صلاة العيد تجمع السعوديين وتقاليد المناطق تفرض طريقة الاحتفال

حرارة الأجواء تدفع الأسر للمعايدة المسائية

موائد العيد (تصوير: أحمد حشاد)
موائد العيد (تصوير: أحمد حشاد)
TT

صلاة العيد تجمع السعوديين وتقاليد المناطق تفرض طريقة الاحتفال

موائد العيد (تصوير: أحمد حشاد)
موائد العيد (تصوير: أحمد حشاد)

تختلف عادات الاحتفال بعيد الفطر المبارك في السعودية من منطقة إلى أخرى، وإن كانت صلاة العيد، وزيارات الأهل والأقارب، وصلة الرحم، وتوزيع الحلوى على الأطفال في المدن المختلفة عاملا مشتركا؛ لأنها صادرة من التشريعات الدينية، إلا أن لكل منطقة طريقة مختلفة بعض الشيء في ممارسة هذه العادات والتقاليد وطريقة الاحتفال.
فمن دحة شمال السعودية إلى فولكلور أهل الجنوب، مرورا بعرضة نجد، ومن رقصة البحارة في الشرقية، إلى مزمار الغربية. تقاليد مختلفة يربطها الابتهاج بحلول عيد الفطر المبارك، الذي تعم فيه الفرحة البلاد، رغم اختلاف الموروث الثقافي، والاختلاف الملحوظ بين عادات كل منطقة على حدة؛ بل وحتى الاختلاف في المأكولات المقدمة في العيد، وتوقيت الاحتفال، جميعها روابط مختلفة تميز كل منطقة عن الأخرى، ويبدع كل فرد في هذه المناطق في التعبير عن فرحته بالعيد بطريقته الخاصة.
قال رياض الخمشري الذي يعمل في قطاع التعليم بمكة المكرمة، إن الاحتفال بعيد الفطر المبارك له نكهة خاصة لديهم، تختلف عن أي مكان آخر في العالم؛ نظرا لاستقبال أهلها ضيوف الرحمن طوال شهر رمضان الماضي، والذي يشارك في استقبالهم وخدمتهم في البيت الحجازي شخص واحد على الأقل، حيث تبدأ الاحتفالات في البلد المقدس بصلاة العيد في الحرم، وهو الأمر الذي يحرص عليه سكان المنطقة الغربية بكل محافظاتها وقراها، ومن ثمَّ تناول الإفطار الشعبي مثل: الفول، والهوى، والمعصوب، واللحم المقلقل، والاجتماع بعدها في الحارة للسلام بعضهم على بعض قبل الانطلاق للاحتفال بالمزامير الشعبية التي يتراقص على أنغامها كبار السن قبل الصغار.
وأضاف: «نذهب بعدها للسلام على كبار السن من الأقارب، ونتجه في المساء بأعداد كبيرة لاستكمال الاحتفال في مدينة جدة أو الطائف، بعد انقضاء أيام رمضان الروحانية».
وأشار عبد الله السكيرين الذي يقطن مدينة الرياض، إلى أن أعدادا كبيرة من سكان الرياض يقومون بهجرة عكسية إلى مدنهم وقراهم ومسقط رؤوسهم في أيام العيد الثلاثة الأولى، ويتضح ذلك جليا في فراغ المدينة من سكانها إلى حد كبير، ولفت إلى أن الاحتفال في العاصمة السعودية متطور إلى حد كبير، بعكس المدن والقرى الأخرى التي ما زالت محتفظة بعاداتها وتقاليدها التي توارثتها، خصوصا أن معظم سكان الرياض الأصليين يتجهون لحضور الاحتفالات التي تقيمها البلديات، وقسم آخر يحضر الاجتماعات العائلية التي تقام هنا على نطاق واسع، إلا أن الشريحة الكبرى هي التي تخرج إلى أريافها وقراها للاحتفال.
فيما دفع ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير بوصلة الاحتفال بالعيد لدى الأسر السعودية، وتحول من كونه يجري في النهار، إلى الاحتفال به في المساء.
ومن المعروف لدى الأسر السعودية أن التهنئة بقدوم العيد تكون في ساعات الصباح الأولى، إلا أن درجات الحرارة أسهمت بشكل ملحوظ في تأجيل موعد الاحتفال إلى المساء، في حين رأت الأسر أن هذا التحول خطوة مهمة وجيدة، نظرا لارتفاع درجات الحرارة على معظم مناطق البلاد، التي قد تبدأ أوائل الأربعينات درجة مئوية مرورا بمنتصفها.
ورأى آخرون أن هذا التغيير مخالف لما اعتادوه في مثل هذه المناسبات المهمة، إذ كانوا في السابق يحتفلون بالعيد مع بزوغ فجر أول يوم من شهر شوال، وتحديدا بعد الانتهاء من صلاة العيد، إذ تبدأ التهاني بين الأهل والأقارب الذين يعيشون في نطاق عمراني صغير، بالإضافة إلى معايدة الجيران في التوقيت ذاته.
وأشار ابن يوسف إلى أن درجات الحرارة أسهمت بشكل كبير في تغيير وقت الاحتفال بالعيد إلى المساء وأنه خلال حديثه الهاتفي إلى الأقارب، وإخبارهم بموعد العيد، وجد نوعا من الارتياح المحفوف بالدهشة؛ إذ أبدى عدد منهم فرحا وسعادة بعدما تلقوا خبر التغيير، وبين أن هذا التوقيت أسهم بشكل فاعل في تسهيل مهام إحضار وجبات الولائم الخاصة بالعيد، موضحا أن هذا التوقيت في توقيت الاحتفال بالعيد يبرز في المدن على عكس القرى والمحافظات التابعة للمدن الكبرى، قائلا: «عدد من الأهل والأقارب الموجودين في القرى يفرضون الاحتفال بالعيد بعد صلاة العيد مباشرة، على أن يعاودوا أداء واجب السلام والمعايدة في المساء».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.