«سيكاريو» الجديد يفجر قضايا الحدود

أحلام البشر تتعثّر بسياسات الدُّول قبل الهجرة وبعدها

TT

«سيكاريو» الجديد يفجر قضايا الحدود

كان دونالد ترمب واضحاً منذ البداية عندما أعلن عن قراره بناء جدار عازل على طول الحدود الأميركية - المكسيكية لمنع تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين. أثار ذلك وحده، جدلاً واسعاً في المرابع التي تؤلف الكيان السياسي للنظام الأميركي كما في الوسط الإعلامي بأسره. هذا قبل أن يزداد الجدل حين طالب ترمب المكسيك بدفع تكلفة بناء ذلك الجدار العازل. الطلب الذي رفضته المكسيك سريعاً.
‫«سيكاريو: يوم المجند» (Sicario: The Day of the Soldado)‬، الفيلم الجديد الذي انطلق في مطلع هذا الشهر، حالفه حظ حسن: لقد بوشر بعرضه وقرار ترمب بفصل أطفال المهاجرين عن ذويهم، وهو القرار الذي تم الرجوع عنه أو على الأقل، تمييعه، قد اتخذ. الضّجة المثارة حوله منحت الفيلم بعض الحضور السياسي ولو أنّ غالبية من اشترى بطاقات الدّخول إليه فعل ذلك لأسباب تتعلق بكونه جزءا لاحقا من فيلم دينيس فيلنوف «سيكاريو» (2015) الذي حاز على فضول واسع بين روّاد الصالات لموضوعه، ولكون الفيلم المذكور وضع التيمة المتعلقة بمشاكل ضبط الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك على المحك، مضيفاً إليها العمليات التي تقوم بها أجهزة الأمن المختلفة ويمكن اعتبارها غير قانونية (لكنّها مسموحة).

- من تكساس وغواتيمالا
بينما كانت ولاية ألاسكا ما زالت روسية، كانت ولاية كاليفورنيا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، إسبانية وفي العام 1821 باتت الولاية في جزئها الأكبر، مكسيكية. أول ما أخبرنا ذلك في السينما كانت أفلام زورو، ذلك المحارب بالسيف الذي عاد من إسبانيا إلى كاليفورنيا (وتحديداً إلى «مدينة الملائكة»، لوس أنجليس) ليجد أنّ السلطة تحوّلت من أبيه إلى قاتله الذي يعامل الرّعية بقسوة ويجني ثروته من فرض الضرائب عليهم. زورو (الذي ابتدعته سنة 1919 مخيلة الروائي جوناثان ماكولي) يرتدي القناع ويتّشح بالسواد ويهب للدفاع عن المظلومين ضد رجال السلطة، وبعد كل عملية يعود إلى الشخصية التي تتقرب من الرئاسة مدّعية أنّها لا تجيد القتال ولا علاقة لها بما يدور.
في ذلك الحين كانت ولاية تكساس وحتى سنة 1836 مكسيكية. في ذلك العام أُعلن استقلال الولاية وانضمامها إلى الولايات المتحدة الأميركية. هذا حدث على إثر اجتياح القوّات المكسيكية لقلعة «ألامو» التي نتج عنها إبادة المدافعين عنها (غير متفق على الرقم لكنّه يزيد قليلاً عن الـ200 شخص الذين دافعوا عن القلعة ضد 1800 جندي مكسيكي حسب المصادر).
لم تتوان السينما عن التطرق لهذه المعركة ودلالاتها أولاً عبر فيلم جون واين «ألامو» (1960)، ولاحقاً عبر فيلم «ذي ألامو» لجون لي هانكوك (2004) وبينهما، كما في أعقابهما، بمسلسلين تلفزيونيين يرويان، كما هذين الفيلمين، الواقعة.
بالنسبة لجون واين، اليميني المحافظ الذي لعب دوراً تأييديّاً كبيراً لحملة مكارثي ضد اليسار الأميركي في الخمسينات، كانت الموقعة إدانة للاحتلال المكسيكي وبطولة وطنية. فيلم هانكوك لم يبتعد عن هذا الخط، لكنّه جاء أقل أهمية وإتقاناً من الفيلم السابق.
إذا ما كان ذلك يشكل نوعاً من البحث في تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة والمكسيك، فإنّ معضلة الحدود بعد ذلك تجاوزت ذلك الجانب من التاريخ فلا مهاجر أقدم على التسلل عبر الحدود فعل ذلك لأنّ كاليفورنيا وتكساس كانتا مكسيكيتين. البديل هو البحث عن الأسباب الاقتصادية التي تدفع بالمكسيكيين (وأحياناً بلاتينيين آخرين عبر الحدود المكسيكية) للتوجه شمالاً والتسلل من خلال أنفاق وفتحات وثغور صوب أميركا حاضنة الحلم الكبير.
تمت ترجمة السعي لتحقيق ذلك الحلم إلى أفلام كثيرة خلال السنوات الغابرة كلها. لكنّ العقود الثلاثين الماضية أضحت اللجوء الأول الذي تختاره الأفلام لعرض قضايا المهاجرين ولبلورة مفهوم الحلم الأميركي الكبير ليس كدعاية أميركية تقليدية، بل كمقابل للواقع المعيشي الصعب الذي تعيشه الدول الممتدة إلى جنوب القارة.
فيلم غريغوري نافا «الشمال» (1983) ما يزال قوياً في مضمونه وطريقة عرض هذا المضمون إلى اليوم. النماذج التي يوفرها تأتي من غواتيمالا التي كانت تمر بحروب أهلية. شاب وفتاة من مواطني القارة الأصليين يهربان من بأس تلك الحروب حالمين بمستقبل أفضل في ذلك الشمال الأميركي. بوصولهما، واجهتما مصاعب كثيرة ومحاولات استغلال من قِبل عصابات التهريب، يبدأ فصل جديد من المحنة لكنّه لا ينهيها. الحلم ذاته ما يزال بعيد المنال عند انتهاء ذلك الفيلم ذي الطابع المأساوي.
«بلا اسم» (Sin Nombre) لكاري فوكوناغا (2009) يدور حول الوضع ذاته ومآسيه، إنّما مع الكثير من التأكيد على كيف تستغل العصابات المحجوزين قبل أن تحقق، لبعضهم في نهاية المطاف، إمكانية دخول الأراضي الأميركية ثم تركهم يواجهون مصائرهم بعد ذلك. الاختلاف الآخر هنا هو أنّ الفيلم يركّز على تجارب تهريب الأولاد الذين يعانون، أكثر من سواهم، من تبعات عمليات التهريب.

- ثغرات الحدود
إذا ما كانت تبعات الهجرة غير الشرعية ومخاطرها موزّعة بين عصابات المكسيك وصعوبة اللجوء والنّجاح في تكساس أو أريزونا أو كاليفورنيا (الولايات الثلاث المحاذية للمكسيك)، فإنّ بعض الأفلام دارت عند الحدود ذاتها كما فعل «سيكاريو» الأول ويفعل الجزء الثاني منه الآن.
أحد الأفلام التي تبرّع بالبحث في هذا الوضع خرج قبل ثلاثة أعوام (وشوهد في مهرجان تورونتو) بعنوان «صحراء» (Desierto) الذي هو الفيلم الأول لجوناس كوارون، ابن المخرج المعروف ألفونسو كوارون.
يبدأ «صحراء» برحلة لشاحنة من البشر تشقّ طريقها وسط الجانب المكسيكي من الصحراء الممتدة إلى الشمال الأميركي. فجأة يدّعي السائق ومعاونه أنّ عطلاً حدث للشاحنة وأنّ على الجميع المغادرة. أحدهما يشير إلى الأفق حيث تقع الحدود وحيث على الركاب (نحو خمسة عشر رجلا وامرأة) التوجه.
ما أن يعبر هؤلاء الحدود عبر ممر حتى ينفصل بعضهم عن العدد الغالب من المجموعة. أفراد هذه المجموعة يفاجأون بأنّهم أهداف متحركة لقناص أميركي آل على نفسه قتل المهاجرين غير الشّرعيين جاعلاً من هذا الفعل منهجاً يزاوله مع كلبه الذي يأمره فيلحق بالبعض لنهشهم وقتلهم.
ما يلبث هذا القناص أن يوجه اهتمامه (وبندقيته وكلبه) إلى الزمرة التي انفصلت عن تلك المجموعة التي تم القضاء عليها. والفيلم من هنا هو سعي للبقاء حياً يتناقص عدد السّاعين حتى يتبلور عن شاب وفتاة وأمل قليل في الفرار من عطش الصحراء أو رصاص القاتل.
يحمل الفيلم إدانة، بالطبع، للأميركي القاتل الذي هو امتداد خيالي لمجموعة من المواطنين الأميركيين المسلحين الذين قرروا، منذ عشر سنوات، الانتشار عند ثغرات الحدود للقبض على المهاجرين غير الشرعيين وتسليمهم إلى السلطات لمساعدتها في إخلاء أميركا من هؤلاء.
لعب غايل غارسيا برنال دور الهارب - الناجي ومثّل جفري دين مورغن دور القناص. وكان الأول قد ظهر في فيلم أليخاندرو غارسيا إيناريتو «بابل» الذي لم يكن عن الهجرة غير المشروعة بشكل كامل، بل عن القرية الكونية التي تمّ فرضها على العالم من قبل حل مشاكلهم الاجتماعية والثّقافية والاقتصادية.
واحدة من حكايات الفيلم الأربع التي تلعب على الشاشة على نحو متواز، كانت حول مكسيكية بأوراق إقامة قانونية ترعى ولدي أميركيين (براد بيت وكيت بلانشِيت) وتضطر، خلال غيابهما في المغرب، لأخذ ولديهما إلى عرس ابنها في إحدى قرى الحدود المكسيكية. حين عودتها تجد نفسها ممنوعة من دخول أميركا ما يؤدي إلى محاولة دخولها عنوة عبر طريق صحراوي فتتوه مع الولدين لبعض الوقت.
التأكيد هنا على استمرار معاناة المهاجرين غير المحسوبة، ولو أنّها بالطبع أقل من معاناة أولئك الذين يدخلون البلاد بحثاً عن العمل فيمتزجون بعناصر المجتمع البشرية ومكوّناتها من مدن وجغرافيا ومتاهات أخرى.

