> بين نقاد السينما ومهرجاناتها العربية علاقة ذات خطين واحد للذهاب والآخر للإياب. الأول يصب في اتجاه المهرجانات بالآمال والثاني يعود منها محمّلاً بالإحباطات. ليس في كل مرّة ولا في كل مهرجان ولا حتى مع كل ناقد. لكن طبيعة العلاقة غالباً ما هي متوترة وغير واضحة المعالم للجميع.
> في المبدأ هي علاقة متساوية: المهرجان بحاجة لنقاد يكتبون عن أفلامه ويروّجون لنشاطاته التي تدخل في صلب اهتماماتهم السينمائية والثقافية، والنقاد بحاجة إلى المهرجانات لكي يواكبوا الإنتاجات الجديدة عربية كانت أو أجنبية ويمارسون عملهم خلال ذلك.
> عدم وضوح الرؤية ينطلق من خلط أوراق هذه العلاقة. فجأة تتدخل عوامل متعددة. قد يلاحظ المهرجان مثلاً أن ناقداً معيّناً لم يكتب ما يعتبره المهرجان عدداً كافياً من المقالات حوله. أو أنه كتب آراء ومواقف لا يعتبرها المهرجان متوافقة مع رغبته. بل ينظر إليها كنقد له ونيل من اختياراته من الأفلام.
> بالمقارنة، ومع أن نقاد الغرب يتمتعون بحضور أفضل وقوة تأثير أعلى، إلا أن هناك منهم من لا يجرؤ على نقد ظواهر معينة خوفاً من عدم دعوته في المرّة المقبلة. لكن هذا الوضع كامن في نطاق محدود والغالب أن بعض أهم مهرجانات السينما العالمية استعانت بنقاد سينما لإدارتها ولا تزال. مايك غودريدج كان ناقداً والآن أصبح مدير مهرجان ماكاو السينمائي. ماركو موللر جاء من الكلمة المطبوعة سابقاً وأصبح أحد أنجح من أدار مهرجان فينيسيا.
> عندنا هذا شبه مستحيل وقوعه خصوصاً لمهرجان كبير، ناهيك بعدم اختياره كعضو لجنة تحكيم إلا نادراً. الكتابة عن الأفلام لا تجعل من الناقد مرآة تعكس ما تراه فقط، بل تجعله أكثر إلماماً مما يُعتقد. لكن مهرجاناتنا ترفض منحه (وهناك الكثير من الحالات التي تبرهن على ذلك) أكثر من دوره المحدد مقابل دعوة تحال أن تحمل في طياتها توظيفاً يخلع عنه صفة الاستقلالية.
عندما قرر الممثل كريس إيفنز (37 سنة) أن يصبح ممثلاً كان في الـ17 من عمره. أخبره أحدهم بأنه بحاجة لوكيل أعمال يتبناه. اختار إحدى الوكالات في نيويورك ليشتغل فيها كـ«أوفيس بوي» قبل أن يبدأ باقتراح نفسه على بعض العاملين فيها. أحدهم تلمس صدق نيته وأرسله لكي يجرب حظه في فيلم صغير سنة 2000. لا الوكيل ولا كريس كان يحلم بأن الثاني سوف يرتقي السلالم قفزاً وأنه في خلال عشر سنوات أو نحوها سيصبح نجماً كبيراً اسمه كابتن أميركا.
إنه أحد المحاربين المدافعين عن الحرية والعدالة حسب الطريقة الأميركية. هكذا وُلدت شخصية كابتن أميركا سنة 1941 وهكذا تم نقلها إلى السينما لأول مرّة سنة 1944 ثم إلى حلقات تلفزيونية قبل أن تعود إلى الشاشة الكبيرة بقوّة من عام 2011 عبر Captain Ameriac: The First Avenger سنة 2011.
بعد أن لعب الدور في ستة أفلام، آخرها الفيلم الحالي «أفنجرز: حرب أبدية» وقبل أن يعيد الكرّة في جزء جديد يكاد العمل أن ينتهي عليه، بات الممثل مؤهلاً لإطار أعرض من الأدوار إذا ما رغب في ذلك. لكن متى؟
المشهد: الناقد والمهرجان
المشهد: الناقد والمهرجان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة