كارمن بصيبص: أبسّط أدواري ولا أتفلسف في تقديمها

وصفت شخصيتها في «ليالي أوجيني» بـ«الصعبة والممتعة معاً»

كارمن بصيبص
كارمن بصيبص
TT

كارمن بصيبص: أبسّط أدواري ولا أتفلسف في تقديمها

كارمن بصيبص
كارمن بصيبص

قالت الممثلة كارمن بصيبص إن شخصية «عايدة» التي قدّمتها في المسلسل الرمضاني «ليالي أوجيني» لا تشبهها بتاتا، وإن الدور تطلب منها جهدا ولا سيما من ناحية لغة الجسد. وتضيف خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «عايدة يهمها المظاهر الاجتماعية وتجبر نفسها على القيام بأفعال غير مقتنعة بها، وهي أمور غير واردة في حياتي الطبيعية. كما أنني من النوع الذي يلحق بأحاسيسه في الحب فيما عايدة تعد من النساء العمليات». وكارمن التي لفتت المشاهد العربي بأدائها الراقي في هذا المسلسل الذي يعود بنا إلى حقبة الأربعينات تؤكد بأنها استمتعت بأداء دورها هذا على الرغم من صعوبته وبأنها قامت بتمارين مكثفة مع مخرجه من ناحية لغة الجسد التي احتلت مساحة لا يستهان بها من الدور: «كان علي أن أتقن أي حركة أقوم بها بواسطة يدي أو من خلال مشيتي ونظراتي وصمتي مما تطلّب مني طاقة عمل كبيرة. فهذه الشخصية مليئة بالتناقضات والمشاعر المكبوتة ولكني عادة ما أتقمص الدور دون ممارسة أي حكم مسبق عليه ولو كانت نقاط التشابه في الواقع غير موجودة بيني وبينه». تألقت كارمن بصيبص في دور عايدة الذي يقطر أنوثة ورقيا وهدوءا فتركت بصمتها وروحها اللبنانية على العمل لا سيما وأنها تحدثت فيه بلغتها الأم. «حتى اليوم تحدثت باللبنانية في معظم مسلسلاتي المصرية إذ كانت طبيعة الأدوار تتطلب مني ذلك. ولكني في المقابل أتمنى أن أحقق قفزة في هذا المجال وأقدم دورا بالمصرية فيكون بمثابة تحد جديد لي».
وبحسب كارمن فإن إطلالاتها التمثيلية لم تنحصر بالأدوار الأرستقراطية، فهي سبق وأدت دور الغجرية في «سمرا» والفتاة المقاومة في «درب الياسمين» واللاجئة السورية في فيلم «بتوقيت الشام». وعن كيفية تحضيرها لأدوارها عادة تقول: «إنني من النوع الذي يبسط الدور الذي ألعبه فلا أتفلسف به، بل أحاول تقريبه من الواقع. فأنا قارئة نهمة وعندما يكون النص بين يدي أسبح في خيالي وأكوّن الخطوط العريضة للشخصية، وأحيانا كثيرة ألجأ إلى مشاهدة أفلام تفيد الدور وتصقله كما أقوم بأبحاث كثيرة حوله كي لا أخرج عن النمط الزمني الذي يحيط به. وفي شخصية عايدة عدت إلى زمن الأربعينات كي أقف على تصرفات النساء في تلك الحقبة واكتشفت بأن طريقة المشي لديهن «نقلة نقلة» كانت تختلف عن خطواتنا السريعة اليوم». ولكن هل تحمل الكراكتر الذي تجسده معها إلى البيت؟ ترد: «لا أبدا فأنا أفصل تماما في هذا الموضوع وعندما أخرج من استوديو التصوير أخلع الشخصية عني لأعود كارمن التي تعرفونها». وهل تعتبرين هذا الأمر نوعا من الاحتراف؟ «ليس بالضرورة إذ إن هناك ممثلين عمالقة يحملون أدوارهم معهم طيلة فترة التصوير، أما أنا فأركز عليها خلال العمل فقط».
منتج مسلسل «ليالي أوجيني» محمد مشيش هو الذي سمّى كارمن للمشاركة في بطولة «ليالي أوجيني» وتعلق: «إنه من الأشخاص الذين اقتنعوا بموهبتي التمثيلية وكذلك المخرج هاني خليفة الذي سبق وتعاونت معه في مسلسل (الجامعة). ولقد فرحت في تسميتي لهذا الدور، إذ أعتبر الأمر تقديرا لموهبتي التمثيلية وأنا فخورة بذلك كوني تسلقت سلم التمثيل درجة درجة وبخطوات ثابتة. فمنذ بداياتي كنت أدقق في خياراتي وألتزم بعملي وأرفض المشاركة في أي عمل لا يشكل إضافة على مشواري».
سبق وعملت كارمن في مسلسلات مصرية كـ«الجامعة» و«نكدب لو قلنا ما بنحبش» و«الزيبق» إلا أن دورها في «ليالي أوجيني» كان صاحب المساحة الأكبر بينها وتصفه: «هو خطوة هامة في مشواري التمثيلي لا سيما وأن الشركة المنتجة له (بيلينك) تقدر العاملين معها في أدق التفاصيل». وعن الفرق الذي لمسته ما بين العمل على الساحتين اللبنانية والمصرية تعلّق: «لا شك في أن مصر (أم الدنيا) ولديها تاريخ عريق في هذا المجال وإنتاجاتها أكثر وأضخم. إلا أنني في المقابل لا أستطيع أن أغض النظر عن التطور الذي أحدثته الدراما اللبنانية فصارت من العناصر التي يحسب لها حساب في موسم رمضان، والدليل على ذلك نسبة المشاهدة المرتفعة التي تحصدها بشهادة الجميع. وما أستطيع قوله هو أن فريق عمل «ليالي أوجيني» كان متجانسا ومنسجما مع بعضه البعض إلى حدّ جعلنا نشعر وكأننا عائلة واحدة. فالممثلون فيه من الأشخاص المحترفين الذين يمدونك بالطاقة الإيجابية المطلوبة لتقديم عمل ناجح. وأعتقد بأن هذا الأمر كان واضحا لدى المشاهد، إذ إن أجواء العمل عادة ما تنعكس على عين المشاهد». وهل تعنين بأن هناك دفئا أكبر في التعامل مع فريق مصري؟ «الدفء الذي تتحدثين عنه والموجات الإيجابية التي يحدثها عليك لا تأتي فقط من الآخر بل هي أسلوب تعامل يرتكز على (هات وخذ) محوره الشخص نفسه وأنا أتعاطى مع الجميع على مسافة واحدة وبطريقة إيجابية ولذلك يرتد علي الأمر إيجابا».
وعن النهاية التي ستتوج المسلسل تقول: «النهاية مقنعة فيها الكثير من الفانتازيا والسحر ويمكنني أن أصفها بخلطة خطوط جميلة ترسمها بتأن».
تابعت كارمن منذ صغرها أعمال ممثلين لبنانيين أعجبت بهم على الرغم من صغر سنها يومها كالراحلة هند أبي اللمع، فيما أنها تتابع اليوم مسيرة ممثلات من هوليوود أمثال كيت بلانشيت وميريل ستريب والفرنسية ماريون كوتيار «إنهن برأيي رائعات ولم يحدثن الفرق على الساحة إلا بسبب تميزهن وموهبتهن الكبيرة».
يمكن القول بأن عام 2018 كان ذهبيا بالنسبة لكارمن التي أضافت إلى دورها الناجح في «ليالي أوجيني» قدّمت أيضا دورا صعبا آخرا في فيلم «مورين» الذي كرّسها نجمة موهوبة لا تشبه غيرها بأدائها وأدواتها التمثيلية. «لقد كان هذا الفيلم بمثابة علاج نفسي خضعت له بإرادتي فأخرج مني طاقتي وموهبتي وأحاسيسي المدفونة وكل الخلفية التمثيلية التي أتمتع بها. فهي كانت في داخلي وبفضل حنكة مخرج الفيلم طوني فرج الله أطلقتها إلى العلن. كما أن صعوبة تجسيد الدور الذي يدور في حقبة زمنية بدائية وفي مواقع تصوير جرداء أحياناً، جرت ضمن عوامل طقس مثلج وممطر وبارد دفعتني لتقديم الأفضل وأنا فخورة جدا بقيامي بهذا الدور». ويحكي الفيلم قصة فتاة لبنانية كرست حياتها للتقرب من الله، تاركة وراءها كل ملذات الدنيا ومغرياتها، ولم تتوانَ عن تنكرها في زي رجل للوصول إلى هدفها. فنجحت بطلته كارمن بصيبص في تقمص الشخصية وتقديمها على مستوى رفيع لفت أنظار نقاد السينما في لبنان.


