غارتان إسرائيليتان على غزة... ومصر تسمح بإدخال الغاز

فلسطيني يتفقد سيارة تعرضت للقصف في بيت لاهيا أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني يتفقد سيارة تعرضت للقصف في بيت لاهيا أمس (أ.ف.ب)
TT

غارتان إسرائيليتان على غزة... ومصر تسمح بإدخال الغاز

فلسطيني يتفقد سيارة تعرضت للقصف في بيت لاهيا أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني يتفقد سيارة تعرضت للقصف في بيت لاهيا أمس (أ.ف.ب)

أصيب أربعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة أطلقت بالونات حارقة تجاه مناطق محاذية لساحل مدينة عسقلان، المجاورة لقطاع غزة، القريبة من حدود شمال القطاع.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الإصابات كانت متفاوتة بين متوسطة وطفيفة، وجرى نقل المصابين إلى مستشفى الإندونيسي شمال القطاع، حيث غادر بعضهم بعد تلقي العلاج.
وقال ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، إن طائرة من دون طيار، شنت غارة على مركبة تعود لمطلقي الطائرات الورقية الحارقة. كما شنت غارة أخرى على مجموعة من مطلقي تلك الطائرات في منطقة قريبة أيضاً من المكان الأول، شمال غربي بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة.
وحمّل الناطق باسم الجيش، حركة حماس المسؤولية الكاملة عن أي أحداث أمنية من قطاع غزة. مشدداً على أنه لن يسمح بالإضرار بأمن الإسرائيليين.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها القوات الجوية الإسرائيلية صواريخها بشكل مباشر تجاه مطلقي تلك الطائرات الورقية الحارقة.
واستأنفت إسرائيل هجماتها بطائرات من دون طيار، ضد مطلقي الطائرات الورقية منذ صباح أول من أمس (السبت)، بعد أن كانت قد هاجمت مجموعتين من الشبان الفلسطينيين، في وسط وشمال القطاع دون أن تقع إصابات.
وفي سياق آخر، سمحت السلطات المصرية، أمس، بإدخال كميات من غاز الطهي إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح البري، للمرة الأولى.
وقال خليل أبو شقفة، مدير هيئة البترول في غزة، إنه تم إدخال كميات من الغاز لسد النقص الحاد الناتج عن منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الغاز إلى القطاع منذ أيام.
وأشار إلى أنه تم إدخال نحو 250 طناً، وأن هناك ترتيبات جارية لإدخال الغاز بشكل متواصل، في الأيام المقبلة.
وأغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد لقطاع غزة، ومنعت إدخال المحروقات والغاز إلى القطاع، بحجة استمرار إطلاق الطائرات الورقية الحارقة، فيما سمحت فقط بإدخال بعض المواد الغذائية والمواد الطبية عند الحاجة إلى ذلك.
وتطالب إسرائيل بوقف الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، التي تُطلق من القطاع، وتتسبب في حرائق في أراضٍ زراعية وأحراش للإسرائيليين القاطنين بجوار قطاع غزة، مقابل إعادة فتح المعبر وتوسيع مساحة الصيد من جديد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.