اختلفت الروايات بشأن مقتل فتاتين، إحداهما تحمل الجنسية المزدوجة التونسية الألمانية، وذلك بعد إصابتهما على يد قوات الأمن التونسي، بعد رفض السائق الامتثال لأوامر أُعطيت له بالتوقف.
ولقيت الفتاتان حتفهما فجر أمس بعد نقلهما إلى المستشفى الجهوي بالقصرين (وسط غربي) في محاولة لإسعافهما، فيما اختفى رجال الأمن وتركوا نقطة التفتيش التي تعرضت لهجوم عائلتي الضحيتين.
وذكرت وزارة الداخلية التونسية في روايتها أن الضحيتين اللتين كانتا تستقلان السيارة نفسها مع سائق شاب، تعرضتا لإصابات نارية مباشرة بعد الاشتباه في السيارة التي كانت تحمل لوحة أجنبية. وأردفت أن معلومة قُدّمت من أحد التونسيين القاطنين في منطقة القصرين بشأن اعتزام مجموعة مسلحة التنقل في اتجاه مدينة القصرين المهددة بالإرهاب، وهو ما جعل قوة مشتركة من الجيش والأمن تشدد المراقبة على الطرقات المؤدية إلى القصرين لتفادي عمليات إرهابية محتملة.
ودافعت الوزارة عن قوات الأمن، وقالت في بلاغ لها أصدرته أمس، إن وحدات الأمن نفذت القوانين، حين أطلقت النار في الهواء للتحذير، ثم وجهت الأسلحة إلى السيارة الفارة. وأشارت إلى أن السائق، الذي يبلغ من العمر 20 سنة، لا يحمل رخصة قيادة، وأنه لا يزال في حال فرار. كما أفادت بأنه «أثناء تمركز وحدة الأمن مرت السيارة بسرعة كبيرة، فأشار رجال الأمن إلى السائق بالتوقف باستعمال الإشارات الضوئية، وعندما رفض أطلقوا النار في الهواء في مرحلة لاحقة، تبعا لما يقتضيه القانون، قبل أن يوجهوا أسلحتهم إلى السيارة المشبوهة.
وأشارت الوزارة إلى فتح بحث قضائي من قبل النيابة العمومية، وإجراء بحث إداري لتحديد المسؤوليات، وذكّرت الوزارة في بلاغها بضرورة احترام تعليمات رجال الأمن، وذلك لخصوصية الوضع الراهن، معبرة عن أسفها لوفاة الفتاتين، وقدمت أحر التعازي لعائلتيهما.
وخلافا لهذه الرواية، فقد أوردت سلمى الدلهومي، شقيقة إحدى الضحيتين، نقلا مختلفا لوقائع عملية إطلاق الرصاص، وقالت في تصريح لوسائل إعلام تونسية إن المجموعة التي كانت تركب السيارة فوجئت بوقوف أحد رجال الأمن بمفرده على الطريق المؤدي إلى القصرين، وبعد تخفيض السرعة تفاجأت بإطلاق رجال أمن كانوا مختبئين بين أشجار الزيتون ثلاث رصاصات على الفتاتين اللتين أصيبتا إصابات قاتلة، رغم محاولات إسعافهما.
وشهد القسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بالقصرين حالة كبرى من الاحتقان والتوتر، إذ هاجم بعض أقارب الضحيتين مركز الأمن الموجود في المستشفى وهشم البعض الآخر الواقع تحت هول الفاجعة بعض تجهيزات القسم وزجاج الأبواب، فيما قام آخرون بإشعال العجلات المطاطية وسط الطريق العام أمام المستشفى، وعمدوا إلى إغلاقه أمام المارة قبل أن يتدخل الجيش والأمن لإعادة فتح الطريق خلال الساعات الأولى لصباح أمس.
على صعيد متصل، قال بلحسن الوسلاتي المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية، إن قوات الجيش أطلقت النار، أمس، على سيارتين ليبيتين رفضتا التوقف لدورية من الجيش كانت تقوم بمراقبة روتينية على الحدود التونسية - الليبية.
وأشار إلى أن الدورية التونسية أوقفت تسع سيارات كانت محملة بالوقود المهرب على الحدود بين البلدين، قبل أن تأمر سيارتين أخريين مقبلتين من ليبيا بالتوقف، إلا أنهما واصلتا السير، مما جعل الدورية العسكرية تطلق النار عليهما، وأشار إلى مواصلتهما التوغل في التراب الليبي دون أن يعلن عن إصابات محتملة من الجانبين.
الأمن التونسي يقتل فتاتين بعد الاشتباه في سيارتهما
بعد توصل السلطات إلى معلومات تفيد باعتزام مسلحين تنفيذ عمليات إرهابية محتملة
الأمن التونسي يقتل فتاتين بعد الاشتباه في سيارتهما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة