انتقل حارس المرمى البرازيلي أليسون إلى نادي روما الإيطالي وهو الحارس الأول لمنتخب البرازيل، لكنه وجد نفسه يجلس على مقاعد البدلاء كبديل للبولندي فويتشيك شتشيسني. ولم يشارك أليسون سوى في 15 مباراة مع النادي في موسم 2016-2017 وكانت جميعها في كأس إيطاليا. واعترف أليسون بأنه فكر في طلب الرحيل عن النادي.
وتعاقد روما مع أليسون مقابل 8 ملايين يورو من نادي إنترناسيونال البرازيلي. وبالتالي، لو أدرك مسؤولو ليفربول آنذاك أن أليسون يمتلك هذه الموهبة الكبيرة لنجحوا في التعاقد معه من روما بمقابل مادي يتجاوز هذا المبلغ قليلا. لكن بعد عام واحد فقط، أصبح أليسون أغلى حارس مرمى في التاريخ عندما انتقال لليفربول مقابل 65 مليون جنيه إسترليني. فهل يستحق أليسون هذا المبلغ الفلكي؟ في الحقيقة، من الصعب الإجابة عن هذا السؤال في ضوء الارتفاع المتتالي والكبير في أسعار اللاعبين بسبب عدة عوامل من بينها الارتفاع الكبير في عائدات البث التلفزيوني للدوري الإنجليزي الممتاز.
أما داخل المستطيل الأخضر فإن السؤال المطروح هو: هل يتمكن الحارس البرازيلي من قيادة ليفربول لتحقيق نتائج إيجابية لم يكن النادي يستطيع تحقيقها بدونه؟ لقد نجح أليسون في تحقيق ذلك مع روما بالفعل وقدم مستويات رائعة، ويكفي أن نتذكر التصديات التسع لأليسون في مباراة روما أمام أتليتكو مدريد في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي والتي انتهت بالتعادل السلبي، وهي النتيجة التي ساعدت النادي الإيطالي على تصدر مجموعته، أو نتذكر كيف تمكن أليسون من منع 11 فرصة محققة في المباراة التي فاز فيها فريقه على نابولي في مارس (آذار) الماضي. وقدم أليسون أداء أكثر قوة في مباراة فريقه أمام إنترميلان على ملعب «سان سيرو» والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، حيث تصدى حارس المرمى البرازيلي لست كرات خطيرة في تلك الليلة.
ولم يكتف أليسون بهذه التصديات الخطيرة فقط، لكنه منع وصول أي كرة عرضية لنجم إنترميلان ماورو إيكاردي، ليس داخل منطقة الست ياردات فحسب، ولكن داخل منطقة الجزاء بأكملها، لدرجة أنه خرج على حافة منطقة الجزاء ليمنع وصول الكرة إلى رأس إيكاردي في اللحظة الأخيرة. لقد دافع أليسون عن عرينه في تلك المباراة من خلال منع إيكاردي من الوصول إلى منطقة الجزاء في المقام الأول.
ويسير أليسون على خطى حارس المرمى الألماني العملاق مانويل نوير من خلال التقدم للأمام واللعب بقدمه ومنع الكرات من الوصول إلى مهاجمي الفرق المنافسة. وينحدر أليسون من أسرة كروية، وخاصة في مركز حراسة المرمى، ويكفي أن نعرف أن جده ووالده وشقيقه الأكبر كانوا جميعا يلعبون في مركز حراسة المرمى. وحتى والدته، التي كانت تلعب كرة اليد، كنت تلعب في مركز حراسة المرمى. وقال أليسون في حواره مع صحيفة «غازيتا ديلو سبورت» الإيطالية هذا العام: «يقول والدي إننا قد اخترنا اللعب في هذا المركز لأننا كنا نراه يلعب هكذا عندما كنا صغارا. لقد كان حارس مرمى مجنونا، وكان يلقي رأسه أولا في اتجاه الكرة».
وقد انتقلت هذه الشجاعة إلى باقي أفراد العائلة، ليس في حراسة المرمى فحسب، ولكن في اللعب بالقدم أيضا، وقد رأينا أليسون يراوغ أكثر من لاعب الموسم الماضي، ولعل أشهر هذه المراوغات كانت أمام لاعب أودينيزي، ستيف بيريكا. وهناك بالطبع خط فاصل بسيط بين الجرأة والتهور، لكن مع روما على الأقل نجح أليسون في الحفاظ على جرأته وشجاعته دون أي قدر من التهور. ويفتخر أليسون دائما بأنه زميل جيد للاعبين في المقام الأول، والدليل على ذلك أنه رغم الظروف الصعبة التي واجهها خلال الموسم الأول له مع روما وعدم المشاركة بصفة أساسية فإنه كان على علاقة جيدة بحارس مرمى الفريق ومنافسه الأساسي شتشيسني، وتحدث أكثر من مرة عن النصائح المفيدة التي حصل عليها من الحارس البولندي الدولي.
ومرة أخرى، قد يكون أليسون قد تأثر كثيرا بعائلته في هذا الأمر، فقد لعب في مركز حراسة المرمى وهو طفل صغير لأنه كان يريد أن يلعب مع شقيقه، موريل، وأصدقائه، ونظرا لأن فارق السن بينهم كان خمس سنوات فقد كان من الصعب على أليسون أن يلعب معهم داخل الملعب، وبالتالي قرر اللعب كحارس مرمى. لكن في نهاية المطاف، لعب موريل هو الآخر في مركز حراسة المرمى، وبعد عقد من الزمان أصبح الشقيقان يقاتلان على نفس المركز مع نادي إنترناسيونال البرازيلي. وجلس أليسون بديلا لشقيقه الذي كان يلعب بشكل أساسي، لكن العلاقة بينهما ظلت رائعة وكان كل منهما يدعم الآخر في التصريحات الإعلامية.
وسيكون الوضع في ليفربول مختلفا بكل تأكيد. وستكون هذه هي المرة الأولى التي ينتقل فيها أليسون إلى فريق وهو يعرف أنه سيكون الخيار الأول وسيشارك بصفة أساسية. وقد رفض أليسون العديد من العروض المجزية للعمل في مجال الموضة عندما كان صغيرا من أجل التركيز على كرة القدم. ويبدو من الغريب أن نادي روما لم يقم بالمزيد من الجهد لاستغلال هذا اللاعب في الناحية التسويقية بشكل أفضل، لدرجة أنهم لم يطرحوا حتى قميصه للبيع في متاجر النادي. ومن المستبعد أن يرتكب ليفربول نفس الخطأ، لأن النادي الإنجليزي قد دفع مبلغا فلكيا من أجل التعاقد مع الحارس البرازيلي، وبالتالي سيعمل على تسويقه بأفضل طريقة ممكنة.
وقال أليسون: «أنا حقا سعيد، هذا حلم يتحول إلى حقيقة بأن ارتدي هذا القميص العريق والمعتاد دوما على الفوز». وكان مركز الحارس الأساسي في ليفربول مصدر قلق للمدرب الألماني يورغن كلوب الذي فضل كاريوس الموسم الماضي على البلجيكي سيمون مينيوليه. وتابع أليسون: «هذا أمر رائع في مسيرتي وحياتي كإنسان أن أصبح فردا ضمن هذه العائلة. تأكدوا أني سأقدم أفضل ما لدي».
وعن الأجواء التي جعلته يتخذ هذا القرار، قال أليسون: «نعم أثر هذا الأمر على قراري. لا يتعلق الأمر فقط بتبديل الأندية، بل يغير كامل حياتك، حياة عائلتي، زوجتي، ابنتي». وتابع أليسون الذي أبقى حارس مانشستر سيتي إيدرسون بديلا في المونديال الأخير: «تلك المباراة (في دوري الأبطال) أثرت بالطبع لكني شاهدت مباريات أخرى رأيت فيها كيف يلعب الفريق تحت إشراف كلوب».
وأضاف أليسون الذي كان بديلا في الموسم قبل الماضي لفويتشي تشيسني في روما قبل رحيل الحارس البولندي وقدوم المدرب أوزيبيو دي فرانشيسكو بدلا من لوتشانو سباليتي الذي رفعه إلى الفريق الأول: «شجعني هذا الأمر (اللعب في أنفيلد) لأكون جزءا من المجموعة... عندما سمعت عن اهتمامهم بي بدأت أفكر في إمكانية اللعب مع ليفربول. أنا قادم من ناد حيث كنت سعيدا جدا وأنا متأكد من أني سأكون سعيدا هنا».
أليسون... البرازيلي الشجاع يحمل جينات حارس مرمى
يسير على خطى مانويل نوير بعدما تألق في روما ليصبح أغلى حارس في العالم
أليسون... البرازيلي الشجاع يحمل جينات حارس مرمى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة