انتعاش عمليات الدفع الإلكتروني عالمياً

انتعاش عمليات الدفع الإلكتروني عالمياً
TT

انتعاش عمليات الدفع الإلكتروني عالمياً

انتعاش عمليات الدفع الإلكتروني عالمياً

يشهد العالم منذ العام الماضي تطورات جريئة لطرق الدفع الإلكتروني الأكثر عبر الهاتف الجوال وتلك المعروفة باسم بطاقات الدفع غير التلامسية «كونتاكتليس».
وخلال العام المنصرم وحده بلغ إجمالي العمليات التي تمت عبر طرق الدفع الإلكتروني لشراء خدمات أو سلع أو لإجراء تحويلات مالية شخصية نحو 46 مليار يورو، بزيادة 50 في المائة عن عام 2016. وحسب تقديرات خبراء ألمان من الممكن أن تنتعش عمليات الدفع الإلكتروني لتتخطى مائتي مليار يورو في عام 2020.
وكانت عمليات الدفع عبر بطاقات الائتمان وبطاقات الصرف التقليدية قد شهدت في الأعوام الخمسة الأخيرة نموا مستمرا بمعدل 10 في المائة سنويا على الصعيد الأوروبي.
ويقول كارل روسلر، الخبير المصرفي، إن الأسر الألمانية تُقبل أكثر فأكثر على استخدام البطاقات المصرفية بشتى أنواعها لدفع ثمن حاجاتها الاستهلاكية. بالنسبة لهذا العام ثمة نحو 30 في المائة من هذه الأسر تعّول على هذه البطاقات لتغطية استهلاكها الشهري وهذه زيادة بنسبة 2 في المائة مقارنة مع العام الماضي.
وفي الوقت الحاضر، تستعمل كل أسرة ألمانية بطاقات الدفع الإلكتروني بمعدل 58 مرة كل عام مقارنة بـ51 مرة في عام 2016. أما المبلغ الذي يتم دفعه كل مرة فقد يتراوح بين 50 و64 يورو.
في حين تستعمل الطبقات الألمانية الغنية بطاقات الدفع الإلكتروني بمعدل مائة مرة سنويا لتسديد مبالغ تتراوح بين 500 و700 يورو في كل مرة. مع ذلك يشير هذا الخبير إلى أن المستهلكين الدنماركيين والسويديين أكثر إقبالا من الألمان على الدفع إلكترونيا على الصعيد الأوروبي.
فالأسرة الدنماركية أو السويدية تستعملها أكثر من 300 مرة كل عام.
ويوضح كارل روسلر أن تعزيز التجارة الإلكترونية ببرمجيات أمنية شديدة التطور لحماية المستهلكين كان حافزا لإقبال الأوروبيين على أنواع جديدة في الدفع الإلكتروني، لا سيما عبر الهواتف الذكية وبطاقات الدفع غير التلامسية.
فخلال العام الماضي مثلا زادت عمليات الدفع عبر الهواتف الذكية في أوروبا نحو 60 في المائة لما إجماليه 7 مليارات يورو. كما أصبحت العمليات غير التلامسية، التي يمكن تنفيذها إما عبر الهاتف الذكي أو عبر بطاقات مصرفية خاصة، في متناول الجميع اليوم، حيث قفز استعمالها 150 في المائة منذ مطلع العام الماضي حتى الربع الأول من هذا العام، لتصل قيمة التعاملات المنفذة من خلالها إلى 19 مليار يورو نتيجة أكثر من 400 مليون عملية دفع.
وحتى عام 2020 قد يصل مجموع قيمة العمليات إلى ما بين 50 و90 مليار يورو.
ويختم هذا الخبير قائلا إن شرائح واسعة من الشبان والشابات في أوروبا، لا سيما الفئات الطلابية منها تستعمل البطاقات الائتمانية المدفوعة سلفا لإتمام عمليات شراء عن طريق الإنترنت هدفها شراء خدمات جامعية ومعيشية، وفي العام الماضي وحده وصل إجمالي عملياتها إلى نحو 50 مليون يورو.
وفي سياق متصل، تقول سيلفانا سوتر، خبيرة التسوّق، إن محفظة الموبايل «موبايل والت» هي تطبيق يتم تحميله على الهاتف ويمكن للمستهلك من خلاله الاحتفاظ بأمواله من أجل إتمام عمليات تجارية مختلفة، هي الأكثر نموا هذا العام على الصعيد الألماني.
وتختم هذه الخبيرة بالقول: «سيكون تطبيق محفظة الموبايل قاطرة رئيسية للمستهلكين الألمان الذين يستخدمون الإنترنت يوميا لشراء حاجاتهم بعد مقارنة أسعار السلع والخدمات المعروضة بعضها ببعض لاقتناص السعر الأفضل».


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.