقولا فتوش مطلع الشهر الحالي باقتراح قانون يطلب فيه التمديد للمجلس النيابي سنتين وسبعة أشهر بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد.
وتباينت مواقف القوى السياسية من موضوع التمديد، ففي حين أعلن زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط تأييدهما لمشروع القانون السابق ذكره في حال تعذر انتخاب رئيس للجمهورية قبل موعد الاستحقاق النيابي، أكّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومعظم رؤساء الكتل المسيحية رفضهما للتمديد، فيما لم يصدر أي موقف رسمي من حزب الله بهذا الشأن.
وكان مجلس النواب اللبناني أقر في يونيو (حزيران) 2013 قانونا يمدد ولايته لمدة 17 شهرا إضافيا تنتهي في الـ20 من شهر نوفمبر 2014. وردّ النواب الذين وافقوا على قانون التمديد الأسباب وقتها إلى «ظروف أمنية قاهرة»، وبسبب عدم التوافق على قانون للانتخاب، لأن قانون الانتخابات الحالي لا يحظى بتأييد معظم الكتل النيابية التي تعده لا يؤمن تمثيلا صحيحًا لمختلف الطوائف.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».