تسبب الانتقاد الذي وجهه وزير الاقتصاد الفرنسي أرنو مونتبور لسياسة التقشف والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سقوط حكومة مانويل فالس، الذي كلفه الرئيس فرنسوا هولاند بتشكيل فريق جديد «منسجم» اعتبارا من اليوم.
وبعد التصريحات الشديدة اللهجة التي أدلى بها أرنو مونتبور نهاية الأسبوع منتقدا سياسة الحكومة، من غير المتوقع أن يبقى مونتبور، الذي يقود منذ الربيع عددا من الحقائب الوزارية التي تعنى بالاقتصاد، في الحكومة.
وأكد مونتبور أمس انتقاداته السياسة الاقتصادية لفرنسوا هولاند ومانويل فالس، نافيا أي «انتهاك للتضامن الحكومي». وقال في تصريح لإذاعة أوروبا 1 قبل إعلان استقالة الحكومة بقليل إنه لا يتحدث من موقع «احتمال» الانسحاب من الحكومة، ولكن بات من الصعب أن يبقى في الحكومة بعد الانتقادات المباشرة.
وإذا قرر هولاند استبعاد مونتبور، الذي يعتبر منافسا رئاسيا محتملا، فسيخاطر بأن يرى الوزير المبعد يأخذ معه مجموعة من المشرعين المتمردين ويحرمه من الأغلبية البرلمانية التي يحتاجها للمضي قدما في الإصلاحات.
وكان أرنو مونتبور مع زميله بنوا هامون وزير التربية الوطنية الذي دافع عنه، يمثلان الجناح اليساري في الحكومة، لا سيما أمام اشتداد انتقادات قسم من الحزب الاشتراكي إزاء السياسة الاقتصادية للحكومة خصوصا بشأن تخفيف مساهمات أرباب العمل التي يفترض أن تسهم في توفير الوظائف والاقتصادات الكبيرة الرامية إلى مكافحة العجز العام.
ودعا المحافظون المعارضون الذين انهمكوا لأسابيع في خلافاتهم الخاصة بشأن القيادة إلى حل صريح للبرلمان وهو ما طالب به حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف.
وقال رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون وهو واحد من بضعة سياسيين يأملون في الفوز بترشيح المحافظين في الانتخابات الرئاسية عام 2017 «مع انقضاء نصف الفترة الرئاسية بالفعل لا يبشر الأمر بخير بالنسبة لقدرة الرئيس أو الحكومة التي يختارها أيا كانت على اتخاذ قرارات مهمة».
وفي تصويت على الثقة في أبريل (نيسان) الماضي، حصلت حكومة فالس بمساعدة من أحزاب حليفة أصغر على 306 أصوات، في حين يحتاج الحصول على أغلبية مطلقة إلى 289 صوتا.
وفي حديث نشرته صحيفة «لوموند» أول من أمس أعرب مونتبور، وعمره 51 عاما، عن معارضته الاتجاه الاقتصادي الذي اختاره فرنسوا هولاند ومانويل فالس وهما اشتراكيان مثله. وقال مونتبور إن «ألمانيا وقعت في فخ سياسة التقشف التي فرضتها على أوروبا برمتها»، مؤكدا: «أتحدث عن اليمين الألماني الذي يدعم (المستشارة) أنجيلا ميركل، وليس من عادات فرنسا الامتثال للمسلمات الآيديولوجية لليمين الألماني». وأضاف الوزير الذي دعا إلى تشديد اللهجة ضد ألمانيا: «لا يمكننا أن ننصاع»، وقد عرف مونتبور بمواقفه الحاسمة التي أثارت مرارا جدلا في الحكومة. وأدلى بهذه التصريحات بعد رفض برلين طلب الرئيس هولاند تعديل اتجاه السياسات الأوروبية نحو النمو والتوظيف في سياق استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية في فرنسا.
مونتبور.. المشاغب في حكومة فالس
هولاند يخشى منافسة وزير الاقتصاد له مستقبلا
مونتبور.. المشاغب في حكومة فالس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة