أعلن القضاء التونسي، أمس، اعتزامه عدم إعادة حارس شخصي سابق لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، إلى ألمانيا، وذلك بعد أن كانت السلطات الألمانية قد رحلته، الجمعة، إلى تونس. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، قال سفيان سليتي، المتحدث باسم الادعاء العام التونسي: «لدينا قضاء ذو سيادة يحقق بشأنه». وأضاف أنه يجب انتظار هذه التحقيقات». وكانت المحكمة الإدارية في مدينة جيلسنكيرشن الألمانية قد قضت بأن ترحيل التونسي المدعو سامي إيه «غير قانوني على نحو فادح وينتهك المبادئ الأساسية لسيادة القانون»، وطالبت السلطات الألمانية بإعادة سامي من تونس. وقال سليتي إن السلطات التونسية لديها منذ يناير (كانون الثاني) الماضي شواهد بأنه من المحتمل أن يكون سامي إيه قد شارك في «أنشطة إرهابية» في ألمانيا وأفغانستان، موضحاً أن الرجل جرى التحفظ عليه لهذا السبب فور وصوله من ألمانيا، وتابع أنه يجري التحقيق معه منذ ذلك الوقت.
من جانبها، ذكرت دوائر حكومية تونسية أنه لم يَرِد حتى الآن طلب من ألمانيا بخصوص سامي إيه. وذكر مكتب رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد أن الحكومة التونسية علمت فقط من الصحافة أن عملية الترحيل مخالفة للقانون، وأوضح المكتب أن المسؤول عن الواقعة في الوقت الراهن هو القضاء التونسي.
في غضون ذلك، انتقد حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي قرار محكمة ألمانية بعدم جواز ترحيل الحارس السابق لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
وكتب رئيس الحزب يورج مويتن على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن مسارات القضية تكشف «خطأ في نظامنا». من جانها، قالت رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب أليس فايدل، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن القضية تظهر بطريقة مفزعة «مدى بعد السلطات والمحاكم عن الحس السليم».
من جانبه، قال رئيس الحزب وكتلته البرلمانية ألكسندر جاولاند «هناك خطر لأن تتحول المحاكم الألمانية عبر هذه القرارات إلى حانوتي دولة القانون».
يذكر أن محكمة في برلين قضت أول من أمس بأنه يجب إلغاء ترحيل التونسي «سامي إيه.»، الذي يُعتقد أنه الحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن إلى تونس. كما قضت محكمة في مدينة جيلسنكيرشن بغرب ألمانيا بأن ترحيل المدعو «سامي إيه.» «غير قانوني على نحو فادح، وينتهك المبادئ الأساسية لسيادة القانون».
وجرى ترحيل الرجل إلى موطنه رغم أمر قضائي يمنع ترحيله، مستشهداً بعدم وجود تأكيدات دبلوماسية من الحكومة التونسية بأنه لن يتم تعذيبه في حال عودته.
وكانت السلطات الألمانية رحلت «سامي إيه.» في نحو الساعة السابعة صباحاً (التوقيت المحلي) أمس (الجمعة) على متن رحلة طيران عارض من مدينة دوسلدورف الألمانية إلى وطنه تونس.
وكانت محكمة جيلسنكيرشن أصدرت قرارها بعد جواز ترحيل التونسي، إلا أن القرار أُرسل بالفاكس إلى المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين، التابع لوزارة الداخلية الألمانية عقب 90 دقيقة من مغادرته البلاد. وأعرب «البديل الألماني» عن أمله في أن تحول السلطات التونسية دون إعادة «سامي إيه.» إلى ألمانيا، حيث قالت فايدل «يبدو أنه يتعين الرهان على حس المسؤولية لدى السلطات التونسية».
انتقادات ألمانية لترحيل حارس بن لادن إلى تونس
انتقادات ألمانية لترحيل حارس بن لادن إلى تونس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة