نشر بيانات متوفين سوريين يكشف آلاف المعتقلين بسجون النظام

اللاجئة السورية فدوى محمود في برلين (رويترز)
اللاجئة السورية فدوى محمود في برلين (رويترز)
TT

نشر بيانات متوفين سوريين يكشف آلاف المعتقلين بسجون النظام

اللاجئة السورية فدوى محمود في برلين (رويترز)
اللاجئة السورية فدوى محمود في برلين (رويترز)

على مدى ست سنوات، ظلت آمنة الخولاني متشبثة بالأمل في أن يكون شقيقاها مجد وعبد الستار على قيد الحياة، رغم انقطاع الأخبار عنهما في سجن للنظام السوري، بعد اعتقالهما في أوائل الحرب السورية.
غير أنها علمت الأسبوع الماضي، من سجلات رسمية نشرت حديثا وحصل عليها أقارب، أن الرجلين توفيا في عام 2013، أي بعد أسابيع فقط من آخر مرة رأتهما الأسرة من خلال سور حديدي أثناء زيارة إلى سجن صيدنايا العسكري قرب دمشق.
وأفادت آمنة، وهي الآن لاجئة في بريطانيا، في اتصال بالفيديو: «أكد لنا كثير من المقربين للنظام أنهما توفيا، لكننا لم نصدق. أعرف جيدا أن نظام الأسد مجرم، لكن الأمل كان أقوى من كل الأخبار والتكهنات».
وبعد سنوات من الصمت بشأن مصير عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تقول منظمات حقوقية إنهم اختفوا قسريا خلال الحرب، أوضح سوريون علموا في الآونة الأخيرة بمصير ذويهم أن النظام بدأ تحديث السجلات ليعترف بوفاة المئات.
وأشارت منظمات حقوقية وسوريون إلى أن الأسر بدأت في أبريل (نيسان) تقريبا تكتشف بمحض الصدفة ما حدث لأحبائهم، عندما طلبت سجلات من مكاتب السجل المدني.
ومثل تلك السجلات مطلوبة لكثير من الأعمال الإدارية في سوريا، ولذلك كثيرا ما يسعى السوريون لاستخراجها.
وفي هذه المرة فقط لم تكن المعلومات ما يتوقعونه، وإنما ما كانوا يخشونه طويلا.
وانتشرت الأنباء عن أن النظام بدأ يعترف بالوفيات، وأقبل المزيد من الناس على مكاتب التسجيل للحصول على معلومات.
ونفى النظام العام الماضي تقريرا لمنظمة العفو الدولية يقول إنه نفذ حملة إعدام جماعي في سجن صيدنايا.
وسجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي توثق مجريات الحرب من خارج سوريا، 532 حالة اختفاء قسري لأشخاص أُدرجت أسماؤهم ضمن المتوفين في السجلات الرسمية في الأشهر الأخيرة، دون إبلاغ ذويهم مسبقا بوفاتهم.
وقدر أنور البني، محامي حقوق الإنسان في المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية الذي مقره برلين، وهو نفسه كان معتقلا سابقا ويعيش حاليا خارج سوريا، عدد المختفين بأنه أكبر من ذلك بكثير.
ووثق البني حتى الآن ثلاثة آلاف اسم بناء على مصادر من داخل سوريا، ووصف ذلك بأنه قمة جبل الجليد.
وأفادت فدوى محمود، وهي لاجئة في ألمانيا تبلغ من العمر 63 عاما، وقامت بإنشاء جماعة «عائلات من أجل الحرية» التي تقوم بحملات بالإنابة عن السوريين المختفين والمعتقلين: «الأمر مريع ولا يصدق. جميع أهالي المفقودين الذين لا يزالون ينتظرون أبناءهم، لا يمكنهم تصديق بيانات السجلات المدنية».
وكثير من بيانات الوفاة في السجلات التي تم تحديثها تتضمن أسماء لنشطاء اعتقلوا في بدايات الحرب السورية في 2011 و2012.
وجاء كثيرون من هؤلاء من ضاحية داريا بدمشق، التي كانت أحد المراكز الأولى في الانتفاضة.
- طريق العودة
وقال ساكن من المعضمية، وهي واحدة من البؤر الأولى للانتفاضة إن 96 شخصاً أدرجوا في الآونة الأخيرة في قائمة مكتب السجلات المحلي للوفيات.
ولكن ليس من بينهم نجله المفقود منذ يناير (كانون الثاني) 2013.
وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت ما لا يقل عن 85036 حالة اختفاء قسري في أنحاء سوريا منذ بدء الحرب.
وأضافت أنه من المعتقد أن أجهزة النظام خطفت نحو 90 في المائة منهم.
وتحث روسيا حليفة الأسد اللاجئين على العودة إلى ديارهم، قائلة إنه ليس هناك ما يجعلهم يخشون النظام السوري.
لكن الناس تواصل الفرار من المناطق التي تعود إلى سيطرة النظام، ويقول نازحون كثيرون إنهم يخافون من العودة خشية الاعتقال أو التجنيد أو ما هو أسوأ من ذلك.



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.