الصومال: 12 قتيلاً في هجوم مزدوج لـ«الشباب» على «الداخلية»

إصابة 17 في التفجيرات... وشكوك في حصول المُنفذين على دعم محلي > السعودية تدين العمل الارهابي

دمار نتيجة تفجير سيارة مفخخة لحركة «الشباب» الإرهابية في مقر وزارة الداخلية وسط العاصمة مقديشو أمس (أ.ف.ب)
دمار نتيجة تفجير سيارة مفخخة لحركة «الشباب» الإرهابية في مقر وزارة الداخلية وسط العاصمة مقديشو أمس (أ.ف.ب)
TT

الصومال: 12 قتيلاً في هجوم مزدوج لـ«الشباب» على «الداخلية»

دمار نتيجة تفجير سيارة مفخخة لحركة «الشباب» الإرهابية في مقر وزارة الداخلية وسط العاصمة مقديشو أمس (أ.ف.ب)
دمار نتيجة تفجير سيارة مفخخة لحركة «الشباب» الإرهابية في مقر وزارة الداخلية وسط العاصمة مقديشو أمس (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الصومالية، أمس، مقتل أربعة مهاجمين من حركة الشباب المتطرفة، بعدما شنوا هجوما مزدوجا باستخدام سيارات مفخخة على مقر لوزارة الداخلية في العاصمة مقديشو، أدى إلى مقتل وإصابة نحو 29 شخصا، في تصعيد جديد لهجمات الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة ضد الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو وحكومته المدعومة من المجتمع الدولي.
ويقع مقر وزارة الأمن والداخلية في مناطق محصنة وقريبة من القصر الرئاسي ومبنى البرلمان، ما يعني بحسب مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، مشترطة عدم تعريفها، أن لدى أجهزة الأمن شكوكاً حول حصول المهاجمين على مساعدة من عناصر محلية سهلت العملية.
واعربت السعودية عن ادانتها واستنكارها الشديدين للهجمات الارهابية التي استهدفت وزارة الداخلية الصومالية في العاصمة مقديشو، مجددة التأكيد على وقوف الرياض وتضامنها مع الصومال ضد الارهاب بكل اشكاله وصوره.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية ان بلاده تدين وتستنكر بشدة الهجمات الارهابية التي استهدفت وزارة الداخلية الصومالية، مجدداً التأكيداً على وقوف المملكة وتضامنها مع جمهورية الصومال الفيدرالية ضد الارهاب بكل اشكاله وصوره، مقدماً العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولحكومة وشعب الصومال مع الامنيات للمصابين بالشفاء العاجل.
وقال مصدر بالشرطة الصومالية، إن 12 شخصا على الأقل قُتلوا وأُصيب 17 آخرون في أحدث هجوم انتحاري من نوعه تشهده العاصمة مقديشو، حيث وقع الانفجار الأول عندما انفجرت سيارة مفخخة خارج مبنى يضم وزارة الداخلية، بينما استهدفت أخرى نقطة تفتيش تابعة للشرطة بالقرب من القصر الرئاسي.
وقال ضابط شرطة: «بدأ الهجوم بعد انفجار سيارة ملغومة خارج المبنى قبل أن تتمكن قوات الأمن من احتوائه وقتل جميع المهاجمين، يمكننا تأكيد مقتل 12 شخصاً على الأقل في الهجوم».
وقال عبد القادر عبد الرحمن، مدير سيارة إسعاف أمين، إنه تم نقل 17 مصابا إلى المستشفى، لكن أجهزة طوارئ قالت في المقابل إن 13 شخصا فقط أصيبوا، بينما قال موظفون في الإسعاف إن عدد القتلى مرشح للزيادة نظرا لوجود حالات إصابتها خطيرة للغاية.
وطبقاً لما أوضحه وزير الإعلام الصومالي طاهر جيلي، فقد أنهت القوات الأمنية صد الهجوم المفاجئ الذي شنته ميليشيات حركة الشباب على مقر الوزارة، الذي يقع قرب شارع سيدكا بالعاصمة مقديشو، مشيرا إلى أن قوات الأمن نجحت في قتل جميع المهاجمين الإرهابيين وإنقاذ المواطنين العالقين في مقر الوزارة.
وقال جيلي إن الهجوم أدى إلى سقوط عدد غير معلوم من القتلى والجرحى، مؤكدا أن حكومته ستقوم بنقل الجرحى في الحالات الخطرة، الذين يتعذر علاجهم في الداخل.
وأفادت الشرطة الصومالية بأنها أنقذت مواطنين كانوا عالقين في مقر الوزارة لحظة الهجوم الإرهابي، مشيرة إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات الرئيسية لتلقي العلاج.
ووقع انفجار أمام مبنى تابع للشرطة في مقديشو بعد دقائق من انفجار سيارة ملغومة في هجوم انتحاري بالقرب من القصر الرئاسي، فيما أكدت مصادر بالشرطة انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مبنى يضم وزارة الأمن الداخلي، مشيرة إلى أن المهاجمين، تمكنوا من دخول المبنى. وقال مسؤول أمني «فجر المهاجمون سيارة مفخخة خارج مقر وزارة الأمن الداخلي واقتحم عدد كبير منهم المبنى، ودخلت قوات الأمن في معركة عنيفة مع المسلحين داخل المبنى».
وقال شهود إنهم سمعوا دوي انفجار هائلا عقبه انتشار دخان بالقرب من موقع الهجوم اتجاه مقر وزارة الأمن الداخلي أعقبه معركة بالأسلحة.
وقال الرائد نور علي: «وقع انفجار ثان أمام فندق سيدكا المقابل لمبنى الشرطة الذي شهد الانفجار الأول».
في المقابل، ذكر مسؤول أمني آخر أن من بين القتلى موظفين من وزارة الداخلية وأربعة جنود حكوميين، مشيرا إلى أن من بين المهاجمين انتحاريا وثلاثة مسلحين.
وأعلنت حركة الشباب، التي تشن تفجيرات من حين لآخر سعيا للإطاحة بالحكومة المركزية، على موقعها على الإنترنت مسؤوليتها عن الهجوم. وتقاتل الحركة التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، للإطاحة بالحكومة المدعومة من الأسرة الدولية في مقديشو منذ أكثر من عشر سنوات.
ورغم خسارتها بلدات وأراضي في السنوات القليلة الماضية، لا تزال الحركة تنفذ تفجيرات وهجمات على أهداف حكومية وأمنية ومدنية في العاصمة وسواها.
ويأتي الهجوم الأخير على الرغم من العمليات العسكرية المتزايدة ضد الجماعة المتشددة عبر الدولة الواقعة في القرن الأفريقي.
وتريد الحركة الإطاحة بالحكومة التي يدعمها الغرب وطرد قوات بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم)، وتأسيس حكم قائم على تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية. وتستهدف حركة الشباب منشآت حكومية وفنادق ومطاعم في الصومال، خصوصاً بالعاصمة، إلى جانب شخصيات سياسية وأمنية وعسكرية، بالإضافة إلى قوات «أميصوم» التابعة للاتحاد الأفريقي.
ومن غير المستبعد أن يزيد الانسحاب التدريجي المقرر للقوات الأفريقية من الصومال، من متاعب البلاد في وقت تصعد حركة الشباب هجماتها الإرهابية في كثير المناطق، حيث من المقرر أن تنهي بعثة الاتحاد الأفريقي المكونة من عسكريين من جيبوتي وبوروندي وكينيا وإثيوبيا وأوغندا عملياتها في الصومال بحلول 2020.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.