الخارجية المصرية لـ «الشرق الأوسط» : اجتماع جدة يبحث مواجهة مخاطر الإرهاب في سوريا والعراق

سامح شكري
سامح شكري
TT

الخارجية المصرية لـ «الشرق الأوسط» : اجتماع جدة يبحث مواجهة مخاطر الإرهاب في سوريا والعراق

سامح شكري
سامح شكري

يشارك وزير الخارجية المصري سامح شكري في الاجتماع العربي حول سوريا، والذي تستضيفه المملكة العربية السعودية، ويضم كلا من السعودية ومصر والأردن وقطر والإمارات، كنواة لحل هذه الأزمة.
وأكد وزير الخارجية سامح شكري أن «الاجتماع الوزاري، الذي تستضيفه السعودية اليوم، سيركز على موضوع سوريا والتطورات هناك بصفة عامة، في ضوء التطورات في المشرق العربي وهي مرتبطة بقضية سوريا وأي جهود قد تبذل على مستوى الدول النواة في إطار هذه المجموعة للتوصل إلى إطار سياسي مناسب ينهي الأزمة السورية». جاء ذلك في تصريحات لشكري مساء أمس قبيل مغادرته إلى السعودية اليوم للمشاركة في اجتماع الدول العربية الرئيسة أعضاء مجموعة أصدقاء سوريا الدولية المقرر غدا. وحول ما إذا كانت التهديدات الأميركية الأخيرة بالتدخل عسكريا في كل من سوريا والعراق هي السبب وراء عقد هذا الاجتماع، قال شكري إن هذا الاجتماع جرى التنسيق لعقده منذ نحو أسبوع أو 10 أيام، مضيفا أن هذا التطور، في إشارة إلى التهديدات الأميركية، سيكون محل بحث من جانب الوزراء. وقال المتحدث الرسمي للخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماع السعودية الذي يبدأ صباح اليوم يركز على أخطار ومخاطر الجماعات الإرهابية التي تهدد سوريا والعراق وكل الدول العربية.
وجددت الخارجية المصرية «إدانتها الكاملة لأعمال العنف والإرهاب والقتل العشوائي التي تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية في العراق، والتي تستهدف دور العبادة والمدنيين الأبرياء سواء من أبناء الشعب العراقي أو من الأجانب، وهي الأعمال التي تتنافى تماما مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومع القواعد الإنسانية والأخلاقية، والتي كان آخرها الجرائم البشعة والنكراء، التي راح ضحيتها الصحافي الأميركي جيمس فولي، والذي قتل علي أيدي تنظيم (داعش) الإرهابي».
وأكدت الخارجية في بيانها: «تعاود مصر التأكيد على ضرورة تضافر وتكاتف جهود المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب باعتبارها ظاهرة عالمية لا تستهدف دولة أو ديانة بعينها، وإنما تستهدف الاستقرار والأمن والتنمية في مختلف ربوع العالم».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.