في أول عيد يمر على مصر وهو في سدة الرئاسة، أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي صلاة عيد الفطر صباح أمس (الاثنين) بمسجد قيادة القوات الجوية بالقاهرة. وكان لافتا الحضور الشعبي في الصلاة، إذ أدى الصلاة مع السيسي مئات المواطنين في المسجد الذي يقع في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة). وألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة العيد، قائلا إن «هناك من يقتلون أبناءنا على حدود الوطن»، لافتا إلى أنهم «يقتلون ويفسدون باسم الإسلام والقرآن، وتحت صيحات التهليل والتكبير»، مشددا على أن الإسلام بريء من ذلك.
وتحدث جمعة قائلا إن «العيد في الإسلام له معنيان كبيران، وهما معنى رباني وهو التقرب إلى الله، ومعنى إنساني حيث يفرح الصائم بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه». لافتا إلى أن «هناك أناسا يقتلون باسم الإسلام، والإسلام منهم براء»، مشددا على أن «العبرة ليست بكثرة العبادات»، مستنكرا «وجود تفجيرات كل يوم».
وأدى الصلاة مع الرئيس السيسي كل من رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ومحافظ القاهرة جلال السعيد، وعدد من المسؤولين. وكان لافتا انتشار رجال الشرطة والحرس الجمهوري بشكل مكثف خارج المسجد.
وحرص الرئيس المصري ليلة أول من أمس على توجيه التهنئة للشعب المصري ولشعوب الأمتين العربية والإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بمناسبة عيد الفطر، داعيا الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية إلى أن يتخذوا من العيد مناسبة تبعث على التفاؤل والأمل، بما يمثل طاقة دافعة تحفز على العمل والإنتاج، والحفاظ على وحدة الشعوب وصون أراضي الأوطان. وتمني السيسي أن يحل العيد في العام المقبل في ظل تحقيق الآمال والطموحات المستحقة للشعب المصري ولشعوب الأمتين العربية والإسلامية.
على صعيد متصل، سيطر خطباء وزارة الأوقاف والأزهر الشريف على منابر المساجد الكبرى والساحات في القاهرة والمحافظات، في غياب شيوخ تيار الإسلام السياسي والسلفيين، بناء على إجراءات مشددة وضعتها وزارة الأوقاف لمنع استغلال ساحات عيد الفطر سياسيا في الدعاية لانتخابات البرلمان وفي التحريض على إثارة الفوضى؛ لكن مصدرا مسؤولا في الأوقاف أكد «وجود خروقات محدودة لقرارات الوزارة في بعض المحافظات خاصة الإسكندرية، حيث سيطرت جماعة الإخوان المسلمين على بعض الساحات، وخطب شيوخ الدعوة السلفية خطبة العيد».
وألقى الشيخ أحمد فريد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، خطبة العيد في منطقة العصافرة (شرق الإسكندرية)، مؤكدا أن «هذه الأمة لن تكون عزيزة إلا برفع راية الله وستعود الأمة إلى سابق عهدها بصلاح أوليائها».
وسبق أن أعلنت الدعوة السلفية التزامها بالصلاة دون خطب في ساحات وزارة الأوقاف، معللة ذلك بحرصها على احترام القوانين، تجنبا لاتخاذ «أي قرار فردى من جانب الدعوة، من شأنه أن يخلق أزمات مع الأوقاف في المستقبل».
في غضون ذلك، احتفل الآلاف من المواطنين بأول أيام عيد الفطر المبارك، عقب انتهاء الصلاة في القاهرة ومختلف المحافظات، فيما انتشرت قوات الأمن أمام عدة مساجد بالقاهرة تحسبا من خروج مظاهرات لجماعة الإخوان المسلمين وإثارة الشغب بعد أداء الصلاة. وأغلقت قوات الجيش المداخل المؤدية لميدان التحرير بوسط القاهرة، بالحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة، لمنع إقامة أي فعاليات بالميدان، وشهدت المتنزهات العامة والحدائق وكورنيش النيل، توافد مئات الأسر للاستمتاع بإجازة العيد، كما شهدت المراكب النيلية إقبالا ملحوظا من المواطنين.
وأمام ساحة مسجد مصطفى محمود بضاحية المهندسين بمحافظة الجيزة، وعقب انتهاء صلاة عيد الفطر المبارك، نصب المواطنون منصة غنائية عليها عدد من مكبرات الصوت، ابتهاجا بالعيد.
وفي مسجد عمرو بن العاص بحي مصر القديمة (جنوب القاهرة)، وهو المسجد الذي أدى فيه الرئيس الأسبق محمد مرسي آخر صلاة لعيد الفطر عقب عام في السلطة التي عزل منها في يوليو (تموز) من العام الماضي، أدى أمس نحو ثلاثة آلاف مصري الصلاة وسط إجراءات أمنية مشددة، وأطلق المصلون الألعاب النارية والشماريخ فرحة بالعيد.
وفي الوادي الجديد، أدى اللواء محمود عشماوي محافظ الوادي الجديد، الصلاة مع جنود قوات حرس الحدود بموقع حادث مذبحة الفرافرة، الذي استهدف كمينا بطريق الفرافرة غرب البلاد، وأسفر عن مقتل 23 جنديا من عناصر حرس الحدود قبل أسبوع.
وشاركت عناصر من القوات المسلحة المواطنين المسافرين على طريقي القاهرة - الإسكندرية الصحراوي والقاهرة - العين السخنة أمس، الاحتفال بحلول عيد الفطر المبارك من خلال العديد من العروض والمعزوفات الغنائية والوطنية قدمتها الموسيقات العسكرية عند بوابتي طريق الإسكندرية الصحراوي والقطامية، وتوزيع الهدايا التذكارية على المسافرين.
فيما لم تترك الأحزاب والقوى السياسية هذه الفرصة السانحة لتجمع المصريين.. فاستغلت التجمعات الكبيرة التي تحدث في العيد بدءا من صلاة العيد وحتى أماكن المتنزهات والنوادي، في الترويج والدعاية لنفسها، استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة، التي أعلنت مؤسسة الرئاسة إجراءها قبل نهاية العام الحالي، حتى بدت الصورة وكأن «الانتخابات سوف تجرى في نهاية الأسبوع»، وهي الكلمات التي علق بها أحد المصلين في ساحة مسجد التوحيد بمنطقة الشرابية (شرق القاهرة)، بعد أن استفزه المشهد والصراع من أجل تسليم المصلين برامج انتخابية وهدايا من أحد نواب البرلمان السابقين.
أما في المحافظات المصرية، فكان لافتا انتشار اللافتات الحزبية والشخصية، سواء من جانب قيادات الأحزاب أنفسهم بهدف الدعاية، أو اللافتات المؤيدة من المواطنين للأحزاب والمرشحين في المحافظات، وكان الأكثر بروزا ظهور عشرات اللافتات الخاصة بالمرشحين المستقلين، وحزب النور ذي التوجه السلفي.
السيسي يحتفل مع المصريين بالعيد وسط استنكار للإفساد باسم الدين
الملايين توجهوا للمساجد.. وشيوخ السلفيين تركوا المنابر لأئمة الأزهر
السيسي يحتفل مع المصريين بالعيد وسط استنكار للإفساد باسم الدين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة