«داعش» يسيطر على {الفوج 121} في الحسكة

«الكتائب» تتقدم في حماه * المرصد السوري: قتلى وجرحى في انفجار حي الأرمن ذي الغالبية العلوية بحمص

حي الشعار بحلب إثر تعرضه لإسقاط برميلين متفجرين من قبل قوات النظام السوري أمس (رويترز)
حي الشعار بحلب إثر تعرضه لإسقاط برميلين متفجرين من قبل قوات النظام السوري أمس (رويترز)
TT

«داعش» يسيطر على {الفوج 121} في الحسكة

حي الشعار بحلب إثر تعرضه لإسقاط برميلين متفجرين من قبل قوات النظام السوري أمس (رويترز)
حي الشعار بحلب إثر تعرضه لإسقاط برميلين متفجرين من قبل قوات النظام السوري أمس (رويترز)

احتدم القتال بين تنظيم «الدولة الإسلامية» والقوات النظامية السورية، مع تسجيل هجمات وهجمات مضادة على مواقع عسكرية وحيوية في شمال البلاد ووسطها، وعلى جبهة النظام والكتائب المقاتلة في محافظة حماه حيث استولت المجموعات المعارضة على مستودعات أسلحة خلال الساعات الماضية.
وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مركز عسكري لقوات النظام في محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا غداة سيطرته على موقع آخر في محافظة الرقة (شمال)، وفي اليوم نفسه الذي خسر فيه حقل الشاعر الغازي في محافظة حمص (وسط) الذي استعادته قوات النظام.
وتأتي هذه التطورات في إطار المعارك المستجدة العنيفة التي بدأت قبل أسبوعين تقريبا وتصاعدت منذ الخميس بين الطرفين اللذين لم تفد التقارير من قبل عن مواجهات كبيرة بينهما منذ ظهور التنظيم المتطرف في سوريا في 2013.
وكان الهجوم على فوج الميلبية المعروف أيضا بـ«الفوج 121» بدأ الخميس الماضي. ونشر «مجاهدو» التنظيم على حساباتهم على موقع «تويتر» أخبار «تحرير الفوج 121» مع صور لجثث جنود وتعليقات بينها: «جيف النصيرية» و«صور بعض قتلى الجيش النصيري على يد جنود (الدولة الإسلامية) في (الفوج 121)».
وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» استولوا الجمعة الماضي على مقر الفرقة 17 شمال مدينة الرقة، بعد معارك تسببت في مقتل 85 عنصرا من قوات النظام أعدموا في غالبيتهم أثناء انسحابهم من الموقع.
في المقابل، استعادت قوات النظام السبت الماضي السيطرة على حقل الشاعر الغازي في حمص والتلال المحيطة به، بحسب المرصد وقيادة الجيش السوري.
وكان تنظيم «داعش» سيطر على الحقل في 17 يوليو (تموز) الحالي في معركة دامية قتل فيها 40 من مقاتليه وأكثر من 270 من عناصر القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني الموالي لها وحراس الحقل والعاملين فيه، بحسب المرصد. وجرى ذبح هؤلاء بغالبيتهم والتنكيل بجثثهم.
على جبهة فصائل المعارضة والنظام، أفاد المرصد عن تقدم خلال الساعات الماضية لكتائب عدة على رأسها «الجبهة الإسلامية» في ريف حماه. وقال إن هذه الكتائب تمكنت من السيطرة على بلدتي خطاب ورحبة في ريف حماه الشمالي الغربي، «عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام».
وتكمن أهمية هذا التقدم في مستودعات السلاح الموجودة في المنطقة التي استولى عليها المقاتلون، وفي موقع المنطقة على بعد نحو ثمانية كيلومترات من مطار حماه العسكري الذي يتعرض لهجوم من الكتائب المقاتلة، بحسب المرصد.
وأفاد مركز حماه الإعلامي التابع للمعارضة في تقرير أن «الرحبة العسكرية تعد مركزا كبيرا لقوات النظام في ريف حماه الغربي والشمالي. كما أنها تحوي الكثير من الذخائر والأسلحة والعتاد والدبابات، في حين أن موقعها الاستراتيجي الملاصق لمطار حماه العسكري يعد مدخلا هاما.. تمهيدا لعمليات عسكرية في اتجاهه».
وكانت سبع فصائل عسكرية أطلقت معركة «غزوة بدر الكبرى» صباح الجمعة بهدف السيطرة على رحبة خطاب ومطار حماه العسكري ونقاط أخرى في ريف حماه.
وأشار المركز إلى «تدمير مروحيتين للنظام داخل مطار حماه العسكري، بالإضافة إلى تدمير سيارة كان بداخلها براميل متفجرة، جراء استهدافه بأكثر من 50 صاروخ (غراد)».
وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو تظهر فيه صور عن «غنائم مستودعات رحبة خطاب». وفي الصور قذائف وصواريخ ورشاشات وذخائر متنوعة وصناديق ثقيلة وبدا مسلحون يقومون بنقلها من مكانها.
على صعيد آخر، أفاد المرصد بارتفاع حصيلة القتلى في انفجار السيارة المفخخة الذي وقع أول من أمس في بلدة أطمة قرب الحدود التركية بمحافظة إدلب (شمالي غرب) إلى تسعة؛ بينهم قيادي في مجموعة إسلامية مقاتلة. وكانت حصيلة سابقة أفادت عن مقتل سبعة أشخاص. كما قتل السبت الماضي سبعة أشخاص آخرين في انفجار سيارة مفخخة في بلدة إعزاز القريبة من الحدود التركية في محافظة حلب.
من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بسقوط قتلى وجرحى جراء انفجار شديد في حي الأرمن بمدينة حمص. وقال المرصد في بيان: «تضاربت المعلومات حول ما إذا كان الانفجار ناجم عن انفجار سيارة في الحي، الذي تقطنه غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية، أم إنه ناجم عن سقوط صاروخ على الأقل على الحي ذاته». وأشار المرصد إلى معلومات أولية عن سقوط قتلى وجرحى بعضهم في حالات خطرة جرءا الانفجار. وذكر التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري عاجل بعد ظهر أمس أن «تفجيرا إرهابيا لسيارة مفخخة استهدف حي الأرمن في مدينة حمص». وتسيطر قوات النظام على معظم أرجاء محافظة حمص. وانسحب مقاتلو المعارضة في مايو (أيار) الماضي من أحياء كانوا لا يزالون محاصرين فيها من قبل قوات النظام منذ سنتين. ولا يزال حي الوعر في مدينة حمص المنطقة الوحيدة الخارجة عن سيطرة قوات النظام.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.