بتصريح من دار «أرشيف ألبرت أينشتاين»، قامت «جامعة القدس العبرية» بالتعاون مع زعيف روسنكراز، المحرر ونائب مدير «مشروع أبحاث أينشتاين» بمعهد كاليفورنيا التكنولوجي، بتنقيح وترجمة «يوميات رحلات ألبرت أينشتاين» التي نشرت مؤخراً للمرة الأولى بعد أن طبعتها مطابع جامعة «برنستون» والتي تضمنت كذلك صفحات عن يوميات كانت قد أرسلها بالفاكس. لم تنشر المذكرات في السابق سوى باللغة الألمانية فقط باعتبارها جزءاً من المجلدات الخمسة عشر التي جرى جمعها لألبرت أينشتاين مصحوبة بترجمة بسيطة موجزة إلى الإنجليزية. وصرح المتحدث الرسمي باسم برينستون يونيفرسيتي بقوله «هذه هي المرة الأولى التي ستتاح فيها يوميات رحلات ألبرت أينشتاين لغير طلاب أينشتاين».
وقد تضمنت اليوميات التي يعتقد أنه كتبها لبنات زوجته في برلين عندما كان مسافراً بصحبتها عبر آسيا وفي إسبانيا وفلسطين. وبخط يده كتب أينشتاين عن الصينيين يقول: «هؤلاء الذين يعملون كما الخيل لا تجد أثراً للمعاناة عليهم. هم شعب أقرب إلى الروبوتات منهم إلى البشر». وقام لاحقاً، بإضافة «جرعة مركزة من كراهية النساء» إلى ما يعانيه من رهاب الأجانب قائلاً: «لاحظت ضآلة الفارق بين الرجال والنساء، ولا أفهم سر الجاذبية التي تمتلكها المرأة الصينية التي تجعل الرجل الصيني لا يقوى على مقاومة التناسل».
وفي العاصمة السيريلانكية كولومبو، كتب أينشتاين يصف كيف أن «سكان البلاد يعيشون في قذارة موحلة وسط رائحة نتنة تصل إلى أدني مستوياتها»، مضيفاً إنهم «قليلو العمل وقليلو الاحتياج. وتلك هي أبسط دوائر الاقتصاد التي تتطلبها الحياة».
وعلى النقيض، كان انطباع أينشتاين عن اليابانيين إيجابياً، حيث قال: «اليابانيون شعب في غاية الأدب والاحتشام والجاذبية»، مضيفاً إن «أرواحهم نقية، ولا تكاد تجد لهم مثيلاً في أي مكان آخر. ولذلك؛ فالإنسان لا يملك سوى أن يعجب ويحب هذه البلاد». والعجيب أنه أينشتاين أشار إلى أن «الاحتياجات الفكرية والعقلية لهذا الشعب أقل من احتياجاته الفنية».
وبحسب وصف روسنكراز لليوميات: «فإن الجزء الذي تعرض فيه أينشتاين للأصل البيولوجي لشعب ما وللدونية الثقافية لليابانيين والصينيين والهنود يمكن النظر إليه باعتباره عنصرياً بحتاً. تلك النظرة نفسها تجلت في وصفه للصينيين الذين رأى أنهم قد يطغون على باقي شعوب الأرض بسبب التناسل والتكاثر اللانهائي».
«هنا يصف أينشتاين العِرق الأجنبي بوصفه تهديداً، وهو أحد سمات الفكر العنصري. والسمة التي تصدم وتنفر القارئ المعاصر هي الاستغراب من أن المرأة الصينية ليست بتك الجاذبية التي يجب أن تغري الرجل على التناسل والتكاثر لهذه الدرجة. وفي ضوء كل تلك الأمثلة، علينا أن نخلص إلى أن تعليقات أينشتاين لم تخلُ من قدر من العنصرية المهينة، بعضها غير سار بالمرة».
وفي تعليقها لصحيفة «ذا غارديان»، كتب روسنكراز قائلة، ورغم شيوع آراء مثل تلك التي طرحها أينشتاين في تلك الفترة، إلا أنها لم تنتشر في جميع أنحاء العالم: «لكن علينا أن ندرك أنه كان يساير روح العصر وما كان سائداً في ذلك الوقت. وقد حاولنا أن نعطى منظوراً أوسع. لكن بالفعل كانت هناك آراء أخرى أكثر تسامحاً».
وفي المقدمة، كتب روسنكراز مشيراً إلى «أهمية اكتشاف أن رمزاً إنسانياً مثل أينشتاين الذي استخدمت صوره يوماً ما في حملة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إلى جوار شعار يقول إن الانتماء ليس الشيء الوحيد الذي يجلبه اللاجئ إلى بلده الجديد. فأينشتاين كان لاجئاً»، وأن شخصاً بتلك القيمة يمكن أن يكون قد كتب تعليقات تنم عن رهاب الأجانب.
«تبدو الإجابة عن هذا السؤال قريبة من عالم اليوم، العالم الذي سادت فيه كراهية الآخر في الكثير من مناطق العالم. يبدو أن أينشتاين قد عاني كثيراً في إدراك مكانه في تعامله مع الآخر».
ألبرت أينشتاين في مذكراته يكشف عن نزعة عنصرية
ألبرت أينشتاين في مذكراته يكشف عن نزعة عنصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة