ضمن مشروع «المساحات الآمنة للنساء المصريات والسورية» الذي تنفذه مؤسسة «اتجاه»، بالتعاون مع الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، يبدأ في 2 يوليو (تموز) المقبل، مهرجان «نواة» للمسرح المجتمعي الأول في مصر، ويقدم عروضه على مسرح «الجزويت» بالقاهرة، بمشاركة فرق أُسست في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، بمدن العاشر من رمضان، ودمياط الجديدة، فضلاً عن حي الهرم في الجيزة. وجميع الممثلين هواة من مختلف الأعمار من الجنسين، وهم ينتمون إلى الجنسيات السورية واليمنية والسودانية والجزائرية والفلسطينية، فضلاً عن المصرية.
يستمرّ المهرجان ثلاثة أيام. ويهدف إلى دمج السوريين في المجتمع المصري، وتسليط الضوء على قضية العنف القائم على النوع الاجتماعي، ضمن مشروع المساحات الآمنة الذي تشرف عليه مؤسسة «اتجاه».
وقالت المؤسسة، في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنّ «المهرجان يسعى إلى نشر الوعي بقضايا مجتمعية مختلفة في محاولة لاقتراح حلول وإحداث تغيير في المجتمع، وإعطاء فرصة للأفراد أصحاب القضية أنفسهم لكتابة وتطوير النصوص وسرد قصصهم التي تعبر عنهم».
ولفت البيان إلى أنّه عندما يكون العمل نابعاً من المشاركين فيه يكون تأثيره أكبر عليهم وعلى مجتمعاتهم. ومن أجل ضمان استمرارية المشروع ووضع نواة لدفع الأفراد بالمساهمة في إحداث التغيير، نفّذ المشروع بالتعاون مع فريق «زاد للفنون» الذي يقوده المخرج المسرحي محمد علي حزيِّن، ورشاً مسرحية مختلفة للمجموعات من مناطق الهرم ودمياط والعاشر من رمضان، تهدف إلى الإعداد والخروج بـ«نموذج عملي» لكيفية تنفيذ عروض مسرحية قصيرة بأبسط الموارد المادية المتاحة، إلى جانب تمكين مجموعة المتدربين من امتلاك بعض أدوات المعرفة الخاصة بفنون الدراما والمسرح، وتدريبهم على إدارة أعمالهم. وأضاف البيان أنّ الورش المسرحية عملت على الخروج بمجموعة اسكتشات درامية ارتجالية مسرحية من واقع حياة المشاركين فيها واهتماماتهم ومشكلاتهم، وقد قاموا بالعمل على كتابة تلك المشاهد وتمثيلها، وإضافة بعض المقطوعات الغنائية إليها، وتنفيذ ديكوراتها وإكسسواراتها وملابسها بأبسط الطّرق وبحلول مبتكرة مكّنتهم من التعبير والتشارك الفعال.
من جهته قال المخرج محمد علي حُزيِّن، إنّ الورش قدّمت حتى الآن ثلاثة عروض ارتجالية تجسّد أشكالاً مختلفة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وجميعها تسعى لإثارة التساؤلات وتقدم رسائل مثل مسرحية «دبابيس» التي ستُعرض في أول أيام المهرجان، وهي نتاج ورشة حكي وارتجال أقيمت على مدى أسبوعين، في مدينة العاشر من رمضان، (شرق القاهرة) وشارك فيها مصريون وسوريون مقيمون في القاهرة منذ 7 سنوات. ويناقش العرض قضايا التحرش الجنسي، والنميمة والحكم على الآخر، والعلاقة بين الآباء والأبناء، والتمييز بين الأولاد والبنات، فضلاً عن العنف في المدارس.
وأشار حُزَيِّن إلى أنّ المسرحية الثانية «بنات أفكاري»، قامت على مجموعة اسكتشات، بعد ورشة ارتجال تمت في مركز «المساحات الآمنة للسوريات والمصريات» التابع لمؤسسة «اتجاه» بمدينة دمياط الجديدة. ولفت حزين إلى أنّ المسرحية التي يقدّمها مجموعة من الشباب السوري والمصري، تناقش بعض القضايا المهمة التي يواجهها المجتمع، وتتناولها بشكل بسيط، من خلال قصص واقعية مرّ بها أبطالها أنفسهم. وتعرض لمشكلات الطّلاق، والتمييز ضد البنات والعنف الأسري والعلاقة بين الحماة وزوجة الابن واحترام الاختلاف. وفي مسرحية «فتاة المريخ» التي نتجت عن ورشة ارتجالية تمت في «مركز سند» لدعم المرأة بالجيزة، ذكر حزيِّن أنّها تأخذ شكل مجموعة من الاسكتشات، وتناقش قضايا مهمة كتب نصوصها المتدربون أنفسهم وهي قضية ختان البنات، وتعدد الزوجات والتحرش، والآثار النفسية السيئة لمثل هذه الممارسات، وتعرض المسرحية كل هذه المشكلات بشكل بسيط وواقعي عبر مشاهد كوميدية قدّمها شباب وفتيات من سوريا ومصر واليمن والسودان.
وختم حُزيِّن قائلاً إن دور المسرح المجتمعي مهم جداً في التوعية بقضايا مختلفة، وإبراز المجهودات التي تُبذل، سواء من قبل الجهات المانحة، أو الجهات المنفّذة أو الشباب المشاركين للوصول لأكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع لنشر الوعي بالقضايا التي يتبنّاها العمل. محمد سي أحد المشاركين في مسرحية «بنات أفكاري»، وهو شاب سوري عمره 18 سنة ومقيم في مصر منذ سبع سنوات، كتب في صفحة المهرجان الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها بالمسرح، وقد أسند له المخرج في العرض أربعة أدوار، وقال: «كانت تجربة رائعة... المسرح قدم لي شيئاً أفرحني جداً، وهو العيلة (العائلة) الجديدة، فعلاً نحن عائلة وليس فريقاً».
من جهتها ذكرت حنان أحد أعضاء فرقة «نواة» في دمياط على صفحتها على موقع «فيسبوك»، وهي تشترك في مسرحية «دبابيس»، أنّها تهوى المسرح والتلوين والرّسم، إلا أن ابنتها أسماء تفوقت عليها في حبها للمسرح والتمثيل والرّسم والقراءة. لكن ينقصها الجرأة والثقة بالنفس. وأشارت حنان إلى أنّها سعت للتغلب على ظروفها الأسرية القاسية، وتساعد ابنتها ونفسها لمواجهتها، وقالت: «قرّرت أن أنطلق ولو من أجلها ولا أتركها وحدها كي لا يتكرر معها ما حدث معي، لأنني أحب الحياة والنشاط والاختلاط بالناس والحياة الاجتماعية، وهذا ما كان ينقص ابنتي».
فرق مسرحية مصرية وسورية ويمنية تشارك في مهرجان «نواة» لمكافحة التحرش والتمييز
ترعاه وزارة الشباب والرياضة وصندوق الأمم المتحدة للسكان
فرق مسرحية مصرية وسورية ويمنية تشارك في مهرجان «نواة» لمكافحة التحرش والتمييز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة