سياسيون عراقيون يعدون دعوة بايدن الجديدة للفيدرالية تعديلا لمشروع «الدويلات»

قيادي سني عربي لـ «الشرق الأوسط»: لا حل سواها

ارشيفية
ارشيفية
TT

سياسيون عراقيون يعدون دعوة بايدن الجديدة للفيدرالية تعديلا لمشروع «الدويلات»

ارشيفية
ارشيفية

ترى قيادات سياسية عراقية تحولا في موقف الإدارة الأميركية، لا سيما نائب الرئيس جو بايدن الذي يمسك الملف العراقي في إدارة الرئيس باراك أوباما، الذي أعلن في مقال تنشره «الشرق الأوسط» اليوم أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم النظام الفيدرالي في العراق.
وكان بايدن قد طرح عام 2004، أيام كان عضوا في الكونغرس، مشروعا لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات: كردية، وسنية، وشيعية. وأعلنت كثير من القوى والكتل السياسية العراقية الشيعية والسنية في حينه رفضها لخطة بايدن، في حين أعلن الأكراد تأييدا مشروطا للخطة يتمثل بإقامة نظام فيدرالي في البلاد، وهو ما أقره الدستور العراقي بعد سنة تقريبا.
أما في هذه المرة، فإن ردود الفعل الصادرة عن الكتل السياسية تجاه دعوة بايدن الجديدة لا تبدو بنفس الحدة التي كانت قد قوبلت بها خطته الأولى. وقال القيادي في كتلة «متحدون» السنية محمد الخالدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الفيدرالية باتت هي الحل الذي لا حل سواه بسبب أزمة الثقة وعدم إمكانية التعايش بسبب فشل الطبقة السياسية في بناء دولة يكون السلاح بيدها لا بيد الميليشيات، وتحافظ على كرامة المواطن وتبسط سيطرتها على الجميع بصرف النظر عن شكل النظام، فهناك دول قوية جدا ولكنها ذات نظام فيدرالي». وأضاف الخالدي أن «الفيدرالية التي بتنا نطالب بها نحن العرب السنة لا علاقة لها بخطة بايدن أو غيره، بل هي باتت واقع حال لا بد أن نعترف به، كما أنها باتت الضامن لعدم تقسيم العراق، وبالتالي فإن ما نطالب به هو ضمن الدستور الذي كتبه من كان من أشد مؤيدي الفيدرالية والآن يرفضها لأسباب معروفة». وأوضح أنه «هناك حل وسط يتمثل في منح المحافظات سلطات وصلاحيات إدارية واسعة طبقا لقانون المحافظات، ولكن حتى هذا لا يريد من يستأثر بالسلطة تنفيذه».
ويشاطر القيادي في التيار الصدري وعضو البرلمان عن كتلة الأحرار، حاكم الزاملي، في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» رأي الخالدي، قائلا إن «منح مجالس المحافظات صلاحيات أوسع من صلاحياتها الحالية سيعمل على تقليل الدعوات المطالبة بإنشاء الأقاليم في المحافظات». وأضاف الزاملي أن «المطالبة بالأقاليم باتت مرهونة لدى كثير من الناخبين وجماهير بعض المحافظات بتوفير الخدمات وتحسين الوضع الأمني، وبالتالي فإن إعطاء مجالس المحافظات صلاحيات كبيرة وتطبيق نظام اللامركزية الإدارية من شأنه أن يقلل من المطالبة بإنشاء الأقاليم رغم أنه مادة دستورية، لكننا نرى أنه بات مدخلا لتقسيم البلاد بسبب استمرار الأزمة السياسية».
أما القيادي الكردي، شوان محمد طه، فيرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام في العراق وطبقا للدستور العراقي هو اتحادي فيدرالي، وبالتالي فإن ما طرحه بايدن من قبل وما يعززه اليوم لا جديد فيه بعد أن تحول إلى أمر واقع طبقا للدستور». وأضاف أن «هذا النظام يقوم على اللامركزية الواسعة وهو لا يعني التقسيم بأي حال من الأحوال لكن هناك انقساما في العراق في الرؤى السياسية وليس تقسيما». واعتبر طه أن «النظام الفيدرالي هو الحل الأفضل لوحدة العراق، بل هو الضامن لهذه الوحدة، وبعكسه فإن تقسيم العراق سيتحول إلى أمر واقع». وأوضح أن «من يدعي وحدة العراق هو من يعمل عبر ممارسات خاطئة على تقسيمه، بينما نحن مثلا كأكراد ملتزمون بالفيدرالية وبوحدة العراق وأن الضامن لوحدة العراق اليوم من الناحية الدستورية هو رئيس الجمهورية وهو مواطن كردي»، مؤكدا أن «هناك من لا يزال يحلم بالنظام المركزي الصارم في العراق بينما هذا النظام ولى تماما».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.