نشر الجيش الإسرائيلي ما قال إنها صفحة من نسخة مصادرة من دليل إرشادي للتدريب خاص بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يبدو أنها تعضد رأي إسرائيل القائل بأن النشطاء الفلسطينيين يستغلون عن عمد المناطق السكنية ستارا لتنفيذ عمليات قتالية.
ورفضت حماس، التي تنفي أنها تعرض حياة المدنيين للخطر من خلال تخزين الأسلحة في مناطق سكنية وإطلاق النيران منها، هذه الوثيقة وقالت إنها مزورة وتهدف إلى تبرير الهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة المئات من الأطفال والنساء والمدنيين العزل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على هذا الكتيب الإرشادي في بلدة بيت حانون بشمال قطاع غزة نهاية يوليو (تموز) الماضي، عندما كانت قوات الجيش تعمل داخل القطاع. وأضاف أن الدليل يشتمل على 102 صفحة، إلا أنه نشر صفحة واحدة منه.
وبدا، حسب تقرير أوردته وكالة «رويترز»، أن هذه الصفحة تتضمن قواعد إرشادية بشأن كيفية إخفاء الأسلحة والذخيرة في مناطق سكنى المدنيين وسبل نقلها إلى المباني وطرق التمويه على المتفجرات وإخفائها. ويحمل الكتيب في نهايته تذييلا باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وفرع التدريب والإرشاد وسلاح المهندسين العسكريين. وعلى خلاف وثائق أخرى خاصة بحماس، فإن هذه الصفحة لا تشتمل على أي شعار يخص حماس.
وجاء في الوثيقة المكتوبة باللغة العربية أن الهدف من عملية إخفاء الذخائر داخل الأبنية هو نصب أكمنة في المناطق السكنية ونقل أنشطة العمليات من مناطق مكشوفة إلى مناطق مبنية وأخرى مغلقة. وتقول الوثيقة إنه يتعين استخدام سكان المناطق في نقل المعدات، وأن من اليسير على المقاتلين الجهاديين العمل داخل المباني واستغلال ذلك في تجنب طائرات التجسس الإسرائيلية ومهاجمة طائرات بلا طيار.
وتضيف الوثيقة أن عملية إخفاء الأسلحة داخل المباني يجب أن تجري خفية وألا تتصف بأي صبغة عسكرية. ولم يقدم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أي تفاصيل أخرى عن الوثيقة واكتفى بالقول إن الجيش «على يقين تام بأنه دليل تدريبي خاص بحماس».
وعلق سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، بالقول إن الوثيقة مزورة، وإنها لا تمت بأي صلة لا إلى حماس أو «كتائب القسام». وقال إن إسرائيل تروج للوثيقة بغية تبرير عمليات القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين والمذابح التي يقترفها «جيش الاحتلال».
وفيما يبدو أنه يتعذر التحقق من أنه دليل إرشادي يخص حماس، إلا أن قرار الجيش الإسرائيلي نشر الصفحة يبرز مدى ضخامة الجهود التي يبذلها جانبا الصراع لتبرير أفعالهما وتعضيد رواياتهما لأحداث الحرب التي لاقت إدانة دولية لكل من الجانبين.
ودأبت إسرائيل على اتهام نشطاء حماس بالاحتماء داخل صفوف المدنيين والعمل انطلاقا من مناطق سكنية، إلا أنها لم تستطع دوما تقديم دليل واضح على ذلك.
وخلال الحرب، التقط بعض الصحافيين في غزة مشاهد تلفزيونية لصواريخ تنطلق من مناطق سكنية، منها ما انطلق من محيط مشفى الشفاء الرئيس بغزة. وسعت حماس لنفي ذلك، قائلة بأنها حوادث فردية منعزلة أو هجمات تشنها جماعات لا تخضع لسيطرتها.
إسرائيل تعثر على كتيب إرشادي للتدريب يعتقد أنه خاص بحماس
تضمن كيفية إخفاء الأسلحة في المناطق السكنية وسبل نقلها وطرق التمويه
إسرائيل تعثر على كتيب إرشادي للتدريب يعتقد أنه خاص بحماس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة