قال باحثون ألمان إن نوعا من «الازدحام المروري» للإشارات العصبية يمكن أن يحدث داخل الخلايا والشبكات العصبية للدماغ مؤديا إلى الإضرار بأجزائه. وأضافوا أنهم برهنوا على أن الخلل الحاصل في ممرات النقل في الخلايا العصبية يعتبر سببا أساسيا في حدوث مرض باركنسون المسبب للشلل الرعاش.
وفي دراسة أخرى، قال فريق دولي من العلماء إن إصابة الإنسان بطفيلي يحيا داخل القطط، قد يؤدي إلى التأثير على سلوكهم ويقوي لديهم نزعة التصرف الخطر في ميدان التجارة والأعمال.
وفي الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة «فردريك ألكساندر» في أرلانغن نورنبرغ، أشاروا إلى أن تعطيل إمدادات الطاقة للألياف العصبية وتفرعاتها التي تشكل «نقاط التشابك العصبية» بين الخلايا، يؤدي إلى تخريب الاتصالات العصبية، ومن ثم إلى هلاك الخلايا نفسها في الدماغ. وهذه العملية هي التي تجري عادة لدى الإصابة بأمراض في الدماغ مثل مرض باركنسون.
والألياف العصبية هي التي تمنح الخلايا العصبية هيئتها الطولية الخاصة على طول متر واحد، مؤدية إلى تشكيل نقاط اتصال موجهة نحو الخلايا العصبية الأخرى. وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى الطريقة التي يحدث فيها فقدان الخلايا العصبية لحيويتها، إلا أن الدكتورة أرينما بروتس والبروفسور بيت وينر، الباحثين في بيولوجيا الخلايا الجذعية، المشرفين على الدراسة، قالا إنهما نجحا في رصد نوع من «الازدحام المروري» للإشارات في الخلايا العصبية يعتقدان أنه السبب في ذلك. وأضافا أن نوعا من البروتينات يسمى «ألفا سينوسلين» يوجد في الخلايا العصبية السليمة يتراكم أحيانا في طبقات أو كتل، تؤدي إلى تعطيل إمدادات الطاقة نحو «نقاط التشبيك العصبي» للألياف العصبية ما يؤدي إلى تعطيل الاتصالات.
وفي تجاربهم الأولى تمكن الباحثان من الحد من تراكم كتل هذا البروتين، ما حسّن من عملية نقل المعلومات عبر الألياف العصبية. وقالت بروتس: «نتائج دراستنا تعني أن بمقدورنا تحسين معلوماتنا حول طريقة حدوث مرض باركنسون بهدف وضع استراتيجيات لعلاجه أثناء تطوره».
على صعيد آخر، قال فريق من الباحثين الدوليين، نشر نتائج دراسته في مجلة «أعمال الأكاديمية الملكية بي» إنه أجرى تجارب على متطوعين، ورجال أعمال مبتدئين، لفهم التغيرات الحاصلة في سلوكهم بعد إصابتهم بطفيلي «توكسوبلازما غوندي». ويوجد هذا الطفيلي في القطط، ويعتقد أن ربع سكان العالم مصابون به من دون أن تظهر أعراضه عليهم، وهي الصداع أو أعراض شبيهة بالإنفلونزا. وتحدث الإصابة بتناول اللحوم غير المطهوة جيدا أو التلوث ببراز القطط.
ولاحظ العلماء تغير سلوك الفئران عند إصابتها بهذا الطفيلي، ولذا قرروا إجراء التجارب على 1500 طالب متطوع، استخلصت منهم عينات من اللعاب، كما استخلصوا أيضا عينات من 200 شخص كانوا يحضرون مؤتمرا حول كيفية الشروع بمشاريع الأعمال في المستقبل. وأظهر تحليل عينات الطلاب أن 22 في المائة منهم تعرض للإصابة بالطفيلي، كما أظهرت الاختبارات الأخرى أن الطلاب الذين تم تحليل عيناتهم وثبت أنهم مصابون كانوا مؤهلين بمقدار 1.4 مرة أكثر من الآخرين لأن يصبحوا رجال أعمال بارزين.
أما تحليل عينات رجال الأعمال المشاركين في المؤتمر فقد أظهر أن المصابين منهم بالطفيلي كانوا قد بدأوا فعلا بمشاريعهم التجارية بمقدار 1.8 مرة أكثر من الآخرين غير المصابين.
«الازدحام المروري» لإشارات الدماغ يتسبب بمرض باركنسون
طفيلي في القطط يحول الإنسان إلى رجل أعمال مغامر
«الازدحام المروري» لإشارات الدماغ يتسبب بمرض باركنسون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة