قوات حرس الحدود التونسية تمنع مئات المصريين حاولوا دخول أراضيها بالقوة

استخدمت أعيرة نارية وغازات مسيلة للدموع لتفريق المحتجين

قوات حرس الحدود التونسية تمنع مئات المصريين حاولوا دخول أراضيها بالقوة
TT

قوات حرس الحدود التونسية تمنع مئات المصريين حاولوا دخول أراضيها بالقوة

قوات حرس الحدود التونسية تمنع مئات المصريين حاولوا دخول أراضيها بالقوة

قامت قوات حرس الحدود التونسية، أمس، بإطلاق أعيرة نارية في الهواء وغازات مسيلة للدموع لمنع مئات المصريين حاولوا بالقوة دخول الأراضي التونسية، عبر بوابة رأس جدير الحدودية مع ليبيا، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وأضاف مراسل الوكالة، أن مئات العالقين في معبر رأس جدير، هربا من المعارك في ليبيا، تظاهروا احتجاجا على طول مدة الانتظار، قبل أن يحاولوا عبور البوابات الحدودية بالقوة، مما دفع قوات حرس الحدود إلى إطلاق النار في الهواء، والغاز المسيل للدموع.
وأكد المراسل سقوط بعض الجرحى في صفوف بعض المحتجين.
وكانت وسائل إعلام قالت أول من أمس، إن شخصين قتلا بالرصاص عندما فتح حرس الحدود الليبي النار لتفريق مئات المصريين الذين كانوا يحاولون العبور إلى تونس. وأضافت أن السلطات التونسية طالبت المصريين الراغبين في دخول أراضيها بإثبات سفرهم مباشرة نحو مصر حتى لا تصبح أراضيها مناطق إقامة ولجوء، ولكن نقطة عبور فقط.
وخلال هذه المواجهات أصيب رئيس منطقة الأمن في مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا برصاصة طائشة، مصدرها الجانب الليبي، وذلك بعد محاولة الأمن التونسي السيطرة على قرابة ستة آلاف لاجئ هربوا من الحرب الدائرة في ليبيا، وحاولوا اقتحام المعبر الحدودي برأس جدير بالقوة.
وذكرت مصادر أمنية، أن الطلق الناري الذي كان «عفويا» أصاب رئيس الأمن على مستوى الساق، لكن إصابته ليست خطيرة، وأضافت أنه جرى نقله إلى أحد المستشفيات في المنطقة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن الوحدات الأمنية والعسكرية تصدت بقوة إلى اللاجئين الغاضبين من طول الإجراءات على الحدود بين تونس وليبيا، ومنعتهم من العبور إلى تونس قبل استكمال الإجراءات الجمركية، الرامية إلى منع تسلل عناصر إرهابية ضمن موجات الهروب من أتون المواجهات الدامية في ليبيا.
وإزاء حالة الفوضى التي سيطرت على المعبر الحدودي رأس جدير، واحتجاج آلاف اللاجئين المتدفقين على تونس خلال اليومين الماضيين من طول الانتظار للحصول على تصريح بالعبور، قررت السلطات التونسية مساء أمس، إغلاق كل أنشطة المعبر أمام الوافدين من ليبيا في اتجاه تونس وأبقت على حركة العبور في اتجاه ليبيا. ووفق وكالة الأنباء الرسمية التونسية، فإن تعليق نشاط المعبر كان جزئيا إثر محاولات اقتحامه بالقوة من قبل آلاف اللاجئين الغاضبين، لا سيما المصريين.
وكانت وحدات أمنية ليبية قد أطلقت النار أول من أمس في الهواء، بهدف إجبار آلاف المصريين على التراجع، وتجنب اقتحام المعبر الحدودي من الجانب الليبي باستخدام القوة.
من جانبها، دعت السلطات التونسية، أمس، رعاياها في ليبيا إلى مغادرة هذا البلد في أسرع وقت ممكن. وقالت وزارة الخارجية في بيان «بسبب ما تشهده عدة مدن ليبية من أحداث وتردٍّ للأوضاع الأمنية، فإن وزارة الشؤون الخارجية تحث كل التونسيين الموجودين بالتراب الليبي على العودة إلى أرض الوطن في أقرب الآجال الممكنة».
على صعيد متصل، صرح المنجي سليم، رئيس فرع الهلال الأحمر التونسي، في مدنين القريبة من الحدود التونسية الليبية، أن فرضية فتح مخيم للاجئين، على غرار مخيم الشوشة الذي استوعب اللاجئين القادمين من ليبيا خلال سنة 2011 غير ممكنة هذه المرة. وبرر سليم هذا الخيار بتعقد الوضعيات في حال قرارهم الاستقرار في تونس، خاصة من قبل اللاجئين الأفارقة الذين قد يرفضون العودة إلى بلدانهم الأصلية.
من جهة ثانية، لا تزال استقالة محمد الصالح الحامدي، رئيس أركان جيش البر التونسي، تلقي بظلالها على المشهد السياسي، في ظل فشل مخططات مقاومة المجموعات الإرهابية، وتواصل تهديد الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد. ورافقت استقالته انتقادات كثيرة وصلت حد دعوة البعض إلى المحاسبة في حال الإقرار بالتقصير في حماية العسكريين، الذين قتلوا منتصف الشهر الماضي وسط غربي تونس، في حين أبدت أطراف أمنية وعسكرية تخوفها من استقالة الحامدي، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها تونس.
من جهتها، انتقدت بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، استقالة الحامدي، وقالت إنها لم تكن في محلها لأنها جاءت في «ظرف حساس ووضع إقليمي صعب». وأضافت قعلول: «ما كان ينبغي على الحامدي الاستقالة مهما كانت الظروف أو الضغوطات بسبب الظروف التي تمر بها تونس».
وترددت في الوسط السياسي أسماء عدة قيادات عسكرية مرشحة لخلافة الجنرال الحامدي على رأس جيش البر، إذ ذكرت مصادر عسكرية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن أمير اللواء محمد النفطي، والعميد محسن الفارسي، والعميد جمال المستوري من بين أبرز الأسماء التي قد تعتمد عليها السلطات في حربها المتواصلة ضد الإرهاب.
ويشغل النفطي منصب المتفقد العام للقوات المسلحة، وهو من الضباط الأكثر كفاءة على مستوى المؤسسة العسكرية، ويعرف عنه الانضباط والعلاقات الجيدة مع القيادات العسكرية الأخرى، حسب بعض المراقبين. أما الفارسي فتحمل في السابق قيادة فيلق الصحراء، وقاد فيلق الطلائع (النخبة العسكرية)، وتولى مسؤولية آمر فوج عسكري في الولايات (المحافظات) المهددة اليوم بالمخاطر الإرهابية، كما شغل أيضا منصب ملحق عسكري في الجزائر، وهو ما قد يساعده على ربط علاقات جيدة مع الجانب الجزائري في المواجهة المشتركة لمحاربة الإرهاب. أما المستوري فيشغل منصب قائد فيلق القوات العسكرية الخاصة.
وتتطلب عملية سد الفراغ الحاصل في هذا المنصب، اقتراح المرشحين لمنصب رئيس جيش البر من قبل غازي الجريبي، وزير الدفاع التونسي، مع ضرورة التوافق حول اسم المرشح بين المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية، والمهدي جمعة، رئيس الحكومة، وذلك وفقا لأحكام القانون المنظم للسلط العمومية.
من ناحية أخرى، أعلنت رئاسة الحكومة عزمها على إعادة فتح بعض المساجد التي أغلقت بعد تصنيفها ضمن المساجد الأكثر خطورة بسبب خطابها المتشدد وتحريضها على العنف. وأعلنت خلية الأزمة المكلفة متابعة الوضع الأمني، عن استرجاع ستة مساجد وتحييد 22 مسجدا بالقوة العامة.
ويبلغ عدد المساجد الخارجة عن سيطرة وزارة الشؤون الدينية 91 مسجدا، بنيت بطريقة عشوائية من دون الحصول على التراخيص القانونية، وبعيدا عن أنظار أو علم الوزارة.
واتخذت الحكومة التونسية قرار إغلاق هذه المساجد بصفة فورية إثر العملية الإرهابية التي ذهب ضحيتها 15 عسكريا في هجوم إرهابي وقع يوم 16 يوليو (تموز) الماضي في جبال الشعانبي (وسط غربي تونس).



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.