مصريات يطلقن مبادرة لنشر ثقافة سفر الفتيات «منفردات»

تساعدهن بالمعلومات وتبادل الخبرات وتنظم رحلات نسائية

منة شاهين مؤسسة مبادرة سفر البنات في إحدى رحلاتها الأوروبية
منة شاهين مؤسسة مبادرة سفر البنات في إحدى رحلاتها الأوروبية
TT

مصريات يطلقن مبادرة لنشر ثقافة سفر الفتيات «منفردات»

منة شاهين مؤسسة مبادرة سفر البنات في إحدى رحلاتها الأوروبية
منة شاهين مؤسسة مبادرة سفر البنات في إحدى رحلاتها الأوروبية

أطلقت فتيات مصريات مبادرة لنشر ثقافة سفر النساء منفردات، وتشجيع الفتيات على السفر وحدهن، وتعمل الحملة كمجموعة دعم نسوية لمساعدة الفتيات خلال سفرهن للعمل أو الترفيه، من خلال محاضرات التوعية وتبادل الخبرات، كما تنظم المبادرة رحلات ثقافية وترفيهية نسائية.
وتسعى مبادرة «سفر البنات» إلى تشجيع الفتيات على خوض تجربة السفر منفردات، ومساعدتهن للتغلب على العقبات من خلال محاضرات تثقيفية، تتضمن معلومات تتعلق بمفهوم وثقافة السفر، وتأثيره على بناء الشخصية وتطويرها، وبعض المعلومات الأساسية، منها كيفية ترتيب حقيبة السفر، واختيار الاحتياجات من الملابس والأدوات الشخصية، بما يتناسب مع طبيعة الرحلة ومدتها وجغرافية المكان وحالة الطقس، وقراءة الخريطة، وكيفية اختيار وجهة السفر، والتعامل مع الغرباء مع الحفاظ على محيط آمن للفتاة.
ودشنت المبادرة صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لنشر الفكرة بين الفتيات، وإتاحة المعلومات ليستفيد منها الجميع، حيث تتضمن الصفحة معلومات عن المنح الدراسية خارج مصر، ومبادرات السفر التطوعي مع المنظمات الدولية، إضافة إلى مقالات التوعية، ونصائح عن أفضل الأماكن الترفيهية والثقافية في مصر وخارجها، وآليات احتساب ميزانية السفر وخفض التكاليف.
وجاءت فكرة إنشاء مجموعة نسائية مغلقة على موقع «فيسبوك» لتفعيل هدف تبادل الخبرات بين الفتيات، وتحولت المجموعة إلى منتدى لخدمة المسافرات، حيث يتبادلن الخبرات والمعلومات، ويوفرن الدعم لأي فتاة تواجه مشكلة طارئة خلال سفرها، ويمكنهن أيضاً أن يلتقين ويذهبن في رحلات ينظمنها بشكل فردي، كما دشنت الفتيات مجموعة نسائية مغلقة على تطبيق «واتساب» كي يكون التواصل أسرع، خصوصاً في الحالات الطارئة التي تحتاج فيها أي فتاة للمساعدة.
تقول منة شاهين، 30 سنة، مؤسسة مبادرة سفر البنات، لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة المبادرة بدأت بتجربة شخصية، فأنا أحب السفر، وكنت أحلم دائماً بالسفر وحدي، لكني لم أستطع تحقيق ذلك لأن عائلتي، كمعظم العائلات المصرية، يرفضون فكرة سفر الفتاة منفردة خوفاً عليها. وذات مرة، قررت أن أقوم برحلة وحدي خارج مصر. وبالطبع، لم تتقبل أسرتي الأمر، لكنهم رضخوا أمام إصراري ورغبتي في خوض التجربة، وبالفعل زرت 7 دول أوروبية، في رحلة استمرت نحو شهر. وعقب عودتي، وضعت بعض صور الرحلة على صفحتي الشخصية بموقع (فيسبوك)، وفوجئت أن كثيراً من الفتيات صديقاتي أعجبن بالفكرة، وكان لديهن كثير من الأسئلة حول سفر الفتاة منفردة، فبدأت في محاولة مساعدتهن من خلال تجربتي، ثم فكرت في إطلاق المبادرة كي أتمكن من مساعدة فتيات أكثر».
وتضيف منة شاهين: «شخصيتي بعد خوض تجربة السفر منفردة اختلفت تماماً، فقد ساعدني ذلك على اكتشاف ذاتي وقوتي، ومكنني من تنمية كثير من القدرات الشخصية، سواء فكرة التخطيط للرحلة وترتيب الأولويات ووضع الخطط، أو كيفية التعامل مع الآخرين الذين ألتقيهم في السفر، سواء من ثقافة مختلفة أو ثقافتي نفسها، وساعدني السفر على تنمية قدرتي على مواجهة المواقف الطارئة، وإيجاد الحلول السريعة لأي مشكلة عاجلة. باختصار، جعلتني التجربة أكثر قوة وصلابة، وشعرت بسعادة كبيرة لم أعشها من قبل، وقد حققت الفكرة انتشاراً واسعاً، حيث نقوم بتنظيم رحلتين شهرياً للفتيات، تضم كل واحدة نحو 40 فتاة، وأقوم في الوقت الراهن بإنشاء موقع إلكتروني للمبادرة حتى نتمكن من استيعاب الإقبال الكبير على الرحلات».
الرحلات الترفيهية والثقافية التي تنظمها المبادرة جذبت كثيراً من الفتيات، لكن الفكرة دائماً ما تصطدم برفض الأهل سفر ابنتهم وحيدة، وهو ما دفع أعضاء المبادرة إلى إشراك الأهل في نقاشات من خلال دعوتهم لحضور الفعاليات والمحاضرات بصحبة بناتهن، وهو ما ساهم في تغيير رؤية كثير من الأسر حول سفر بناتهم منفردات، وكثيراً ما يقوم بعض الفتيات المتطوعات بالمبادرة بالتدخل لدى بعض الأسر بالاتصال الهاتفي أو اللقاء الشخصي لإقناعهم بالسماح لابنتهم بالسفر وحدها.
تقول سارة مجاهد، 27 سنة، لـ«الشرق الأوسط»: «تعرفت على المبادرة من موقع (فيسبوك)، واستطعت إقناع أسرتي بالموافقة على سفري في إحدى الرحلات وحدي، فوافقوا رغم قلقهم، ثم شاركت في كثير من الرحلات بعد أن لاحظ أهلي تغير شخصيتي إلى الأفضل، وقد تعلمت كثيراً من الأمور المهمة، بينها الاعتماد على الذات، والتعامل مع الثقافات المختلفة، واحترام الاختلاف، وكيفية التعامل مع شريكات الغرفة، وتقبل اختلاف الاهتمامات، وقد أفادتني تجارب السفر وحدي في بناء شخصيتي».


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.