ببرنامج غني ومتميز، تتوزعه الدورة 33 لجامعة المعتمد ابن عباد الصيفية ومشغل الصباغة على الجداريات ومشغل الفنون التشكيلية ومشغلاً تربويا لتدريب الأطفال على ممارسة الرسم ومشغل كتابة الأطفال ومعارض متنوعة وباقة من العروض الغنائية والموسيقية الراقية وعرضاً للأزياء التقليدية، في ظل حضور نوعي وجمهور وفِي متعطش، ينتظر أن تكون الدورة الـ40 من موسم أصيلة الثقافي الدولي، التي تتواصل إلى غاية 20 يوليو (تموز) المقبل، وفية لروح وتوجه هذه التظاهرة المتميزة، سواء من حيث نوعية وتنوع برنامجها أو قيمة المشاركين فيها.
وعلى غرار المواسم الماضية، حرص القائمون على هذا الحدث المتميز، الذي ينظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، على التجديد النوعي والكمي، ضمن خيار الاستمرارية والمحافظة على الهوية الفكرية، التي طبعت الموسم منذ انطلاقه، في 1978، كتظاهرة هادفة غير مسبوقة في المجال الثقافي غير الحكومي بالمغرب، مما أكسب الموسم مصداقية متجددة، فصار موعداً ثقافياً دولياً بامتياز، تقصده النخب السياسية والثقافية المغربية والأجنبية، وخصوصاً من دول الجنوب والمنطقة العربية، على أساس أنه من الواحات الفكرية القليلة في العالم وعالم الجنوب، التي يجري فيها نقاش خصب بين الفاعلين ومنتجي الأفكار بخصوص قضايا وإشكاليات لها اتصال بصميم الراهن الثقافي والمعيشي العام.
ويتضمن البرنامج المسطر، في إطار جامعة المعتمد ابن عباد الصيفية بمكتبة الأمير بندر بن سلطان ومركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، ما بين 29 يونيو (حزيران) و20 يوليو، ندوات ومؤتمرات تؤكد احتفاء أصيلة بفضيلة النقاش والحوار، والانخراط بفعالية في كل ما يتعلق بالأسئلة التي تؤرق الشعوب والنخب وصناع القرار عبر العالم.
وتبرز أرضيات ومحاور الندوات المبرمجة أهمية المواضيع والأسئلة المطروحة للتداول، في دورة هذه السنة، بشكل يؤكد قيمة الإضافة التي يحملها موسم أصيلة، وهو يطرح للنقاش مواضيع لها راهنيتها.
في هذا السياق، سيكون جمهور الموسم ومتابعوه مع ندوة «الاندماج الأفريقي: أين العطب؟»، ما بين 29 يونيو وأول يوليو، التي ستتناول محاورها أسئلة «النماذج والمنهجيات والمقاربات الجديدة اللازمة لتحقيق تكامل أفريقي أفضل» و«سبل تجاوز الاختلالات القائمة: الحلول والوسائل» و«دور الثقافات والحضارات الأفريقية في انبثاق أفريقيا موحدة»، وسيقدم الورقة الرئيسية فيها الرئيس السنغالي ماكي صال.
من جهتها، ستتناول ندوة «ثم ماذا بعد العولمة؟»، يومي 7 و8 يوليو، التحولات الجذرية في تركيبة العالم، في ثلاثة مستويات ومحاور، تشمل «بدايات العولمة والسياقات الدولية المرافقة» و«الضعاف في مواجهة عولمة الأقوياء» و«راهن العولمة... وماذا بعد؟».
وفيما تنظم ندوة «المواطنة في الميثاق الوطني البحريني»، يوم 10 يوليو، بالتعاون مع مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة بمملكة البحرين؛ ينتظر أن تشكل ندوة «مأزق الوضع العربي الراهن: الممكنات والآفاق»، ما بين 11 و13 يوليو، فرصة لتناول أوضاع المنطقة العربية، من خلال ثلاثة محاور تشمل «حراك الشارع والمأزق العربي الراهن» و«الأنظمة الاستبدادية والتحول الديمقراطي المعاق» و«مصاعب العبور من المأزق إلى الانفراج».
أما ندوة «الفكر الديني الحاضن للإرهاب: المرجعية وسبل مواجهته»، التي ستنظم يومي 17 و18 يوليو، فستتوزع على أربعة محاور أساسية، تشمل «إصلاح الخطاب الديني ومراجعته»، و«بلورة وتعزيز فقه السلم والاختلاف» و«ضبط وتنقية الإعلام الديني الذي له التأثير الحاسم في تشريب الثقافة الدينية المشتركة» و«إصلاح ومراجعة مناهج التربية الدينية».
وفضلا عن الندوات، ستشهد الدورة تنظيم المؤتمر الدولي الثاني للموسيقى، في موضوع «صون الثقافات الموسيقية وانتقالها في عالم الإسلام»، وذلك بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، بالتعاون مع دار ثقافات العالم بفرنسا، وذلك سعياً إلى متابعة مشروع المنظمين الرامي إلى التوعية بالثروة وتنوع مختلف الأساليب الموسيقية المتبعة في عالم الإسلام وتحفيز الباحثين الموسيقيين وعامة الشغوفين بالموسيقى للقيام بذلك. لذلك، ينتظر أن تتمحور أشغال المؤتمر، يومي خامس وسادس يوليو، على أربع جلسات، تتناول إشكالية الحفاظ وانتقال الثقافات الموسيقية في عالم الإسلام، بمشاركة أخصائيين في الموسيقى الإثنولوجية، إلى جانب جيل جديد من الباحثين والموسيقيين المهتمين بدراسة سبل انتقال الممارسات الموسيقية التقليدية في العالم الإسلامي، والتي ما زال البحث جارياً لاكتشاف بعض منها. كما سيحاول المؤتمر المصادقة على توصية جديدة تعنى بوضع مشاريع لإذاعة والمحافظة على انتقال هذه الممارسات الموسيقية.
موسم أصيلة الثقافي الدولي في ذكراه الـ40... فكر وفن وسياسة
أفريقيا ضيف شرف... ورئيس السنغال يتحدث في ندوة «الاندماج الأفريقي»
موسم أصيلة الثقافي الدولي في ذكراه الـ40... فكر وفن وسياسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة