كثف الجيش المصري حملاته الأمنية لفرض سيطرته على المناطق المضطربة بشمال سيناء، وأعلن العميد محمد سمير، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أمس مقتل 14 «تكفيريا» من المتهمين بالقيام بأعمال عنف، وذلك في تبادل لإطلاق النيران مع عناصر التأمين، كما أعلن القبض على 47 فردا من المطلوبين أمنيا، وكذلك تدمير 13 نفقا على الحدود مع غزة. فيما أكد مصدر أمني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» عن استمرار العمليات خلال الأيام المقبلة، وأن «القوات ستواصل حملتها المكثفة من أجل مكافحة الإرهاب، دون أن تحصل على راحة في العيد»، وذلك تحقيقا لوعد الرئيس المصري بالقصاص من مستهدفي جنود الجيش الأسبوع الماضي.
وتشن القوات المسلحة حملات أمنية موسعة لضبط متشددين مسلحين اعتادوا استهداف عناصر ومؤسسات شرطية وعسكرية خاصة في سيناء منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو (تموز) العام الماضي، مما أدى لمقتل المئات، آخرهم مقتل 22 من الجنود المصريين في نقطة أمنية بمنطقة الفرافرة غرب البلاد يوم السبت الماضي. وأعلنت عدد من الجماعات التكفيرية التي تعمل في سيناء مسؤوليتها عن تلك العمليات ومن بين تلك الجماعات «أجناد مصر»، و«أنصار بيت المقدس».
وأكد مصدر عسكري مسؤول أمس لـ«الشرق الأوسط» أن «العمليات العسكرية في سيناء، الساعية إلى تجفيف منابع الإرهاب مستمرة»، موضحا أن القوات لن تحصل على راحة بمناسبة العيد، ومشددا على أن «القوات المسلحة عقيدتها - على مدار تاريخها - أن تسهر على تأمين المواطنين دون النظر إلى راحتها الخاصة».
وأشار محللون إلى أن قوات الأمن في سيناء عازمة على اجتثاث خلايا الإرهاب، وكذلك أن القوات ستقوم بالالتزام بما وعد به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال خطابه قبل يومين، حيث أكد على القصاص من الجناة في حادثة «واحة الفرافرة» وأقسم «والله لن ندعكم».
وقتل 22 من أفراد القوات المسلحة وأصيب أربعة آخرون قبل أسبوع، عندما استهدفت «مجموعة إرهابية» إحدى نقاط حرس الحدود قرب واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وقال بيان رسمي للجيش إنه «حادث إرهابي». فيما أكدت مصادر أمنية أن الجناة تسللوا من سيناء إلى غرب مصر لتنفيذ العملية.
من جهته، قال المتحدث العسكري في بيان نشره أمس على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» أمس، إنه استمرارا لجهود القوات المسلحة في متابعة أعمال المداهمات وملاحقة العناصر الإرهابية والتكفيرية، فقد تمكنت عناصر القوات المسلحة من مداهمة عدة بؤر للعناصر الإرهابية والتكفيرية بشمال سيناء.
وأوضح المتحدث، أن هذه الحملة أسفرت عن مقتل 14 فردا تكفيريا، والقبض على 47 فردا من المطلوبين أمنيا، بالإضافة إلى تدمير عدد ثماني دراجات بخارية، والقبض على عدد ست عربات (ملاكي - نصف نقل) تستغلها العناصر الإرهابية والتكفيرية في مهاجمة عناصر التأمين.
وأضاف المتحدث أن «قوات حرس الحدود قامت بعدد من العمليات استمرارا لجهود القوات المسلحة في حماية حدود الدولة من المهربين والمخربين والعناصر الإجرامية التي تستهدف المساس بالأمن القومي بكل الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة».
وأوضح البيان أن القوات تمكنت بنطاق الجيش الثاني الميداني وبالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من تدمير عدد 13 نفقا جديد في سيناء، ليصبح إجمالي ما جرى تدميره (1639) نفقا، كما جرى ضبط عربة نقل بها عدد (68) عبوة من المبيدات الزراعية المسرطنة ومدون عليها باللغة العبرية، كما تم ضبط عربة دفع رباعي محمل عليها (38) كجم من نبات البانجو المخدر.
كما تمكنت القوات بمنطقة نفق الشهيد من ضبط عدد ثلاث عربات محملة بكمية من نبات البانجو المخدر بإجمالي وزن (187) كيلوغراما وكمية من جوهر الأفيون المخدر بإجمالي وزن (60) غراما.
من جهة أخرى، أمر الرئيس المصري باستمرار جسر المساعدات الغذائية والإنسانية بين مصر وقطاع غزة لرفع المعاناة عن الفلسطينيين. وقال بيان للقوات المسلحة أمس، إن السيسي كلف القوات المسلحة بصفته القائد الأعلى لها باستمرار تقديم المساعدات لقطاع غزة، حيث تم إعداد وتجهيز 50 ألف كرتونة من المواد الغذائية والتموينية لإرسالها للقطاع. وأضاف البيان، أن «15 شاحنة تحمل مساعدات غذائية تحركت (أمس) في طريقها إلى معبر رفح تمهيدا لدخولها إلى الأراضي الفلسطينية خلال الساعات القليلة المقبلة».
وكانت القوات المسلحة أرسلت منتصف الشهر الحالي شحنة مساعدات إنسانية يبلغ حجمها 500 طن من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية لكسر الحصار المفروض على القطاع ومواجهة النقص القائم في الأدوية لعلاج المصابين جراء الغارات الإسرائيلية.
مسؤول عسكري لـ {الشرق الأوسط}: نطارد {الإرهابيين} في سيناء.. ولا راحة في العيد
مقتل 14 متشددا بعد تبادل إطلاق نار والقبض على 47 مطلوبا
مسؤول عسكري لـ {الشرق الأوسط}: نطارد {الإرهابيين} في سيناء.. ولا راحة في العيد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة