عندما غابت الفنانة إليسا عن الوعي في فبراير (شباط) الفائت، أثناء إحيائها حفلاً غنائياً في القرية العالمية في دبي، لم يجرؤ أحد على التفكير بأنّها مصابة بالسرطان. فمن شاهد مقطع الفيديو الذي جرى تداوله حينها على وسائل التّواصل الاجتماعي، يظهر وقوعها على خشبة المسرح، اعتقد أنّه مجرد «قطوع ومر». واكتفى محبوها حينها بما تناقلته بعض الصّحف بأنّه أغمي عليها بسبب تعرضها لإرهاق شديد ولارتفاع بضغط الدم، فغنت يومها لـ70 دقيقة بدلا من 90 دقيقة كما كان مقررا.
لكن إثر إطلاق إليسا أغنيتها الجديدة المصورة «إلى كل اللي بيحبوني» من ألبومها الجديد الذي يحمل العنوان نفسه، ربطوا الأحداث مع بعضها وتأكّدوا من صحة ما كشفته في الكليب الذي تحتفل فيه بالعودة إلى الحياة من مرض خبيث نال من صبرها وقوتها وصحتها. ولم تمر دقائق على إطلاقه حتى احتلت إليسا المرتبة الأولى في تراند «تويتر»، بعد أن روت فيه قصة معافاتها من مرض السرطان بعد عذاب معه دام لنحو سنة.
في البداية خيّل لعدد كبير من مشاهدي الكليب بأن الأمر لا يتعدى كونه فكرة خارجة عن المألوف قدمتها كعادتها صاحبة لقب «ملكة الإحساس» بالتعاون مع المخرجة إنجي جمال. فهي سبق وحققت نجاحاً منقطع النّظير معها في كليب أغنيتها السابقة «عكس اللي شايفينها». إلّا أنّهم وعندما دققوا في الكليب الذي يوثق مشوار إليسا مع المرض بالزمان والمكان أصيبوا بصدمتين. الأولى سلبية لحزنهم على معاناة مطربتهم المفضلة وحدها من دون علمهم، وأخرى إيجابية لانتصارها على المرض ومعافاتها تماماً منه، كما تشير مجريات الكليب.
وجاءت تغريدة إليسا عقب إطلاق عملها المصوّر الجديد الذي تتوجه فيه بالشكر إلى كل الذين ساندوها في مرضها وإلى جمهورها الذي ساهم بحبه لها بتمسكها بالحياة وعبر حسابها الخاص على صفحة «تويتر» ليؤكد الخبر ويمحو الشّك ويثبت اليقين. قالت إليسا: «لا يجب أن يدفعكم الكليب إلى البكاء بل هو سبب لجعلكم تبتسمون وتفرحون وتكونون ممتنين. نستطيع أن نحارب السرطان إذا تمكنّا من اكتشافه في مراحله الأولى. أحبّكم جميعاً».
ويتضمن الكليب ومدته نحو 7 دقائق، شريط حياة إليسا منذ تلقيها خبر إصابتها بالمرض مروراً بمواقف صعبة واجهتها بصلابة وقوة وصولاً إلى تعافيها منه. وحرصت مخرجة العمل إنجي جمال على استخدام مشاهد حقيقية من تلك المرحلة بالصوت والصورة، ممّا دفع بكثيرين ممن شاهدوه للتأثر وذرف الدموع. وتظهر في أولى لقطاته على أرجوحة حديثة ترتدي الأبيض وتدير ظهرها إلى الكاميرا فيتسلّل صوت ذكوري (نعرف لاحقا بأنّه الطبيب المعالج)، يعلمها بإصابتها بالمرحلة الأولى من المرض في 26 ديسمبر (كانون الأول) من عام 2017. ولتّطل بعدها متعبة على خلفية حديث لها في اتصال هاتفي مع المخرجة تحكي لها فيه عن شعورها بالإحباط والأسف لمجرد تفكيرها بأنّها لن تستطيع التواصل بعد اليوم مع من تحبهم ويحبونها فتقول: «إنو هيك فيه لحظة خلص انو مش رح كون موجودة بكرا»، في إشارة منها إلى حالتها الصحية الحرجة يمكن أن توصلها إلى الموت. وننتقل بعدها إلى منتصف شهر يناير (كانون الثاني) في مشهد يصورها مع الطبيب المعالج ودائما مع خلفية لصوتها المتهدج خلال اتصالها بإنجي تقول لها: «بتعرفي شو قللي الطبيب عندما صارحته بأوجاعي التي لا تحتمل؟ قللي أنت واحدة مجنونة لهلق منك مستوعبة إنك مصابة بمرض مميت، وعلى الرغم من ذلك تعيشين وكأنك مصابة بنزلة بردية، فلم تتكبدي عناء أخذ استراحة من عملك؟». وتتوالى أحداث كليب إليسا الذي يشعر مشاهده وعلى الرّغم من مدته القصيرة بأنّه يشاهد فيلما سينمائيا مؤثرا يكفكف دموعه في غالبية مشاهده، ويختنق حينا ويأخذ نفساً طويلاً حيناً أخرى من شدة اندماجه بقصته النابعة من الواقع. واقع فنانة شهيرة لطالما عنت له الفرح والحلم والسعادة والقوة فإذا بها تعاني الأمرين وحيدة وبعيدة عنه.
ونرى في الكليب الأصدقاء الحقيقيين لإليسا الذين رغبت في تكريمهم من خلال هذا العمل وتوجيه الشكر إليهم لصمودهم معها أمثال طوني سمعان أحد المسؤولين في شركة روتانا، وبسام فتوح خبير التجميل الذي يرافقها في جميع حفلاتها، وبعض صديقاتها المقربات منها، إضافة إلى مدير أعمالها الذي أطل قبل نهاية الكليب بدقائق وهو يبتسم لها. وقد حرصت المخرجة من خلال ملامح وجهه ووقفته على إبراز كمية الحب الكبير الذي يكنّه لإليسا وأهمية وجوده بقربها دائماً كصخرة صلبة لا تنحني للعواصف فتهرع للاحتماء بها.
كثيرة هي الإشارات والرّسائل التي تضمنها كليب «إلى كل إلى بيحبوني» الذي تغنيه إليسا بالمصرية من كلمات شادي نور وألحان محمد يحيي، وقد حقق المليونية في الأسبوع الأول لإطلاقها له وقبيل أن يرى كليبها النور.
وجاءت التعليقات كثيفة على هذا العمل المصور من قبل فنانين وإعلاميين، فوصفه البعض بخير علاج لمريض السرطان، فيما رأت فيه شريحة كبيرة من زملائها بأنّه يمثل إليسا الصلبة والقوية التي تحتفل بالحياة التي تليق بأشخاص من أمثالها.
ويخلص الكليب إلى نهاية سعيدة رومانسية تماما كأغاني إليسا التي تحمل الأمل لسامعها مهما قست كلماتها. فنراها تحتفل بشفائها وبعودتها إلى إيقاع حياتها الطبيعي وإلى إحياء الحفلات الغنائية التي ستشهد «مهرجانات أعياد بيروت» في 10 من الشهر الجاري، أول محطة فنية لها بعد شفائها من المرض، وإعلام جمهورها عنه، فتعانقه عناق الأحباء بأغاني ألبومها الجديد وبباقة أخرى من قديمها.
إليسا تحتفل بالحياة في كليب «إلى كل اللي بيحبوني»
وثّقت فيه مشوارها الحقيقي مع السّرطان بالأيام والساعات
إليسا تحتفل بالحياة في كليب «إلى كل اللي بيحبوني»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة