السلطات التونسية تحبط محاولة تسلل جزائريين إلى أراضيها

نشرت صور ثلاثة إرهابيين قالت إنهم بصدد التخطيط لأعمال إجرامية

ارشيفية لمعبر حدودي تونسي
ارشيفية لمعبر حدودي تونسي
TT

السلطات التونسية تحبط محاولة تسلل جزائريين إلى أراضيها

ارشيفية لمعبر حدودي تونسي
ارشيفية لمعبر حدودي تونسي

ذكرت مصادر أمنية من وزارة الداخلية التونسية أن دورية أمنية أحبطت فجر أمس، محاولة تسلل شخصين من الجزائر إلى التراب التونسي، وقالت إنها أطلقت عليهما النيران قبل أن يلوذا بالفرار ويعودا أدراجهما إلى الجزائر.
ومباشرة بعد هذا الحادث، أجرت فرق أمنية وعسكرية عمليات تمشيط واسعة النطاق في المناطق المجاورة للمركز الحدودي، إلا أنها لم تسفر عن اعتقال المشتبه بهما. وأشارت الوزارة في بيان لها إلى فرضية ارتباط محاولة التسلل بالمجموعات الإرهابية المتحصنة في جبال جندوبة والكاف، وقالت إنها «قد تكون محاولة للفت انتباه قوات الأمن إليهما، ومن ثم إلهاءها عن مواصلة تضييق الخناق على المجموعات الإرهابية».
وكان وائل البوسعايدي، القيادي في مجموعة جندوبة الإرهابية، قد قدم إلى رجال الأمن معلومات مهمة بخصوص مجموعته بعد إلقاء القبض عليه أخيرا، وقال إنها تضم 14 عنصرا إرهابيا، من بينهم خمسة تونسيين، وتسعة جزائريين، يقودهم شخص يدعى أبو أحمد، يحمل الجنسية الجزائرية.
وكشف البوسعايدي في اعترافاته عن تورط عناصر جزائرية في الأحداث الدامية التي عرفتها تونس خلال الأشهر الماضية، وهو ما حسم شكوك الأمن التونسي في اعتماد المجموعات الإرهابية داخل تونس على الخبرات الجزائرية في مجال الإرهاب، من نصب للكمائن وزرع الألغام، وطرق الإفلات من الحصار الأمني.
وقال عبد الحميد الشابي، الخبير الأمني المختص في الجماعات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» إن خبرة المجموعات الإرهابية الجزائرية في التعاطي مع قوات الأمن هي التي يمكن أن تعطيهم أفضلية في قيادة المجموعات الإرهابية المكونة حديثا في تونس. وأضاف أن أكثر من 30 عنصرا إرهابيا يدعمون التحركات الإرهابية للتونسيين في جبال الشمال والوسط الغربي التونسي. وأشارت تقارير أمنية إلى وجود 18 عنصرا جزائريا ضمن المجموعة الإرهابية في جبال الكاف (160 كلم شمال غربي تونس)، وقدرت عددهم في جبال الشعانبي (وسط غربي البلاد) بنحو 15 إرهابيا جزائريا.
ولم يستبعد الشابي وجود ارتباط وثيق وتنسيق قوي بين المجموعات الإرهابية المتحصنة في الجبال التونسية والعناصر الإرهابية الجزائرية، التي تتبنى أفكار تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وقال إن المسمى أبو أحمد، الذي ورد اسمه في اعترافات وائل البوسعايدي، موجود حاليا، وفق تقارير أمنية، في جبال سوق هراس الجزائرية، وإنه بصدد الإعداد لقاعدة جهادية خلفية، هدفها دعم الإرهابيين في تونس، على حد قوله.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد نشرت أول من أمس صورا لثلاثة إرهابيين خطرين، اثنان منهم يحملون الجنسية الجزائرية، وهما خالد الشايب المتهم بالهجوم على منزل وزير الداخلية التونسية، ومحمد أمين محكوكة، إلى جانب التونسي هشام بالرابح، وأشارت الوزارة في بيانها إلى تورطهم في تنفيذ أعمال إرهابية سابقة، وإعدادهم من جديد لأعمال إرهابية أخرى، ودعت التونسيين إلى التبليغ عنهم ومساعدة رجال الأمن في القبض عليهم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.