حركة نزوح بحلب مع تقدم القوات النظامية ومقتل 20 من عناصر «داعش» بالرقة

«الحر» يطلق معركة جديدة بالقنيطرة

حركة نزوح بحلب مع تقدم القوات النظامية ومقتل 20 من عناصر «داعش» بالرقة
TT

حركة نزوح بحلب مع تقدم القوات النظامية ومقتل 20 من عناصر «داعش» بالرقة

حركة نزوح بحلب مع تقدم القوات النظامية ومقتل 20 من عناصر «داعش» بالرقة

قتل 14 شخصا أمس، بينهم سبع نساء، في هجوم لمقاتلين معارضين على قرية موالية في الريف الشمالي الغربي لمحافظة حماة (وسط سوريا)، تزامنا مع إعلان «الجيش الحر» بدء معركة «الشمس وضحاها» لتحرير اللواء 90 النظامي في مدينة القنيطرة المحاذية للحدود مع إسرائيل.
وأفاد ناشطون بأن «المعركة التي تشارك فيها عدة ألوية من محافظتي درعا والقنيطرة، بدأت بشن هجوم على اللواء 90 الذي يعد من أقوى ألوية النظام، كما طال الهجوم عدة مواقع أخرى تابعة للقوات النظامية»، وأشار ناشطون إلى «اشتباكات عنيفة دارت مع القوات النظامية، سيطر على إثرها مقاتلو (الحر) وكتائب إسلامية على سرية خان الحلابات وقرية رسم الدرب»، فيما ذكرت «شبكة شام»، أن «اشتباكات عنيفة اندلعت في بلدات بالقطاع الأوسط بمحافظة القنيطرة المتاخمة لدرعا».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في شهر مايو (أيار) الماضي معبر القنيطرة بين هضبة الجولان المحتلة ومدينة القنيطرة، منطقة عسكرية مغلقة بسبب تزايد الاشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين بمحاذاة المعبر.

في موازاة ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «مقاتلي كتائب معارضة قتلوا 14 شخصا اتهموهم بـ(التعاون مع النظام المجرم)». في حين ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة ارتكبت مجزرة بحق أهالي قرية خطاب بريف حماة الشمالي الغربي، أدت إلى استشهاد 14 مواطنا بينهم نساء وأطفال».

وفي الريف الغربي لمدينة سلمية بحماة، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في منطقة السطحيات؛ مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، وفق المرصد.

وفي حلب، كثف الطيران النظامي السوري غاراته على مدينة حلب؛ مما أدّى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح العشرات، بينما أفاد ناشطون من داخل المدينة بحركة نزوح كثيفة باتجاه الريف الشمالي وتركيا، تزامنا مع تقدم القوات النظامية.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «أربعة أشخاص قتلوا بينهم ناشط إعلامي وسقط عشرات الجرحى جراء إلقاء الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على مناطق في حي الشعار شرق مدينة حلب»، لافتا إلى «إلقاء براميل متفجرة على أحياء أخرى في شرق المدينة التي تسيطر عليها مجموعات المعارضة المسلحة».

وأفاد الناشط في حلب أبو الحسام الأنصاري لـ«الشرق الأوسط» بحركة نزوح لأهالي المدينة منذ أكثر من أسبوع إلى الريف الشمالي وإلى تركيا، «خوفا من وقوعهم في حصار خانق كالذي عاشه أهالي حمص القديمة لعامين كاملين».

وأوضح الناشط المعارض أن «معظم أحياء حلب التي كان يصل عدد سكانها إلى مليوني نسمة، أصبحت (فارغة وخاوية)، وهي لا تأوي حاليا إلا نحو 300 ألف شخص»، مؤكدا أنه «ليس الأهالي من بدأوا يهربون من هذا الحصار الوشيك، فحسب، بل إنه بعد خسارة الحر، المدينة الصناعية الاستراتيجية، بدأ الكثير من عناصر الفصائل بالانسحاب».

وسيطرت القوات النظامية قبل أيام على أجزاء كبيرة من المنطقة الصناعية شمال شرقي حلب، ما سمح لها بتضييق الطوق حول الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة شرقي المدينة، واستقدم الجيش السوري تعزيزات إلى جبهات حلب بعد التقدم الأخير الذي أحرزه، بينما أعلنت فصائل معارضة بحلب أنها ستتوحد لمواجهة القوات النظامية.

وفي الرقة، قتل 20 عنصرا من تنظيم «الدولة الإسلامية» في غارات نفذتها طائرات حربية نظامية، وأفاد «المرصد السوري» بأن «الطائرات الحربية نفذت ثماني غارات، خمس منها استهدفت معسكر (الطلائع) الذي تتخذه (الدولة الإسلامية) مركزا لتدريب مقاتليها؛ مما أدى إلى مقتل 20 منهم، فيما استهدفت غارة أخرى منطقة الفخيخة القريبة من المعسكر؛ مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص وسقوط جرحى».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.