دراجة نارية هجين.. للسير خفية من دون ضجيج

توظف الطاقة الكهربائية وطاقة وقود الغاز للمهمات الخاصة

دراجة نارية هجين.. للسير خفية من دون ضجيج
TT

دراجة نارية هجين.. للسير خفية من دون ضجيج

دراجة نارية هجين.. للسير خفية من دون ضجيج

سيكون بمقدور القوات العسكرية الخاصة اختراق المناطق النائية بهدوء وسكينة منفذة عمليات وغارات معقدة وسريعة. ولذلك، تطور وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (داربا) حاليا مركبة جديدة لنقل قوات المغاوير (الكومندوس) خفية، ومن دون أي ضجيج، إلى مهماتهم هذه عن طريق دراجات نارية ذات محركات هجين.
الفكرة من وراء ذلك هي تطوير نظام هجين يعتمد على طاقتين: الكهرباء والغاز، مما يسمح باجتياز المناطق الوعرة البعيدة عن الطرق العادية، وتفادي القوات المعادية بهدوء المحركات الكهربائية، في الوقت الذي يمكن فيه أيضا أداء المهمات الموسعة بالسرعات العالية عن طريق خزانات الغاز المكملة.
في فبراير (شباط) الماضي، منحت «داربا» شركة «لاغوس تكنولوجيس» عقدا لمدة ستة أشهر للقيام بالطور الأول من التطوير، بقيمة 100 ألف دولار للتأكد من قابلية المشروع وعمليته.
وذكر وايد بوليم، مدير النماذج المستقبلية في الشركة هذه، أن «من شأن هذه الدراجة النارية المتينة الخفيفة الوزن، ذات المدى الطويل، الثنائية العجلات، وبدفع بالعجلتين، دعم العمليات الناجحة لفرق الاستكشاف في القوات الخاصة في الظروف القاسية والتضاريس الأرضية الوعرة». وأضاف: «مع تزايد الحاجة لتشغيل الوحدات الصغيرة بعيدا عن الدعم اللوجيستي، وخطوط الإمداد، فقد يتوجب على العسكريين الاعتماد على التقنيات الفعالة التي يمكنها التأقلم، مثل الدراجات النارية الهجين».
ومع أن المشروع ما يزال في الطور الأول من الأبحاث، تخطط «لاغوس» لتزويد دراجتها النارية الهجين هذه العاملة بالوقود المتنوع بمحرك كهربائي، وذلك من «بي آر دي موتورسايكلس»، الشركة التي مقرها سان فرانسيسكو، والتي يبلغ عمرها سبع سنوات، والتي تصنع الدراجات الكهربائية بالكامل.
وبصفتها منصة أساسية، يعتمد المشروع على دراجة السباق الكهربائية الكاملة «ريد شيفت إم إكس» البالغ وزنها 250 رطلا، التي تباع بـ15 ألف دولار بسعر التجزئة. وسيكون لدراجة الهجين العسكرية مدى ساعتين، معتمدة على المحرك الكهربائي الذي يمكن تمديد مداه عن طريق الخزان الغازي الذي سيجري تحديد دوره من قبل العسكريين خلال فترة الأبحاث. والتركيز على العنصر الكهربائي يبين أن «داربا» مهتمة بمسألة التخفي، لا بمسألة الكفاءة فقط. ورغم أن «ريد شيفت إم إكس» يمكنها بلوغ سرعة قصوى قدرها 80 ميلا في الساعة، فإنه من الصعب تخيل أن هذه السرعة قد تكون ضرورية في المهمات العسكرية ذات التضاريس الأرضية الوعرة.
وكان العسكريون الأميركيون يفكرون منذ بعض الوقت في كيفية استخدام الدراجات النارية، التي لا تصدر أي ضجيج، لذا فقد منحت شركة «زيرو موتورسايكلس» عقدا في العام الماضي لتطوير دراجة نارية كهربائية مشابهة للعمليات الخاصة، التي لا تشغل عن طريق المفتاح، كما في السيارات والدراجات النارية العادية، مع قدرات تخف ورزم بطاريات يمكن استبدالها، التي تعمل لمدة ساعتين.



«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً