إسرائيل تستدعي أربعين ألفا من جنودها في إطار عملية عسكرية بقطاع غزة

الأمين العام للجامعة العربية يدعو مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع عاجل

إسرائيل تستدعي أربعين ألفا من جنودها في إطار عملية عسكرية بقطاع غزة
TT

إسرائيل تستدعي أربعين ألفا من جنودها في إطار عملية عسكرية بقطاع غزة

إسرائيل تستدعي أربعين ألفا من جنودها في إطار عملية عسكرية بقطاع غزة

وافقت الحكومة الامنية المصغرة في اسرائيل اليوم (الثلاثاء) طلب الجيش باستدعاء 40 ألف جندي احتياط؛ وذلك في إطار عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة، بحسب ما اوردت وسائل الاعلام الاسرائيلية.
واتخذ هذا القرار بعد ساعات من بدء عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في قطاع غزة اطلق عليها اسم "الجرف الصامد" مع شن عشرات الغارات الجوية على القطاع.
وقال موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الالكتروني "صوتت الحكومة الامنية المصغرة على استدعاء نحو 40 الف جندي احتياط استعدادا لامكانية شن عملية برية على قطاع غزة كجزء من عملية الجرف الصامد".
ورفض مسؤولون اسرائيليون التعليق على ذلك.
وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الجنرال موتي الموز قال في حديث لاذاعة الجيش سابقا "لقد تلقينا تعليمات من القيادة السياسية بضرب حماس بقوة".
وكان مسؤول اسرائيلي كبير، اشترط عدم الكشف عن اسمه، أعلن لوكالة "فرانس برس" ان "الجيش يستعد لجميع السيناريوهات، بما في ذلك الاجتياح او شن عملية برية".
واكد مسؤول آخر في وقت سابق أن الجيش تلقى تعليمات "بالتحضير لبدائل عسكرية مختلفة ليكون مستعدا إذا اقتضى الأمر".
وبدأ سلاح الجو الاسرائيلي ليل الاثنين/ الثلاثاء عملية عسكرية جوية اطلق عليها اسم "الجرف الصامد" وشن عشرات الغارات الجوية على القطاع.
وقصفت اسرائيل عشرات الاهداف في قطاع غزة اليوم الثلاثاء لتكثف ما قالت انه قد يصبح هجوما طويل الامد على حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، بعد تصاعد اطلاق الصواريخ الفلسطينية على بلدات اسرائيلية.
وفي اعقاب اندلاع أسوأ أعمال عنف على طول حدود غزة منذ الحرب التي استمرت ثمانية أيام في 2012 ، قال الجيش الاسرائيلي ان غزوا بريا للقطاع بات محتملا، لكنه ليس وشيكا، وحث المواطنين في دائرة قطرها 40 كيلومترا من الجيب الساحلي بالبقاء قرب الملاجئ.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون في بيان "نستعد لمعركة ضد حماس لن تنتهي خلال بضعة أيام". مضيفا "لن نتساهل مع اطلاق صواريخ على بلدات اسرائيلية ونحن على استعداد لتمديد العمليات بكل السبل التي في وسعنا من أجل مواصلة ضرب حماس".
ونقل مصدر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله "ينبغي على قوات الدفاع الاسرائيلية الاستعداد للاستمرار حتى النهاية. كل الخيارات مطروحة على الطاولة بما في ذلك التدخل البري".
من جهته، ندد نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية بالقرار الاسرائيلي بتوسيع الهجوم في قطاع غزة وقال "ان قرار حكومة الاحتلال توسيع عدوانها في غزة ومواصلة سياسة القمع والتنكيل والاستيطان في الضفة الغربية، هو بمثابة إعلان حرب شاملة على شعبنا ستتحمل الحكومة الاسرائيلية وحدها تبعاته وتداعياته". مضيفا "ان قرار حكومة الاحتلال توسيع الحرب هو في ذات الوقت قرار بتدمير أي فرصة أمام التهدئة وادخال المنطقة في دوامة من العنف الدموي الذي سيحترق بنارها الجميع".
وزادت وتيرة أعمال العنف على الحدود بين غزة واسرائيل بعد اعتقال اسرائيل لمئات النشطاء من حماس في الضفة الغربية المحتلة، حيث فقد ثلاثة فتيان اسرائيليين في 12 يونيو (حزيران).
وقال الجيش ان ما يربو على 200 صاروخ اطلقت على اسرائيل من قطاع غزة منذ أن شنت اسرائيل حملة اعتقالات بحثا عن الفتيان الذين عثر على جثثهم الاسبوع الماضي.
واتهمت اسرائيل نشطاء حماس بقتل الفتيان. وفي ما يشتبه في أنه هجوم انتقامي اختطف فتى فلسطيني في القدس الشرقية يوم الاربعاء الماضي وعثر على جثته متفحمة لاحقا واعتقل ستة اسرائيليين بعد الحادث.
وفي غزة قال مسؤولون طبيون ان ناشطا من حماس قتل في هجوم جوي على مخيم النصيرات للاجئين.
وقال مسؤولون فلسطينيون ان الاهداف شملت اماكن تدريب الناشطين وان ستة منازل قصفت في القطاع وان 30 شخصا اصيبوا أيضا.
وقال الجيش الاسرائيلي ان أكثر من 100 صاروخ اطلقت على اسرائيل في الاربع والعشرين ساعة الماضية في زيادة حادة. واعترض نظام القبة الحديدية بعض الصواريخ لكن شخصين اصيبا بشظايا.
وأضاف الجيش أنه استدعى حوالى 1500 من جنود الاحتياط وانه ربما يستدعي المزيد.
ودوت الانفجارات في أنحاء غزة اليوم الثلاثاء وهزت المباني وتصاعد الدخان من المناطق التي استهدفتها النيران الاسرائيلية. وفي المناطق السكنية سمعت أصوات بكاء الاطفال فضلا عن أصوات سيارات الاسعاف.
وفي مدينة أشدود الساحلية سارع سائقو السيارات للخروج من سياراتهم ودخول مداخل المنازل الآمنة نسبيا فيما دوت صفارات الانذار. وتكرر المشهد في بلدات أخرى بالقرب من قطاع غزة.
من جانبه، هدد الجناح العسكري لحماس برد "مزلزل" على الهجمات الاسرائيلية، لكن مصدرا فلسطينيا مقربا من الجماعة قال انها مستعدة لاعادة الهدوء اذا اوفت اسرائيل بشروط من بينها الافراج عن سجناء.
وقال الجيش الذي أعلن انه اطلق "عملية الجرف الصامد" انه استهدف نحو 50 موقعا في هجمات جوية وبحرية خلال الليل، وانه واصل الهجمات الجوية صباح اليوم الثلاثاء بعد اطلاق صواريخ على بلدات في جنوب اسرائيل.
ودوت صفارات الإنذار حتى مشارف تل أبيب والقدس على بعد حوالى 70 كيلومترا من غزة، فيما قالت الشرطة الاسرائيلية ان هذه الانذارات كاذبة.
وجاء اطلاق الصواريخ أمس الاثنين بعد مقتل ستة من حماس في نفق قال الجيش الاسرائيلي ان الحركة حفرته تحت الحدود لتنفيذ هجوم في اسرائيل.
وفي هجوم اسرائيلي دمر منزل اثناء الليل في غزة قالت وزارة الداخلية الفلسطينية ان العائلة بالمنزل تلقت اتصالا من ضابط اسرائيلي طالبها بمغادرة المنزل لانه سيتعرض للقصف وان العائلة تركت المنزل في الوقت المناسب. لكن الوزارة قالت ان تسعة من الجيران أصيبوا.
وقال أحد الجيران ان منزلا واحدا على الأقل من المنازل المستهدفة يتبع أحد أعضاء حماس.
وحول شروط التهدئة قال المصدر المقرب من حماس انه يتعين على اسرائيل وقف كل أعمال العدوان وتجديد الالتزام باتفاق وقف اطلاق النار الذي تم بوساطة مصرية في 2012 واطلاق سراح السجناء الذين احتجزوا في الضفة الغربية الشهر الماضي.
وتأثرت حركة حماس بشدة بحملة تشنها مصر على انفاق التهريب التي تقدر بنحو 1200 نفق تديرها الحركة عبر الحدود، وتقول مصر ان الانفاق تستخدم لتهريب الاسلحة الى شبه جزيرة سيناء.
من جهته، دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الثلاثاء الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي حول غزة.
وقال العربي للصحافيين انه يدعو "مجلس الأمن للانعقاد الفوري لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة".
واكد مصدر رسمي في الجامعة للوكالة أن العربي "كلف ممثل الجامعة العربية في الامم المتحدة احمد فتح بالتشاور العاجل مع المجموعة العربية في المنظمة الدولية لطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن".



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.