بين الكمان والبيانو... شوا وباك وقستي يطربون الجمهور في الرياض

12 مقطوعة موسيقية بين أنامل عالمية وسعودية

جانب من حفل كلوي شوا وجوردن باك وإيمان قستي الموسيقي في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض
جانب من حفل كلوي شوا وجوردن باك وإيمان قستي الموسيقي في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض
TT

بين الكمان والبيانو... شوا وباك وقستي يطربون الجمهور في الرياض

جانب من حفل كلوي شوا وجوردن باك وإيمان قستي الموسيقي في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض
جانب من حفل كلوي شوا وجوردن باك وإيمان قستي الموسيقي في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض

في ليلة موسيقية ساهرة بمركز الملك الثقافي في الرياض، استمتع متذوقو الموسيقى من كل الأعمار ومن مختلف السحنات والألوان واللغات والمشاركين من سفراء العالم في المملكة بلغة الرّوح، حيث خاطبت آلتا الكمان والبيانو الساحرتان العالم بأسره بلغة واحدة لعدد من المقطوعات الموسيقية العالمية، من بينها مقطوعة بيتهوفن السوناتا الأولى Op.30,No.3 بلغة الموسيقيين.
وقال لورانس أندرسون سفير سنغافورة لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الرياض أصبحت منصة لعكس ألوان مختلفة من الإبداع، ومشاركة الكمان السنغافورية الصغيرة كلوي شوا ستكون إحدى ركائز التعاون بين البلدين في مجال الفن والموسيقى والثقافة، وأتطلع لتعزيز التعاون في هذا المجال مع المملكة، من خلال تبادل التجارب والزيارات لخلق المتعة للشعبين».
وبينما كانت تداعب أعجوبة الكمان السنغافورية الصغيرة كلوي شوا ذات الـ11 ربيعا، أوتار الكمان، ليلة السبت الماضية، كان الموسيقار البريطاني العالمي جوردن باك، يقود العزف على «البيانو» 7 مقطوعات موسيقية، وهو يشرح بين كل مقطوعة وأخرى، قصة المقطوعة والسحرّ الموسيقي الكامن فيها.
قدّمت كلوي شوا برفقة عازف البيانو والرئيس الفني لمسابقة منوهين الموسيقار والفنان البريطاني العالمي جوردن باك، عدة فقرات ثرية، حيث قدمت أولاً مقطوعة «موزارت» وهي سيمفونية «آداجيو» على درجة الـ«آي ماجور» KV261. ومقطوعة بيتهوفن السوناتا الأولى Op.30,No.3.
وتابعت شوا تقديمها للمقطوعات الموسيقية، فقدمت مقطوعة ميندلسون وبلغن الموسيقيين تعني، كونسترو الثالثة، على درجة (آي ماينور)، Op.64، وكذلك مقطوعة بونس هيفيتز «آيستريليتا)، ومقطوعة «جوهان.س، سفيندسين، «رومانس Op.26، وكذلك مقطوعة فريتز كرايزلر «تامبورين شينوا»، وأخير «هينريك ويناوسكي» وهي منوعات بنموذجها الأصلي Op.15.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قالت كلوي شوا: «انتبه أهلي لموهبتي في العزف على الكمان منذ كنت في الرابعة من العمر، فساعدوني في أن ألتحق بصفوف العزف في أكاديمية نانيانغ للفنون في سنغافورة». وبدأت شوا تأخذ تعليمها بشكل مباشر من الأستاذ كين كي رئيس مدرسة المواهب الصغيرة للفنون الوترية، وشاركت في منافسات دولية. وتضيف: «نلت خلالها العديد من الجوائز التي حفّزتني وجعلتني أمضي في هذا الطريق بقوة».
وأعربت شوا عن سعادتها وهي ترى جمهورا غفيرا من الحضور في مركز الملك فهد الثّقافي يبادلها الإحساس بالتصفيق الحار، وتتمنى أن تكرر الزيارات إلى المملكة لتنال رضا المهتمين بالفن والموسيقى، مشيرة إلى أنّ تجربتها التي تخوضها حالياً تمثل عنصرا مهماً يضاف إلى سجل إبداعها وجمهورها على المستويين الإقليمي والدُّولي، فضلاً عن توقعات مشاركات موسيقية بين الرياض وسنغافورة.
من جهته، قال جوردن باك عازف البيانو الرئيس الفني لمسابقة مينوهن، لـ«الشرق الأوسط» أنّه «على الرغم من قيادتي لفرق عالمية ومتابعتي لألوان مختلفة من الموسيقى، سواء على صعيد الكمان أو البيانو أو غيرهما من الآلات الموسيقية، إلّا أنّني وجدت في مشاركتي لهذا الحدث في بالرياض، إحساسا جميلا وألهمني بأفكار أتمنى أن ترى النور بالموسيقى السعودية وبعزف إيمان قستي على البيانو».
وأضاف باك، أنه لمس اهتماما كبيراً من الجمهور السعودي بالفن وبالموسيقى، ومن المؤكد فإنّ هذا العرض الذي شاهده وشارك فيه، دليل على الذوق الرفيع والأداء المتميز لهذا النّوع من الموسيقى، الأمر الذي سيعزّز التجربة الإبداعية ويتيح فرصة للفنون لتكون أحد الروافد الممتعة والمحفزة للشعب السعودي.
من جهتها، قالت الموسيقية السعودية إيمان قستي لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «تجربتي في العزف الموسيقي بدأت وأنا في الخامسة من عمري على آلة الأوراق. والدتي هي التي علّمتني. بمرور الأيام ووجدت أنني أميل لآلة البيانو أكثر. فبدأت بعد ذلك بتعليم ذاتي، وكان حلمي أن أصبح عازفة بيانو. وبفضل الله وبإيماني بهذا الحلم، تحققت أمنيتي. وبعد سنوات بدأت مشاركتي في العزف على البيانو، وأول تجربة لي كانت في جامعتي من ثمّ تلتها مشاركات في عدد من الأحداث والمسارح».
وعن سر تحفيزها لدخول عالم الموسيقى قالت قستي: «أعشق الموسيقى منذ الصغر. تأكدت بعدها أنّ الموسيقى هي لغة الروح. بدأت مشاركاتي وأنا في عمر الـ19. ألهمتني والدتي لأنّها تجيد العزف أيضا. فيما دعمني والدي واشترى لي آلة البيانو».
وعن مشاركتها مع الموسيقية السنغافورية كلوي شوا، قالت قستي: «ستضيف هذه المشاركة خبرة وشرفا كبيرين لي، كوني جزءا من حفل الموهوبة كلوي، وقد أضافت هذه المشاركة لي معرفة جديدة وتفاعل الجمهور وانطباعه ومدى حبه للموسيقى ولنوع الفن الذي أقدمه. وهنا لا بد لي أن أشكر الهيئة العامة للثقافة لإعطائي هذه الفرصة لأكون جزءا من هذا الحفل العالمي».
يشار إلى أنّ العازفة السنغافورية كلوي شوا من أهم الأسماء الواعدة عالمياً في العزف على الكمان. فقد فازت أخيراً بجائزة مينوهن في جنيف عام 2018، التي تعتبر أهم مسابقة دولية لعازفي الكمان تحت سن 22، ويشارك فيها الموهوبون من مختلف دول العالم، وقد حصلت على العديد من الجوائز الأخرى.
وبالإضافة إلى أدائها في الحفلات والمهرجانات الموسيقية والدروس المتقدمة، فإن شوا لم تتوقّف عند ذلك، فهي تحمل في ملف إنجازاتها العديد من الجوائز مثل حصولها على المسابقة أندريا بوستاشيني العالمية لعزف الكمان، وبجانب ذلك فهي تجيد القراءة والسباحة والتزلج اللوحي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.