قادة التحالف الحكومي في المغرب يجتمعون غدا

قادة التحالف الحكومي في المغرب يجتمعون غدا
TT

قادة التحالف الحكومي في المغرب يجتمعون غدا

قادة التحالف الحكومي في المغرب يجتمعون غدا

ذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، دعا صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ومحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لحضور اجتماع التحالف الذي سيلتئم مساء غد الثلاثاء بالإقامة الرسمية لرئيس الحكومة في الرباط.
وقالت المصادر ذاتها بأن ثلاث قضايا ستطغى على الاجتماع تتصدرها الترتيبات السياسية التي تستبق الانتخابات المحلية (البلدية) التي من المزمع تنظيمها منتصف عام 2015، كما أعاد التأكيد على ذلك أخيرا محمد حصاد وزير الداخلية في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان).
وأشارت المصادر إلى أن اجتماع قادة الائتلاف الحكومي يأتي للاتفاق على رؤية موحدة تجاه كل المواضيع الخلافية التي تطرحها الانتخابات المحلية المقبلة، قبل شروع رئيس الحكومة خلال الشهر المقبل في إجراء مشاورات بشأن ذلك مع قادة أحزاب المعارضة التي تضم حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري.
وفي غضون ذلك، يتوقع أن يتدارس الأمناء العامون لأحزاب التحالف الحكومي التعديلات التي سيعرفها ميثاق الغالبية التي تنظم طريقة عمل واتخاذ القرارات داخل التحالف، وهي التعديلات التي طالب بها حزب التجمع الوطني قبل التحاقه بالائتلاف، والتي لن تمس الأسس التي قام عليها ميثاق الغالبية خلال النسخة الأولى من الحكومة، حسب ما ذكره قيادي كبير في التحالف لـ«الشرق الأوسط».
وينتظر أن يناقش قادة التحالف الملاحظات التي أبداها حزب التجمع الوطني حول البرنامج الحكومي.
وأوضحت المصادر أن القادة سيستمعون لتقرير اللجنة التي كلفت إدخال تدقيقات على البرنامج كما جرت الموافقة عليه من طرف مجلس النواب (الغرفة الأولى) في 26 يناير (كانون الثاني) 2012. قبل أن يلجأ ابن كيران لعرض حصيلة أولية بشأن أداء حكومته.
وكان نبيل بنعبد الله الأمين العام للحكومة قد طالب مساء أول من أمس على هامش الدورة 12 للجنة المركزية برلمان الحزب، رئيس الحكومة التقدم مطلع السنة المقبلة، وفي إطار المادة 103 من الدستور، بتصريح أمام البرلمان، يعقبه نقاش لا يليه أي تصويت، ويكون لحظة سياسية قوية ومناسبة مواتية لتدقيق أولويات البرنامج الحكومي الذي على أساسه سبق للحكومة أن نالت ثقة مجلس النواب، وذلك «قصد تمكين مكونات الأغلبية والمعارضة، على السواء، من إبداء رأيها في مضامين مشاريع الإصلاح المقرر إنجازها، والجدولة الزمنية لتنفيذها، والآليات والمقاربات التي ستعتمدها الحكومة لهذه الغاية».
وعلى صعيد ذي صلة، هيمن وضع اللمسات التنظيمية الأخيرة قبل انعقاد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية (برلمان الحزب) خلال نهاية الشهر الجاري على أشغال الاجتماع الأسبوعي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي انعقد أول من أمس بالرباط.
ووضع قادة «العدالة والتنمية» الوثائق التي ستعرض على برلمان الحزب ومنها التقرير السياسي الذي سيقدمه ابن كيران، وتقرير مالي عن موازنة 2013 بالإضافة للخطوط العامة لموازنة الحزب خلال السنة المقبلة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».