من ملفات مارغريت ثاتشر... دببة ولوحات ومشاهير

مارغريت ثاتشر في مقر رئاسة الوزراء بلندن (غيتي)
مارغريت ثاتشر في مقر رئاسة الوزراء بلندن (غيتي)
TT

من ملفات مارغريت ثاتشر... دببة ولوحات ومشاهير

مارغريت ثاتشر في مقر رئاسة الوزراء بلندن (غيتي)
مارغريت ثاتشر في مقر رئاسة الوزراء بلندن (غيتي)

قد يعرفها العالم بالمرأة الحديدية التي غيرت اقتصاد بريطانيا وخاضت حرب الفولكلاند، لكن للبارونة ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة جوانب أخرى كشفتها ملفات خاصة، نشرتها المؤسسة الخاصة بها، ترسم جانبا جديدا لها لا يعرفه كثيرون.
في الملفات التي يعود تاريخها إلى عام 1988، ونُشرت على موقع «مؤسسة مارغريت ثاتشر»، وتناولت صحف عالمية أجزاء منها، نعرف أنها كانت مولعة بدببة محشوة «تيدي بير» وكانت تطلق عليهما أسماء تدليل «همفري» و«مسز تيدي».
وتشير الوثائق إلى أن ثاتشر كانت تتلقى طلبات كثيرة من متاحف ومؤسسات خيرية لاستعارة الدببة وعرضها لفترة محدودة، ففي خطاب من مؤسسة تعني بالأطفال أرسل في شهر أبريل (نيسان) 1988، يقول مدير المؤسسة لثاتشر: «منذ 4 أعوام استعرنا بفضل كرمك الدب (همفري) ليشارك في نزهة برية مع الأطفال، فهل سيكون (همفري) متوافرا للذهاب لمنطقة كوفنت غاردن لمساعدتنا في إطلاق 10 آلاف بالونة نيابة عن (رابطة مرضى السكري البريطانية)؟ نعدك بأن نحيطه بكثير من الاهتمام، وأنه سيكون محط اهتمام الأطفال». لكن جاء الرد من أحد الموظفين في مقر رئيسة الوزراء، (10 داوننغ ستريت) بالرفض حيث كتب بيري ميلر: «للأسف لن يستطيع (همفري) الذهاب معكم حيث إنه مشغول في هذا التاريخ. أشعر بالأسف أن يكون ردي مخيبا لآمالكم، السيدة ثاتشر ترسل لكم أطيب تمنياتها بيوم سعيد ومثمر».
غير أن «همفري» و«مسز تيدي» كانا من الشعبية بحيث إن طلبات استعارتهما لمناسبات مختلفة لم تكن تتوقف بسبب انشغال أحدهما، ففي رسالة من مؤسس متحف الدببة المحشوة (تيدي بير ميوزيام) بمدينة ستراتفورد أبون آفون، طلب غايلز براندريث استعارة الدببة بمناسبة افتتاح المتحف وقال: «إذا كان عندك دب محشو يمكنك إعارته لنا... أطمئنك أنه سيكون محل رعاية فائقة، وسنُعرف عنه بشكل لائق، ويمكننا إعادته لك متى أردت». لكن بيري ميلر خيّب أمل مدير المتحف في رسالة قال فيها: «للأسف لن يستطيع الدب التواجد معكم حيث إن لديه ارتباطات مسبقة في الشهر نفسه».
من جانبه، علق براندريث لصحيفة «الغارديان» التي تواصلت معه الأسبوع الماضي على تلك الواقعة قائلا: إنه يذكر أن الدب «همفري» قضى إجازة صيف عام 1988 بمتحفه. وأضاف أن ثاتشر قالت له في إحدى المرات إن جمع الدببة المحشوة «هواية معقولة» لأي نائب برلماني.
من جانبه قال كريس كولينز، من مؤسسة ثاتشر لـ«الغارديان»: إن السيدة ثاتشر كانت تهتم بالدببة، غير أن العاملين معها وجدوا أن خطابات طلب الاستعارة زادت عن حدها، ولذلك قرروا إيقاف الإعارة.
ففي إحدى الوثائق، كتب أحد العاملين معها: «رئيسة الوزراء تحمل ودا كبيرا لـ(همفري)، وهو دب محشو عمره 50 عاما».
- حفلات ومشاهير
في وثيقة أخرى بعض المعلومات حول حفلات أقيمت في مقر رئاسة الوزارة، وتحديدا حفلا أقامته لثاتشر في نوفمبر (تشرين الثاني) 1987 لشكر المشاهير الذين حضروا محفلا انتخابيا خلال الانتخابات العامة، وتم إعداد قائمة بأسماء مشاهير لدعوتهم للحفل، منهم ممثلو كوميديا ومذيعو نشرات أخبار وآخرون ممن لهم شهرة بين العامة، وسيكون هناك صدى طيب لظهورهم أمام باب رقم 10 داوننغ ستريت، وسيصب ذلك في مصلحة رئيسة الوزراء.
وبالرغم من حماسة القسم السياسي في المقر فإن ثاتشر أرادت الإضافة إلى قائمة المدعوين، وقالت إنها ستعد قائمة جديدة لتضيف بريقا على الحفل، مثل الممثل أنتوني هوبكينز والممثل ديريك جاكوبي. وأضاف السكرتير الخاص بها أسماء أخرى مثل بول مكارتني مغني فريق «البيتلز»، والمغني فريدي ميركوري، وميك جاجر من فريق «رولينغ ستون».
وفي خطاب للمكتب الخاص برئيسة الوزراء، كتب دينيس ثاتشر (زوجها): «أجد أن استضافة بعض الأسماء التي أهانت رئيسة الوزراء في العلن أمر غير مستحب ومحرج، لهذا أرى أن القائمة يجب أن تراجع بدقة». لكن ما يظهر في قائمة الأسماء المنشورة أن دينيس ثاتشر أضاف بعض العلامات بالقلم الأحمر على الشخصيات التي وافق عليها وعلامات استفهام على الشخصيات التي لم يرغب في وجودها، وشرح ذلك بقوله إن علامة «صح» باللون الأحمر تدل على «شخص فائق وصديق معروف ومرحب به»، ووضع أكثر من علامة على الكوميدي إيريك سايكس الذي كان نجمه المفضل، كذلك أشار بالقبول على الممثلة جودي دنش والملحن أندرو لويد ويبر. أما الشخصيات التي تربعت أمامها علامات استفهام فكان المغني بول مكارتني والمذيع التلفزيوني ديفيد أتنبره والعداء سباستيان كو والمغنية شيرلي باسي.
- لوحات لتزيين «رقم 10 داوونغ ستريت»
عندما انتقلت ثاتشر للعيش في مقر رئاسة الوزراء الشهير (10 داوننغ ستريت) أحضرت معها لوح الكي الخاص لتفادي الإسراف في الإنفاق على المسكن الجديد. لكنها حسب الملفات المنشورة، قررت ثاتشر التغلب على تلك المخاوف وإعادة تأثيث الأجنحة الرسمية بالطابق الأول واستعانت بمصممة الديكور أولغا بوليزي لتغيير ألوان الحائط وإضافة ستائر جديدة وبعض اللوحات الفنية.
وفي مقال كتبته بوليزي بعد وفاة البارونة ثاتشر عام 2013: «اختارت (ثاتشر) ألوانا فاتحة جدا... اختارت اللون الأصفر الزاهي لحائط الدرج حيث علقت لوحات لجميع رؤساء وزراء بريطانيا. وأرادت وضع لوحات فنية إنجليزية على الحوائط، لكن المسؤولين عن المجموعة الفنية الحكومية كانوا متشددين فيما يتعلق بهذا الطلب».
كما تذكر الوثائق أن ثاتشر حاولت استعارة بعض اللوحات الفنية الشهيرة من مؤسسات بريطانية عريقة، فعند زيارتها لمقر الجمعية الملكية للعلوم «رويال سوسياتي» لتلقي محاضرة هناك جال بخاطرها استعارة بعض اللوحات التي تصور علماء بريطانيين مشاهير، ففي خطاب شكر وجّهه سير روجر بورتر رئيس المجمع الملكي لثاتشر، جاء ذكر تلك اللوحات، قال: «أرجو أن تعلمينا باللوحات التي ترغبين باستعارتها، وسأرى ما يمكن أن أفعله». في واقعة أخرى، جاءتها دعوة لحضور حفل عشاء مع عائلة لورد كارنغتون الذي كان يشغل وقتها منصب سكرتير حلف الناتو، وكان قد تسلم منصب رئيس مجلس إدارة «دار كريستيز للمزادات». ولفت نظرها تشارلز باول وهو مستشارها للسياسة الخارجية إلى إمكانية إقناع أحد ضيوف العشاء وهو رجل المال إيفيلين دي روثتشايلد بإعارة مقر رئاسة الوزراء لوحة من مقتنياته لم يتم بيعها في المزاد، وهي للفنان البريطاني الشهير تيرنر.
تذكر الوثائق أيضا أن ثاتشر وزوجها دينيس قاما بزيارة خاصة لمعرض الصور الوطنية «ناشونال غاليري» في لندن لحضور معرض حول لوحات من الفن الفرنسي المملوكة لمقتنين من روسيا. وقام بمصاحبتهما في الجولة جاكوب روثتشايلد الذي كان يشغل منصب رئيس الأوصياء في «ناشونال غاليري» ومدير «غاليري نيل ماكريغر». ولاحقا أرسلت ثاتشر لهما دعوة لزيارة مقرها الرسمي للاطلاع على الديكور الجديد.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.