مقتل 14 فلسطينيا عشية العيد والغارات الإسرائيلية تستهدف رئاسة «الأونروا»

ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 1033.. واغتيال مسؤول بارز من حماس

استمر القصف على قطاع غزة أمس رغم إعلان الهدنة الإنسانية (إ.ب.أ)
استمر القصف على قطاع غزة أمس رغم إعلان الهدنة الإنسانية (إ.ب.أ)
TT

مقتل 14 فلسطينيا عشية العيد والغارات الإسرائيلية تستهدف رئاسة «الأونروا»

استمر القصف على قطاع غزة أمس رغم إعلان الهدنة الإنسانية (إ.ب.أ)
استمر القصف على قطاع غزة أمس رغم إعلان الهدنة الإنسانية (إ.ب.أ)

ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي الذي دخل أمس يومه العشرين إلى 1033 على الأقل، وأكثر من 6200 جريح، بعدما قتلت إسرائيل 14 فلسطينيا على الأقل في استئناف للقصف العنيف على قطاع غزة، رغم تهدئة إنسانية كانت دعت إليها الأمم المتحدة عشية عيد الفطر.
وقصف الجيش الإسرائيلي، عبر المدفعية والطائرات والزوارق، مزيدا من منازل الفلسطينيين، وأصاب مقر رئاسة «الأونروا» كذلك، وردت حماس وفصائل أخرى بإطلاق رشقات صاروخية على مدن إسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس، أن عدد القتلى الفلسطينيين في العملية العسكرية الإسرائيلية، المتواصلة منذ الثامن من يوليو (تموز)، بلغ 1032 قتيل، في تصحيح لرقم سابق بلغ أكثر من 1060.
وأوضحت الوزارة أن الخطأ جاء بسبب مشكلة في عدد الجثث والأشلاء التي جرى انتشالها من المناطق الشرقية لقطاع غزة خلال التهدئة الإنسانية السبت.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، في بيان: «بعد المراجعة والتدقيق في بيانات الشهداء ومعاينة الجثامين والأشلاء التي انتشلت أمس من المناطق الشرقية لقطاع غزة والتعرف عليهم من قبل ذويهم في مستشفيات القطاع - يتأكد لنا أن حصيلة الشهداء الذين انتشلوا خلال التهدئة أمس هو 117 شهيدا وليس 147 شهيدا».
وبحسب القدرة، فإنه بذلك «تكون حصيلة العدوان الصهيوني لليوم العشرين 1032 شهيد و6233 جريحا حتى اللحظة».
وقبل دخول عيد الفطر بساعات قليلة، تواصلت الهجمات المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنها كانت أقل حدة من الأيام الماضية، في مؤشر على احتمال تجديد الهدنة أثناء العيد.
ويتضح من بيان للجيش الإسرائيلي أنه ينوي مواصلة العمليات العسكرية في غزة رغم عيد الفطر إذا لم يجر الاتفاق على هدنة إنسانية.
ودعا الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة، الذين كان قد طلب منهم إخلاء منازلهم، إلى عدم العودة إليها. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يحتاج إلى مزيد من الوقت في غزة لتدمير شبكة الأنفاق التي تعبر حدود قطاع غزة. وبحسب الجيش، فإن قواته عثرت على أكثر من 30 نفقا، وتبحث عن نحو عشرة أنفاق أخرى.
وقال مسؤولون بالجيش إن بعض الأنفاق تصل إلى داخل إسرائيل وإنها مصممة لتنفيذ هجمات مفاجئة ضد إسرائيليين، كما تستخدم بعض الأنفاق كمخابئ لحماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر على نفق يؤدي مباشرة إلى قاعة الطعام داخل إحدى المزارع الجماعية الإسرائيلية.
وقال وزير الاقتصاد، نفتالي بينت، على «فيسبوك»: «يجب جعل القطاع مثل الضفة الغربية: خال من تصنيع الصواريخ، المنصات، القذائف والأنفاق. وجعله مكانا يسيطر عليه الجيش ويمنع تعاظم الإرهاب فيه». وأضاف: «يجب أن تجرد حماس بشكل دائم من صواريخها وأنفاقها، وفي المقابل سنوافق على مجموعة من إجراءات تخفيف الحصار الاقتصادي».
وفي هذه الأثناء، تواصل القتال البري داخل المدن الفلسطينية التي يبحث فيها الجيش عن أنفاق.
ومن جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية عن قيام الجيش نهاية الأسبوع الماضي بتصفية مسؤول بارز من حماس في مجال تطوير وإنتاج الوسائل القتالية، لا سيما الطائرات الصغيرة من دون طيار. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني باللغة العربية أن المسؤول يدعى إسماعيل محمد سعدي عقلوق ويبلغ من العمر 25 سنة. ولم يصدر أي تعقيب عن حماس يؤكد أو ينفي الخبر.
وفي المقابل، واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق صواريخ على إسرائيل. وقالت كتائب القسام إنها أطلقت خمسة صواريخ على «كريات جات» وخمس قذائف على حشودات عسكرية شرق الشجاعية، ردا على عدم التزام الاحتلال التهدئة، وتبنت قصف موقع ناحل عوز بأربعة صواريخ 107.
وتعرضت عدة مناطق في النقب ومدينة بئر السبع عصر أمس لرشقات صاروخية من جهة قطاع غزة.
وأكدت القناة السابعة الإسرائيلية إصابة مستوطنة بجروح متوسطة عندما أصابت قذيفة صاروخية منزلها إصابة مباشرة. وقالت إسرائيل إن منظومة القبة الحديدية اعترضت أربعة صواريخ.
وعشية عيد الفطر اليوم، دعت حركة حماس إلى أن تكون أيام عيد الفطر أيام تكافل بين أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، ووقتا يتواصل فيه الوفاء لدماء الشهداء والجرحى وتضحيات رجال المقاومة والأسرى.
وقالت الحركة، في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «نقف وقفة اعتزاز وإكبار أمام الانتصارات التي حققها أبطال كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية وإثخانهم في العدو الصهيوني، وملحمة التضحيات والصمود التي أبدعت في صنعها جماهير شعبنا الفلسطيني وهي تواجه آلة الحرب الصهيونية». وترحمت الحركة على «شهداء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس»، مؤكدة «أن دماءهم لن تذهب هدرا، داعية بالشفاء للجرحى والمواساة لعائلات الشهداء».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.