مقالات ذات صلة

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )

نبيل شعيل: لا أحب استعراض عضلاتي في الغناء

ضم ألبومه الجديد أغنية {أدري} من كلمات الفنان خالد عبد الرحمن (روتانا)
ضم ألبومه الجديد أغنية {أدري} من كلمات الفنان خالد عبد الرحمن (روتانا)
TT

نبيل شعيل: لا أحب استعراض عضلاتي في الغناء

ضم ألبومه الجديد أغنية {أدري} من كلمات الفنان خالد عبد الرحمن (روتانا)
ضم ألبومه الجديد أغنية {أدري} من كلمات الفنان خالد عبد الرحمن (روتانا)

أطلق الفنان الكويتي نبيل شعيل ألبومه الجديد «يا طيبي» بالتعاون مع شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات»، الذي يتضمن 10 أغنيات جديدة قدمها باللهجة الخليجية.

وتحدث شعيل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل أغنيات ألبومه الجديد، ورأيه في «الديو» الغنائي الذي قدمه مع زميله المطرب الكويتي عبد العزيز الضويحي في حفله الأخير في «دبي»، ورأيه في النسخة الجديدة من موسم الرياض التي شارك فيها بإحيائه حفلاً غنائياً كبيراً ضمن بطولة العالم للألعاب الإلكترونية.

في البداية تحدث شعيل عن ألبومه الجديد «يا طيبي»، قائلاً: «ألبوم (يا طيبي) هو ثمرة جهد، وتعب دام أكثر من عام كامل، عقدت خلالها عشرات جلسات العمل مع الشعراء والملحنين والموزعين لكي نختار الأغنيات العشر التي طُرِحَت في الألبوم، وحرصت على انتقاء الكلمات بعناية من الشعراء أصدقائي أمثال الأمير سعود بن عبد الله، وقوس، وسعود البابطين، والفنان الكبير خالد عبد الرحمن، ومحمد الغرير، وشرفت بألحان الفنان الكبير رابح صقر، وسهم، وياسر بوعلي، وفايز السعيد، وغيرهم، فالألبوم يضم عمالقة الخليج والوطن العربي في الكلمات والتلحين والتوزيع، فكل أغنياته تلامس قلوب الناس».

وأشاد شعيل بكلمات الفنان خالد عبد الرحمن في أغنية «أدري»، قائلاً: «خالد عبد الرحمن فنان كبير، وتشرفت بالغناء من كلماته، وعلى المستوى الإنساني أحب أخلاقه أكثر من فنه؛ لأن الفنان أخلاق، وهو عنوان للأخلاق، ودائماً ما يعطيني طاقة إيجابية حينما نتقابل أو نتهاتف سوياً».

نبيل شعيل (روتانا)

وعن تصدر ألبومه تريند منصة «إكس» عقب إطلاقه بساعات قليلة، قال: «أشكر جمهوري العربي والخليجي على محبته لي، وعلى دعمه الدائم لأغنياتي، فجمهوري هو مصدر إلهامي، وسبب نجاحي الدائم، وأنا كل ما يشغل تفكيري هو تقديم عمل جيد، لا أتابع كثيراً مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن النجاح دائماً ما يأتي لي خلال إحيائي للحفلات التي أرى فيها آلاف المحبين يأتون من جميع أرجاء الوطن العربي لكي يستمعوا لي».

كشف شعيل تفاصيل الديو الغنائي الذي جمعه بزميله الفنان الكويتي عبد العزيز الضويحي في حفله الأخير في دبي، قائلاً: «مسؤولو احتفال عيد الاتحاد لدولة الإمارات رقم 53، فضلوا أن يكون هناك ديو غنائي يجمعني بـ(أبو عمر)، واخترنا سوياً أغنية (أنا ما أنساك لو تنسى)، ولأنها أغنيتي وأعرف خباياها، طلبت من الضويحي أن يختار الطبقة التي يريد الغناء منها، لوجود فوارق في طبقات الصوت، فأنا أغني من طبقة (السوبرانو)، والضويحي يشدو من طبقة (التينور)، وأنا لست من هواة فرد عضلاتي أمام من يشدو معي، ولست من هواة فرد العضلات من الأصل في الغناء، لا بد من إراحة من يشدو معي لكي نقدم فناً جيداً وهادفاً، والحمد لله خرجت الأغنية بشكل جيد، واستطعنا أن نسعد الجمهور».

أغنيات ألبومي الجديد «يا طيبي» تلامس قلوب الناس

نبيل شعيل

يرفض نبيل شعيل، فكرة أن يقترن اسمه بأي لقب: «لست من محبي الألقاب، ولا أهواها، ولا أحبذ الألقاب التي تطلقها الصحافة عليّ، أنا اسمي نبيل شعيل، وسعيد بهذا الاسم».

وعن مشاركته الأخيرة في حفلات بطولة العالم للرياضات الإلكترونية التي استضافتها العاصمة السعودية ضمن موسم الرياض، قال: «السعودية بوابة انطلاق أي فنان عربي، وأنا سعيد وفخور بمشاركتي في كل الفعاليات التي تقام على أرضها، وأي فنان عربي يطمح، ويسعد بمشاركته في جولة المملكة للألعاب الرياضية الإلكترونية، وللعلم أنا لاعب محترف للغاية في ممارسة ألعاب البلاي ستيشن، وأجيد لعب كرة القدم فيها، ربما ليس لدي قدرة على ممارسة اللعبة على أرض الواقع، ولكني أحترفها في العالم الافتراضي».