كان لاعب وسط فرنسا اكتشاف كأس العالم في روسيا بعدما ضحى بأسلوب لعبه من أجل صالح الفريق بطريقة نادرا ما ظهرت خلال مسيرته مع مانشستر يونايتد
كانت البداية مع صامويل أومتيتي ثم بول بوغبا إذ تطلعت فرنسا لنهائي كأس العالم ضد كرواتيا يوم الأحد بمؤتمر صحفي في موسكو ولو كانت هناك أي شكوك لدى أومتيتي فقد تحرر منها بعد ثواني من سحب كرسيه والجلوس على الطاولة.
الجميع كانوا في انتظار بوغبا وكان الأمر كذلك خاصة قبل انطلاق كأس العالم بعد الموسم المتقلب مع مانشستر يونايتد، أي وجه سيظهره بوغبا؟ الرهان الذكي على لاعب الوسط الشهير الذي يحب إطلاق العنان لموهبته ولو كان ذلك بتجاهل الجانب السيء في عمله فهذا جيد وهذا السلوك أدى إلى حيرة جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد وساعد على إفساد علاقتهما.
لكن بوغبا الذي ظهر في روسيا كان اكتشافا ربما ليس على المستوى ذاته مثل كيليان مبابي الذي لمع في بلوغ فرنسا المباراة النهائية الخامسة في بطولة كبيرة في 20 عاما.
وقال بوغبا في فترة سؤال وجواب "من داوعي سروري أن أدافع" وهنا يجب أن تفرك عينيك في محاولة لتصديق الأمر وبالتأكيد كان مورينيو كناقد لشبكة أر.تي التلفزيونية خلال البطولة سيفعل الأمر ذاته.
كيف نجح ديدييه ديشان في استخراج هذا الالتزام والتوازن منه؟ أو بطريقة أخرى كيف نجح مدرب فرنسا فيما فشل فيه مورينيو؟
وقال مورينيو عن أدائه في الفوز 1-صفر على بلجيكا في الدور قبل النهائي "بوغبا لعب بنضج رائع، عندما كان يجب أن يحافظ على مركزه والسيطرة على المباراة فعل ذلك. عندما أشرك ديشان ستيفن نزونزي بدلا من أوليفييه جيرو حصل بوغبا على الحرية لكن حرية عدم فعل الأشياء الساذجة. حرية الحفاظ على الكرة في المناطق الخطيرة. الحفاظ على الكرة وصنع الفرص لأنطوان غريزمان. كان ناضجا تماما".
الانطباع أن بوغبا فهم الأمور بشكل مفاجئ لكن كيف حدث ذلك؟ كيف نجح في إيقاف هجمات المنافس عندما كان الأمر مهما وهو أمر أوضحه عندما تحدث عن لمسة مبابي المذهلة بكعب قدمه والذي كاد منها أن يصنع فرصة هدف لجيرو ضد بلجيكا؟
وقال بوغبا "لو قمت بحركة رائعة ومؤثرة فهذا جيد. لو فقدت الكرة فهذا سيء".
وربما يعود السبب إلى الغاية والهدف أو ربما تأثير وجود نجولو كانتي بجواره وللإنصاف فإن بوغبا لم يلعب دائما على هذا القدر من السيطرة في خط وسط مانشستر يونايتد مع لاعب آخر.
وهناك نظرية أخرى تقول إن هناك 89 مليون سبب لبوغبا أن يلعب بهذا الشكل في أولد ترافورد وهو المقابل الذي دفعه فريقه لضمه من يوفنتوس لكن الأمر يعود أيضا إلى الخبرة فهذه هي المشاركة الثانية لبوغبا في كأس العالم وكانت التضحية هي الأساس بالنسبة له.
وقال بوغبا "إنها كأس العالم وعلينا التضحية. يجب علينا الدفاع وهذا ليس أفضل ما أفعله لكن من دواعي سروري أن أقوم به. لدينا الهدف ذاته وهو الفوز. أعتقد أنني أصبحت أكثر نضجا وكل اللاعبين ساعدوني كثيرا في ذلك".
وأضاف "أنطوان غريزمان على سبيل المثال مهاجم لكنه يتحدث معي. يبلغني بالعودة إلى الدفاع. لو ظهرت بشكل أفضل فهذا بفضل الفريق والمدرب. المشاركة الثانية في كأس العالم مختلفة عن الأولى. تلعب ضد فرق صاحبة خبرة وضد لاعبين رائعين ولا أستطيع اللعب كما أفعل في النادي. يجب أن أعثر على التوازن مع الجميع ومع نجولو كانتي".
وتابع "نركض سويا ونهاجم سويا وندافع سويا عندها نكون أقوى. حتى النقاد ساعدوني على التطور لكن هذا لا يعني أن عليهم انتقادي. أعتقد أن صورتي لدى الجماهير تغيرت. ألعب كلاعب وسط الآن وهذا هو دوري. لا أهاجم كثيرا. اعتقد أن الجماهير تحكم علي الآن في دوري كلاعب وسط وليس كلاعب يستطيع تسجيل وصنع الأهداف".
ويبلغ بوغبا من العمر 25 عاما لكنه وفقا لما قاله أومتيتي يلعب دور القائد دائما، الأمور الآن أكثر وضوحا فبوغبا صاحب أقوى الأصوات في الفريق ووجوه يملأ الفراغ في حجرة تبديل الملابس.
وقال بوغبا عن قائد فرنسا السابق "باتريك فييرا منحني نصيحة. طلب مني الحديث وإعطاء النصائح وأفعل ذلك الآن. فييرا كان مثالا أعلى دائما. ولد كقائد".
وشدد بوغبا على الحاجة للتركيز أمام كرواتيا فرنسا فالمسيرة إلى النهائي كانت مرهقة لكنها لن تؤتي ثمارها لو فشل الفريق في الفوز على كرواتيا وهذه العقلية شكلتها التجربة في يورو 2016 عندما فازت فرنسا على ألمانيا في الدور قبل النهائي وكان من المتوقع أن تسحق البرتغال في النهائي لكنها خسرت 1-صفر وكان الانهيار بسبب الثقة المفرطة أما الآن فهي عازمة على إتمام العمل.
وقال بوغبا "في يورو 2016 ربما أعتقدنا أننا فزنا باللقب قبل خوض المباراة النهائية. عندما فزنا على ألمانيا اعتقدنا أنها المباراة النهائية. نحن ندرك هذا الخطأ الآن ولا نريد تكراره. سنستعد بشكل مختلف. العطلة بعد يورو 2016 كانت سيئة. ما زلت أتذكرها. كانت تجربة مريرة ولا يريد أي منا المرور بها مرة أخرى. لم نصل إلى هذا الحد لنخسر في النهائي".