عزل قائدي الشرطة والمخابرات الصوماليين إثر هجوم الرئاسة

اعتقال أحد مسلحي «حركة الشباب» المشاركين في الهجوم

عزل قائدي الشرطة والمخابرات الصوماليين إثر هجوم الرئاسة
TT

عزل قائدي الشرطة والمخابرات الصوماليين إثر هجوم الرئاسة

عزل قائدي الشرطة والمخابرات الصوماليين إثر هجوم الرئاسة

أعلن وزير الإعلام الصومالي مصطفي طحلو اليوم (الأربعاء)، أن القوات الصومالية اعتقلت أحد أعضاء "حركة الشباب" المتطرفة، الذي شارك في الهجوم على القصر الرئاسي.
وقال طحلو إن قوات الأمن تستجوب الرجل، الذي تعرض لإصابات طفيفة ناجمة عن طلقات نارية قبل القبض عليه خلال الهجوم أمس (الثلاثاء).
وكان الهجوم قد بدأ بانفجار قوي، أعقبته محاولة اقتحام المسلحين للمجمع الرئاسي في مقديشو.
وألقى المسلحون قنابل يدوية وتبادلوا إطلاق النار مع الحراس والجنود داخل وخارج المجمع لنحو ساعة، بعد ذلك سيطرت القوات الحكومية على المنطقة.
وقال طحلو إن جنديا قتل وأصيب آخران في الهجوم. في حين نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤول أمني، قوله إن أربعة جنود قتلوا وأصيب آخرون.
وقال الوزير إن اثنين على الأقل من مسلحي "حركة الشباب" قتلوا.
من جهته، أعلن علي محمود راجي المتحدث باسم "حركة الشباب" لإذاعة "اندلس" الموالية للمتطرفين، إن المقاتلين التابعين للحركة دخلوا القصر الرئاسي وقتلوا أكثر من 25 من أفراد الأمن. وقد نفت الحكومة هذا التصريح.
وأضاف راجي إن بعض المقاتلين هربوا بعد ما سماها "العملية الناجحة".
وتعهد الرئيس الصومالي للإعلام عقب الهجوم، بأن القوات الأمنية ملتزمة بمعاقبة "الإرهابيين".
وقال الرئيس إن "حركة الشباب" تستخدم موقعي "تويتر" و"الفيسبوك" للتواصل الاجتماعي لترويج شائعات. وأضاف "مع ذلك الإرهابيون في مرحلتهم الأخيرة وسوف يتم تدميرهم في أنحاء الصومال خلال الأسابيع أو الشهور القليلة القادمة".
وطالب الرئيس الأسر بمنع أبنائها من الانضمام لـ"حركة الشباب" "التي تقوم بغسل عقول الشباب".
من جهة أخرى، قرر رئيس الوزراء عبد الولي شيخ أحمد محمد، اليوم، فصل رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية وقائد الشرطة عقب الهجوم.
وقال وزير الإعلام مصطفى طحلو، إنه جرى تعيين محمد عبد الله حامد في منصب رئيس المخابرات المؤقت ليحل محل بشير جوبي، كما عين محمد شيخ حسن إسماعيل في منصب قائد الشرطة بدلا من عبد الحكيم طاهر.
ولم يقدم رئيس الوزراء أسبابا لقراره، ولكن المحللين قالوا إنه له صلة بالهجوم الذي وقع أمس. كما عين رئيس الوزراء خليف أحمد إريج وزيرا للأمن بدلا من عبد الكريم حسين جوليد، الذي استقال في مايو (آيار) الماضي، بسبب تزايد الاضطرابات في البلاد.



للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
TT

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.

اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.

الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.

بداية الرحيل

طائرة «ميراج» فرنسية وهي تغادر قاعدة «غوسي» التشادية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.

رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».

فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».

رحيل تدريجي

وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».

كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».

ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».

ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».

لجنة مشتركة

جنديان تشاديان خلال مناورات مع سلاح الجو الفرنسي (أرشيف الجيش الفرنسي)

ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.

في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.

ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.