اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي بالقاهرة نهاية الشهر الحالي

سفير الجزائر لدى مصر: سنعمل على دفع المصالحة ودعم الأمن

اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي بالقاهرة نهاية الشهر الحالي
TT

اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي بالقاهرة نهاية الشهر الحالي

اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي بالقاهرة نهاية الشهر الحالي

علمت «الشرق الأوسط» أن الاجتماع الوزاري لدول الجوار الليبي سوف يُعقد في القاهرة، قبل نهاية الشهر الحالي، وربما يوم 25 أغسطس (آب)، للنظر في عدد من التوصيات والأفكار التي أعدتها اللجنتان الأمنية والسياسية في اجتماعاتهما أخيرا، بكل من مصر والجزائر، يومي 6 و7 من الشهر الحالي، بهدف وضع تصورات سريعة، من أجل تشجيع الحوار الوطني الليبي بين جميع الأطراف.
وقال السفير نذير العرباوي سفير الجزائر في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الاجتماعات تأتي في إطار التوافق والمصالحة وتجاوز المحنة التي تهدد أمن ليبيا، وكذلك أمن دول الجوار، موضحا أن الاجتماع الوزاري يهدف لطرح مبادرات تشجع جميع الأشقاء في ليبيا لانتهاج الحوار والتوافق والتخلي عن العنف ولغة السلاح ومنع الاقتتال، وأضاف أن هذه الفكرة (أي دور دول الجوار) انطلقت من الجزائر، وهي تحظى بموافقة كل الأطراف الليبية، بوصف دور دول الجوار الدائرة الأساسية لمعالجة الأزمة.
وكانت الخارجية المصرية قد عقدت، أول من أمس، اجتماعا لفريق العمل السياسي المشكّل برئاسة مصر، وفقا لمقررات اجتماع تونس الوزاري لدول الجوار الليبي في 13 و14 يوليو (تموز) الماضي، بمشاركة وفود كل من ليبيا وتونس والجزائر والنيجر وتشاد والسودان، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
وشـدد الاجتماع على أهمية نتائج اجتماعي وزراء خارجية دول الجوار الليبي في الجزائر وتونس، مؤكدا على ما تضمناه من ثوابت، تتمثل في ضرورة احترام وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها، والوقف الكامل لجميع أشكال العنف والاشتباكات المسلحة، وحث جميع الأطراف على حل خلافاتها عبر الحوار والتوافق. وسجل المشاركون ارتياحهم لبدء عمل البرلمان الجديد، وعبروا عن تهنئتهم للشعب الليبي بهذا الإنجاز، مؤكدين رفضهم لكل الأعمال الإرهابية.
كما ناقش ممثلو دول الجوار الليبي عددا من الأفكار والتوصيات ومجموعة من المقترحات تضامنا ودعما للشعب الليبي، سيجري رفعها إلى اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، المقرر عقده في القاهرة، خلال الشهر الحالي، للنظر في إقرارها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.