أهالي الموصل يمنعون «داعش» من تفجير المئذنة الحدباء

اتساع العمليات المسلحة ضد التنظيم

صورة أرشيفية للمئذنة الحدباء في الموصل المهددة من قبل «داعش» (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية للمئذنة الحدباء في الموصل المهددة من قبل «داعش» (أ.ف.ب)
TT

أهالي الموصل يمنعون «داعش» من تفجير المئذنة الحدباء

صورة أرشيفية للمئذنة الحدباء في الموصل المهددة من قبل «داعش» (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية للمئذنة الحدباء في الموصل المهددة من قبل «داعش» (أ.ف.ب)

أفاد شهود عيان من داخل مدينة الموصل أمس بأن أهالي المدينة منعوا مسلحي «داعش» من تفجير المئذنة الحدباء التاريخية في المدينة.
وقال شاهد عيان، طلب عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأهالي شكلوا درعا بشرية حول المئذنة.
وأضاف المصدر أن «(داعش) أبلغت الموصليين بأنها لا تريد تفجير المئذنة، بل مرقدا موجودا بجانب المنارة، الأمر الذي كان سيؤدي إلى انهيار المئذنة المائلة أصلا».
وأشار إلى أن التنظيم «أكد للمواطنين أنه ولغرض المحافظة على حياة الناس من وقوع المئذنة سيقوم بإزالتها مؤقتا إلى حين الانتهاء من التفجير، وسيعيد نصبها».
وتوقع المصدر أن يقوم «داعش» بتفجير المنارة، وقال: «فعل الشيء نفسه عند تفجير مراقد الأنبياء في الموصل أيضا، فحين منعه الأهالي من فعل ذلك سحب مسلحيه وتعهد للناس بعدم تفجير المراقد، وبعد انسحاب الناس عاد مسلحوه ليفجروا هذه المراقد».
بدوره، كشف سعيد مموزيني مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة نينوى لـ«الشرق الأوسط» عن «انشقاق فصيل ثوار الموصل المسلح من (داعش)، بعد أن كان أحد حلفائه في السيطرة على مدينة الموصل، الشهر الماضي، وبدأ الآن بمهاجمة عناصر (داعش) في مدينة الموصل». وكشف مموزيني أن «ثوار الموصل أعلنوا عن مهلة تنتهي في الثالث من أغسطس (آب) للذين التحقوا بـ(داعش) لترك صفوفه»، مبينا أن الفصيل المذكور «ينفذ الآن عمليات تصفية للمسلحين الأجانب في صفوف (داعش)».
وحسب تقرير، فإن مجموعة من الطلاب والضباط السابقين شكلوا نواة أول مقاومة مسلحة ضد مسلحي «داعش» في الموصل. وقال أنور علي (23 عاما) الذي انخرط بكتائب الموصل المسلحة التي تمكن قناصوها من قتل أربعة مسلحين من «داعش»، الأحد الماضي، «التحقت مع مجموعة من الطلاب الجامعيين وموظفين ورجال أعمال بكتائب شعبية أطلقنا عليها اسم كتائب الموصل». وأضاف: «لكن بعض المشاركين اقترحوا أن نغير اسمها إلى جيش النبي يونس ثأرا لمرقد النبي يونس الذي فجروه (مسلحو) داعش قبل أيام». ويضيف أنور علي أن «حملة تفجير المساجد والمراقد والكنائس والآثار التي يقوم بها هذا التنظيم التكفيري المتشدد لا تعدو كونها حملة لطمس هوية وشخصية الموصل الحضارية والتاريخية والإسلامية».
بدوره، قال محافظ نينوى أثيل النجيفي إن «تفجير المراقد كان نقطة تحول بالنسبة لسكان المدينة الذين كانوا يعتقدون بتأجيل أي مواجهة مع (داعش)». وأوضح المحافظ في اتصال هاتفي من مقر إقامته في كردستان التي لجأ إليها بعد سقوط الموصل أن «الإعلان عن كتائب الموصل كان المفروض أن يتأخر أكثر، لكنه بسبب ظهور الاعتداءات على المراقد والمسيحيين، قررت بأن تقوم ببعض العمليات السريعة كرد مباشر عن هذه الجرائم».
من جهته، قال ضابط سابق يشرف على الكتائب، لكنه رفض الكشف عن اسمه: «باشرنا بتنفيذ واجبات ونشرنا قناصين في بعض المناطق، وتمكنا من قتل أربعة من الدواعش في حي البكر وحي سومر وشارع النجفي، الأحد الماضي». وقال الضابط: «نحن نعمل على تنفيذ المزيد من الواجبات خلال الأيام المقبلة»، مضيفا: «لقد هددنا وتوعدنا كل من يتعاون مع هذا التنظيم المجرم بأي شكل من الأشكال».
ونشرت الكتائب على مواقع التواصل الاجتماعي بيانا طلبت فيه من سكان الموصل الإدلاء بمواقع عناصر «داعش»، خصوصا هؤلاء الذين استولوا على ممتلكات المسيحيين وشاركوا بتفجير المراقد.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.