- مبررات
في «جبهة أمامية» (Frontera) لمايكل بيري (2014)، تبرز مشكلة أخرى قوامها عدم الثّقة واستعداد أحد الأطراف لاتخاذ موقف ما، فقط لأنّ الطّرف الآخر مختلف في العنصر ولون البشرة. بطل الفيلم (إد هاريس) لديه مزرعة عند الحدود. ذات يوم يتسلّل إلى المكان شابان مكسيكيان. أحدهما يبحث عن عمل ليعيل زوجته الحامل والثاني يصاحبه لمساعدته. في الوقت ذاته مجموعة من الشبان البيض تتلهى ببندقية وأحدهم يطلق النار فيصيب زوجة صاحب المزرعة ويقتلها. الريبة الجاهزة من نصيب المكسيكي (مايكل بينا) وعليه يتم اعتباره مذنباً حتى من قبل التأكد مما حدث. حين تتكشف الحكاية (قبل فوات الأوان) يدرك صاحب المزرعة أنّ ابن رئيس بوليس المنطقة هو الذي أطلق النار وها هو والده يسعى لإخفاء الأمر إذا استطاع.
هناك نحو 100 فيلم آخر تدور أحداثها حول تلك الحدود الملتهبة بالرغبات كما بردود الفعل. وكلّها تنقسم على نفسها إمّا للدفاع عن المهاجرين من مدخل إنساني أو لتوظيف ذلك في أفلام تشويق ومغامرات. هناك قلّـة تنظر من زاوية حق أميركا الدفاع عن حدودها. بذلك استمرت القضية مثارة عبر تلك الأفلام (التي لم نعرض سوى القليل مما شوهد منها) تواكب حيرة المسؤولين في كيفية معالجة هذه الأزمة وحروبها المستمرة.
وهذا ما يقودنا مجدداً إلى فيلمي «سيكاريو». فالفارق بين «سيكاريو» لدينيس فيلنوف وبين «سيكاريو: يوم المجند» للإيطالي ستيفانو سوليما (وكلا المخرجان هاجر سينمائياً إلى هوليوود) هو أنّ الأول يتّخذ أسلوب المعالجة التقريرية ليكشف عن أنّ المشاكل على الحدود تتجاوز المبادئ السياسية لتكشف فساداً على جانبي الحدود. من الجهة المكسيكية عصابات الكارتل التي تهرّب المخدرات إلى أميركا والأجهزة الأمنية التي تُبيح لنفسها عمليات قتل واستيلاء على المخدرات.
أمّا الفيلم الحالي، فينتقي (تبعاً لكاتب السيناريو تايلور شريدان الذي وضع كذلك سيناريو الفيلم الأول)، ربط مشاكل الهجرة بمشاكل أخرى متبلورة مؤخراً، وهي تسلّل إرهابيين عبر الحدود. بذلك، لجانب أسباب أخرى تتنفس من رئة الفيلم المنحاز، يمرّر الفيلم تبريره لعمليات الأجهزة الأميركية مهما بلغت من القسوة والعنف.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.