تركيا توقف 15 مطلوباً من عناصر «داعش»

في مداهمات متزامنة غرب البلاد

TT

تركيا توقف 15 مطلوباً من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 15 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، في عمليات أمنية متزامنة في ولايتي إسطنبول وكوجالي، غرب البلاد. وقالت مصادر أمنية إن فرقاً من قوات مكافحة الإرهاب نفذت حملة مداهمات أمس (الثلاثاء)، تم خلالها القبض على هذه العناصر المطلوبة.
وأضافت المصادر أن قوات الأمن عثرت خلال المداهمات على بندقية ووثائق تنظيمية في أماكن المطلوبين، الذين تتواصل الإجراءات القانونية بحقهم، وأشارت إلى أن هذه الحملة جاءت في إطار جهود الأمن التركي لتعقب أي شخص يُشتبه في انتمائه لتنظيم داعش الإرهابي، الذي أعلن مسؤوليته، أو حملته السلطات المسؤولية، عن تنفيذ عمليات إرهابية في أنحاء البلاد خلال عامي 2015 و2017، أسفرت عن مقتل المئات.
وتزايد نشاط «داعش» في تركيا في ذلك الوقت، وتسبب هجوم بقنبلة وباستخدام السلاح على مطار إسطنبول الرئيسي، في يونيو (حزيران) 2016، في مقتل 47 شخصاً، وإصابة أكثر من 200 آخرين، في حين تسبب تفجير في حفل زفاف كردي، في مدينة غازي عنتاب، بعد ذلك بشهرين، في مقتل 57 شخصاً. ومنذ ذلك الوقت، بدأت تركيا تنفيذ عمليات أمنية، ألقي خلالها القبض على آلاف من عناصر «داعش»، غالبيتهم من الأجانب، كما تم ترحيل أكثر من 5 آلاف، وسجن أكثر من 3 آلاف آخرين، بتهمة الانتماء إلى التنظيم.
ونفذ تنظيم داعش، في الفترة من 2015 إلى مطلع عام 2017، سلسلة عمليات إرهابية في تركيا، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص، وإصابة العشرات، آخرها هجوم على ملهى ليلي في إسطنبول، في الأول من يناير (كانون الثاني) 2017، قُتل فيه 39 شخصاً، وأصيب 69 آخرون.
وأوقعت أجهزة الأمن والاستخبارات التركية، خلال عملياتها في الشهور الأخيرة، مجموعة من القيادات والعناصر البارزة، التي كانت مكلفة بالتجنيد في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب آخرين كانوا مسؤولين عن تصنيع المتفجرات.
وفي أحدث هذه العمليات، ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية، الأسبوع الماضي، القبض على 38 من الأجانب المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي، كانوا يخططون لهجمات إرهابية، في حملة متزامنة في عدد من أحياء مدينة إسطنبول.
وقالت مصادر أمنية إن قوات مكافحة الإرهاب ألقت القبض على هؤلاء العناصر في حملة نفِّذت بشكل متزامن في 6 أحياء بإسطنبول، بعد تلقي معلومات عن تحضيرهم لهجوم إرهابي باسم تنظيم داعش.
وبحسب المصادر، فإن الفرق المشاركة في العملية ضبطت كمية من الوثائق وأجهزة رقمية تتعلق بالتنظيم، وجرى نقل الموقوفين إلى مقر مديرية الأمن بإسطنبول لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. وجاءت هذه الحملة في إطار حملات متواصلة تنفذها أجهزة الأمن التركية في مختلف أنحاء البلاد، تستهدف خلايا تنظيم داعش الإرهابي.
والأسبوع قبل الماضي، ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 43 شخصاً من الأجانب، يعملون لصالح التنظيم، خلال سلسلة مداهمات نفذتها في أنحاء مختلفة من مدينة إسطنبول أيضاً.
وقالت الشرطة التركية، في بيان، إنها تعتقد أن المقبوض عليهم أعضاء في مجموعات تمارس نشاطها على منصات للتواصل الاجتماعي، ومرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، وعلى صلة بأعضاء في التنظيم في مناطق الصراع (سوريا والعراق).


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».