انبعثت من كوكب الشمس في الـ23 من شهر يوليو (تموز) عام 2012 سحابتان من البلازما أخطأتا مناخ كوكب الأرض. والسحابتان المعروفتان باسم انفجار كتلة الإكليل هما عبارة عن عاصفة شمسية يعتقد أنها أقوى عاصفة من نوعها في الـ150 عاما الأخيرة. وقال الفيزيائي دانييل بيكر من جامعة كولورادو لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» إنه «إذا ضربت الأرض لكنا لا نزال حتى الآن نعاني من آثارها».
ولحسن الحظ فإن موقع انفجار كتلة الإكليل لم يكن في اتجاه الأرض. وإذا ما حدث الانفجار قبل أسبوع، عندما كانت نقطة الانفجار في مواجهة الأرض، لأدت إلى نتائج كارثية محتملة.
وأوضح بيكر: «لقد أصبحت على قناعة، بعد دراستي الأخيرة، أن كوكب الأرض وسكانه محظوظون لوقوع الانفجار في الوقت الذي حدث فيه. وإذا ما حدث الانفجار قبل أسبوع فقط من وقوعه لأصبح كوكب الأرض في خط المواجهة.
وإذا ما ضرب انفجار كتلتي الإكليل من هذا النوع الأرض لكان من المرجح شل حركة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ويمكن أن تصيب شبكة الكهرباء بأضرار كبيرة».
وقدمت «ناسا» هذا التقييم لما يمكن أن يحدث: «يعتقد المحللون أن الإصابة المباشرة.. كان من الممكن أن تتسبب في انقطاع الكهرباء على نطاق واسع تعطيل كل شيء يمكن إيصاله بالمقبس. ولن يصبح في قدرة معظم الناس استخدام «السيفون» لأن معظم إمدادات المياه في المناطق المدنية تعتمد على المضخات الكهربائية.
وطبقا لدراسة للأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، فإن الخسائر الاقتصادية الشاملة للعاصفة الشمسية يمكن أن تتعدي تريليوني دولار أو 20 في المائة أكبر من تكلفة الإعصار كاترينا الذي ضرب الولايات المتحدة. وقد يستغرق الأمر سنوات لإصلاح المحولات المتعددة التي تعرضت لأضرار من نتيجة لمثل هذه العاصفة.
ويوضح ستيف تركتون من «عصبة مناخ العاصمة» في الولايات المتحدة أنه إذا تعرض كوكب الأرض لمثل تلك العاصفة فإن «العواقب كانت ستكون وخيمة بالنسبة للتجارة والنقل والزراعة وتخزين المواد الغذائية وإمدادات الطاقة والمياه، والصحة البشرية والتسهيلات الطبية والأمن الوطني والحياة العادية بصفة عامة.
ويقارن خبراء الطاقة الشمسية عاصفة 2012 بعاصفة كارينغتون الشمسية التي وقعت في سبتمبر (أيلول) 1859 التي أطلق عليها اسم عالم الفلك الإنجليزي ريتشارد كارينغتون الذي سجل الحدث.
وذكر بيكر: «إن عاصفة يوليو 2012 هي من جميع النواحي - على الأقل - قوية مثل عاصفة كارينغتون عام 1859. الفارق الوحيد أنها لم تضرب الأرض». فخلال عاصفة كارينغتون جرى مشاهدة الضوء الشمالي جنوبا حتى كوبا وهاواي، طبقا للسجلات التاريخية. وأدى الانفجار الشمسي إلى انتشار الشرار في عدد من خطوط التلغراف في أنحاء العالم، واشتعلت الحرائق في بعض مكاتب التلغراف طبقا لما ذكرته وكالة الفضاء الأميركية.
وذكرت الوكالة أن عاصفة يوليو عام 2012 كانت شديدة لأن انفجارا لكتلة إكليل سار على نفس المجرى الذي سار عليه انفجارا 23 يوليو وهو الأمر الذي مهد الطريق للحد الأقصى من التأثير.
وأوضحت الوكالة أن انفجار كتلتي الإكليل مر عبر منطقة في الفضاء تم تمهيدها عبر انفجار كتلة إكليل آخر قبل أربعة أيام. ونتيجة لذلك لم تضعف العاصفة كما يحدث عادة خلال مرورها عبر الكواكب.
ويستحق موضوع وكالة ناسا على شبكة الإنترنت حول مثل هذه العاصفة الشمسية الاطلاع. وربما أكثر الأمور خوفا التي جرى ذكرها في الموضوع هو ما يلي: «هناك احتمال بنسبة 12 في المائة وقوع عاصفة على غرار عاصفة كارينغتون على الأرض في السنوات العشرة القادمة طبقا لبيت رايلي من مؤسسة «بريتدكتيف ساينس».
وذكر رايلي: «في البداية كانت مندهشا من ارتفاع نسبة الاحتمال، ولكن الإحصاءات تبدو صحيحة. إنه معدل صحيح».
* خدمة {واشنطن بوست}
عاصفة شمسية كادت تؤدي إلى كارثة في الأرض
لو وقعت قبل أسبوع من موعدها في يوليو 2012 لأدت إلى خسائر تقدر بـ«تريليوني» دولار
عاصفة شمسية كادت تؤدي إلى كارثة في الأرض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة