لتعريف المصريين بالثقافة والفنون الصينية؛ تشهد دار الأوبرا المصرية حاليا معرض المنتجات الثقافية الإبداعية والتقليدية لمقاطعة «سي تشوان» الصينية، الذي ينظمه المركز الثقافي الصيني بالقاهرة.
وتعد «سي تشوان» إحدى مقاطعات جنوب غربي الصين، وعاصمتها شينغدو، وهي ثالث أكبر مقاطعة صينية من حيث عدد السكان، وتتميز بتاريخها الصناعي والتجاري العريق، خاصة صناعة الحرير، لذلك تسمى شينغدو بمدينة «جين»، أي مدينة الحرير.
وبالإضافة إلى صناعة الحرير والشغل اليدوي عليه، تشتهر المقاطعة بصناعاتها اليدوية الأخرى مثل الطباعة والمشغولات الذهبية والفضية والمنتجات المصنعة من البامبو والأعشاب، كما تشتهر بمناظرها الطبيعية الجميلة وآثارها القديمة ومواقعها السياحية الرائعة.
من هذه المقاطعة حضر للقاهرة عدد من الحرفيين والفنانين وأصحاب المهارات، حاملين معهم المنتجات التي تعكس تاريخ وصناعات «سي تشوان»، حيث يضم المعرض الكثير من المنتجات الخاصة بها، وذلك في إطار دعم وتطوير هذه الصناعات الثقافية، وتبادل الثقافات بين البلدين.
وبحسب شي يوه وين، المستشار الثقافي بسفارة الصين لدى مصر ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، فإن المعرض يظهر جوهر الثقافة الصينية، كما يعد فرصة لتعزيز التبادل الثقافي بيت الحضارتين الصينية والمصرية، حيث يزامن المعرض الكثير من الفعاليات الثقافية والعروض الفنية المعنية بتعريف بعض الثقافات المميزة بالصين.
وأضاف، خلال افتتاح فعاليات المعرض الذي حضره عدد من كبار الشخصيات في مصر والصين: «المعرض يتكون من 3 أجزاء، الحرف اليدوية التقليدية في سي تشوان، والتصميم الفني والحياة الإبداعية، والمنتجات الثقافية، وجميعها تعكس الإبداع الفني الغزير والخيال الغني لمواطني المقاطعة، كما توفر منصة تواصل بين الفنانين المهرة ومحبي الفنون في مصر».
فمع التجول بين جنات المعرض يمكن مشاهدة المطرزات التي تعتمد على الستان والحرير الملون، ومهارات الرسم بالسكر، وصياغة الفضة التخريمية التي تعد أحد الحرف اليدوية التقليدية بالمقاطعة التي لا تدخل فيها الآلة، وفنون رسومات السنة الجديدة الخشبية، ومعلقات عيد الربيع الصيني.
التقت «الشرق الأوسط» عدداً من العارضين بالمعرض، وقالت نانسي فانغ، التي تتخصص في التطريز اليدوي منذ 20 عاما، إن التطريزات بالمقاطعة تتسم بترتيب الغرز وتنسيقها، وألوان الخيوط المستخدمة، واستخدام إبر بمقاسات مختلفة بما يحقق الدقة في أجزاء والكثافة في أجزاء أخرى.
وأوضحت أنها تختار رسومات من البيئة الطبيعية في «سي تشوان» لتنفيذها على المراوح اليدوية، حيث تقوم بالرسم أولا ثم تحددها بالخيوط بعد ذلك، لافتة إلى أن المروحة الواحدة تنفذها في مدة تتراوح بين 3 أيام إلى 8 أيام، حسب الرسومات وكثافة الخيوط.
أما زميلها شيه فينغ، فهو يمارس منذ أكثر من 26 عاما الرسم بالسكر، حيث يستعرض مهاراته أمام الجمهور لا سيما الأطفال في الرسم والتشكيل بالسكر، قائلاً: «أركز دائماً على رسم الحيوانات باستخدام القليل من السكر، وهي مهارة تحتاج إلى الدقة، التي تتحقق بالخبرة».
ويبيّن أن تعلم هذه المهارات استغرق منه قديما 3 سنوات كي يتعلم فنونها من أستاذه، لافتاً إلى أن أي فرد يمكن أن يتعلم، لكن من لديه موهبة الرسم سيكون أسرع في تنمية مهاراته.
«سي تشوان» الصينية تستعرض فنونها اليدوية في القاهرة
معرض للتواصل بين الحرفيين المهرة ومحبي المنتجات الثقافية
«سي تشوان» الصينية تستعرض فنونها اليدوية في القاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة