يعيش آلاف النازحين من مدينة الموصل شمال العراق الذين لجأوا إلى إقليم كردستان ظروفا عصيبة في أول عيد يمر عليهم بعيدا عن أهلهم وجيرانهم, ووصف بعضهم معاناتهم لـ{الشرق الأوسط» بعبارات ملؤها الحزن والأسى على حياة سعيدة تركوها مضطرين بعد سيطرة تنظيم «داعش» على المدينة في 10 يونيو (حزيران) الماضي.
ففي مخيم خازر (50 كيلومترا غرب أربيل) قال سليم عمر، أو «أبو محمد»، وهو أب لابنتين صغيرتين «تعودنا أن نجتمع كل عيد في بيت والدي أنا وإخوتي؛ حيث نقضي اليوم الأول من العيد دائما عندهم، لكن هذا العام كما ترى لم نحتفل بالعيد، لأن أوضاعنا الإنسانية أصبحت مؤلمة جدا». وتابع: «أنا الوحيد في عائلتي الذي ترك الموصل، فوالدي وإخوتي بقوا في المدينة لأنهم يعملون في السوق، واضطررت للمغادرة لأنني شرطي».
وإلى الشرق من المخيم جلست عائشة أحمد (أم عماد) البالغة من العمر 50 سنة وهي تنتظر امتلاء دلوها بالماء لتعود به مسرعا إلى الخيمة، وقالت: «هذا أصعب عيد عشته في حياتي». وتابعت «هذا النزوح كسر ظهرنا». وتساءلت: «أين الحكومة التي كانت ترهبنا على مدار السنوات الماضية، وتعتقل أبناءنا العزل؟ لماذا لا تحرر الموصل من (داعش)؟».
الأطفال النازحون هم الشريحة الأكثر تضررا من النزوح، ولم يحتفلوا بالعيد، ولم يرتدوا ملابس العيد، وهم ينتظرون العودة إلى مدينتهم. وقالت آية جلال ، التي تبلغ من العمر عشر سنوات، : «لم أشترِ هذا العام ملابس العيد، كما كنت أفعل الأعوام الماضية.. بابا لا يملك النقود لأننا تركنا كل شيء في بيتنا»، وتساءلت: «متى سنعود إلى البيت؟».
على صعيد آخر, قالت مصادر مطلعة في الموصل لـ«الشرق الوسط» إن تنظيم «داعش» ألغى صلاة العيد أمس ووصفها بـ«البدعة» وأنه «طالب الموصليين بنسيانها». وبينت أن التنظيم المتطرف لم يعلن عن العيد حتى ساعة متأخرة من مساء أول من أمس وطالب في بيان الأهالي بإكمال العدة، لكنه تراجع عن قراره ليعلن أمس أول أيام العيد.
نازحو الموصل في كردستان لـ «الشرق الأوسط»: كسروا ظهرنا
صلاة العيد ممنوعة في المدينة بأمر «داعش»
نازحو الموصل في كردستان لـ «الشرق الأوسط»: كسروا ظهرنا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة