مظاهرات في رام الله للمطالبة برفع العقوبات عن غزة... واعتصام ثانٍ اليوم

تزيد الضغط على السلطة لاتخاذ موقف عملي من أزمة القطاع

آلاف الفلسطينيين تظاهروا في رام الله مطالبين برفع العقوبات عن غزة (رويترز)
آلاف الفلسطينيين تظاهروا في رام الله مطالبين برفع العقوبات عن غزة (رويترز)
TT

مظاهرات في رام الله للمطالبة برفع العقوبات عن غزة... واعتصام ثانٍ اليوم

آلاف الفلسطينيين تظاهروا في رام الله مطالبين برفع العقوبات عن غزة (رويترز)
آلاف الفلسطينيين تظاهروا في رام الله مطالبين برفع العقوبات عن غزة (رويترز)

تظاهر فلسطينيون وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، ضد العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، مطالبين بوقفها فورا وصرف رواتب الموظفين في القطاع بشكل كامل، في أول تحرك شعبي ضاغط من نوعه في الضفة الغربية.
وهتف مئات من المتظاهرين، ليس بعيدا عن مقر الرئاسة في رام الله، ضد العقوبات على غزة، وحملوا الرئيس الفلسطيني المسؤولية عن تدهور الأوضاع في القطاع.
وصاح المئات من الشبان والشابات وسط رام الله وهم يرفعون الإعلام الفلسطينية: «اسمع اسمع يا عباس غزتنا هي الأساس»، و«بالطول بالعرض غزتنا تهز الأرض».
وشوهد نشطاء وأكاديميون ورجال أمن متقاعدون ومحامون وأسرى ضمن المتظاهرين، الذين لبوا نداء لحراك «ارفعوا العقوبات»، وهم يرفعون لافتات من بينها «مطالبنا واضحة.. عقوباتكم فاضحة..أرفعوا العقوبات»، وصورا للمسعفة رزان النجار، التي قتلها الجيش الإسرائيلي على حدود غزة، وكتب تحتها: «رزان توصيكم بأهلها».
وكانت حملة قادها سياسيون ونشطاء فلسطينيون ومن لبنان والأردن، دعت إلى أكبر وجود في المسيرة «لرفع الظلم» عن القطاع.
وانطلقت المظاهرة من دوار المنارة وسط رام الله، وجابت شوارع المدينة، بدون أي تدخل يذكر للأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي تلقت تعليمات بذلك. لكن احتكاكات جانبية كادت تتطور إلى اشتباكات حدثت مع معارضين للمسيرة، قالوا إن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، هي المسؤولة عن كوارث القطاع وليس السلطة الفلسطينية.
وعلق شبان يعتقد أنهم من حركة فتح، لافتة ضخمة على دوار المنارة كتب عليها: «الانقلاب الحمساوي هو سبب كل المصائب».
وشكلت المظاهرة الكبيرة مزيدا من الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة رامي الحمد الله، من أجل دفعهما للتراجع عن قرارات سابقة اتخذت ضد غزة، شملت إحالة آلاف الموظفين في القطاعين المدني والعسكري إلى التقاعد الإجباري، وحسم نصف الراتب على الموظفين للشهر الثاني على التوالي.
وبدأت هذه الإجراءات بعد تعثر إتمام المصالحة قبل حوالي عام، وزادت وتيرتها بعد تفجير استهدف موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله في غزة قبل أشهر.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرارا، إن إجراءاته تهدف إلى إنهاء حالة الانقسام، لكن المتظاهرين وصفوها بـ«الظالمة».
وقال العميد المتقاعد يوسف الشرقاوي، الذي شارك في المسيرة، إن كل حر يجب أن يقف مع غزة المظلومة، وقال المحامي فريد الأطرش، الذي وجد كذلك، يجب رفع العقوبات لأنها غير قانونية وتساعد في استمرار الانقسام.
وتأكيدا على وجود حراك أكبر، دعت المنظمات الأهلية أمس، الاثنين: «للمشاركة في اعتصام احتجاجي للمطالبة برفع الإجراءات العقابية التي يفرضها الرئيس محمود عباس وحكومة الوفاق على قطاع غزة».
وقالت المنظمات إنها ستنظم اعتصاما أمام مقر منظمة التحرير الفلسطينية اليوم.
وجاء الحراك في ظل تهديدات متصاعدة من كوادر في حركة فتح في قطاع غزة بالاستقالة احتجاجا على الإجراءات ضد غزة، وفي ظل دعوات لأعضاء المجلس الوطني والمركزي، وأعضاء اللجنة التنفيذية، للاستقالة احتجاجا على الأوضاع في غزة.
والأسبوع الماضي قدم مسؤول من الحركة في شمال قطاع غزة، استقالته من منصبه احتجاجا على حسومات الرواتب. ودعا عبد الرحيم الهندي قيادات الحركة الأخرى في القطاع، إلى اتخاذ قرارات جريئة مماثلة والوقوف عند مسؤولياتهم، لأن استهداف الرواتب جعل الموظفين والمناضلين من الحركة «يقفون في طوابير المساعدات».
ورحبت أقاليم في حركة فتح (غزة) التي يتزعمها عباس، بمسيرة رام الله، ووصف إقليم شرق غزة إجراءات الحكومة ضد غزة بالظالمة.
كما وصف عضو المكتب السياسي في حركة حماس ومسؤول ملف العلاقات الوطنية فيها، حسام بدران، مسيرة رام الله، بخطوة في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء تلك العقوبات، مطالبا السلطة بضرورة الاستجابة لمطالب الشارع الفلسطيني ووقف تلك العقوبات فورا وإلى الأبد.
وأشاد بدران «بالجماهير الفلسطينية الحاشدة التي عبرت عن حبها وانتمائها لوطنها، والشخصيات الوطنية والاعتبارية والفصائلية التي أعلت صوتها ونادت بالوحدة وإنهاء العقوبات، ووجهت رسالة قوية لمن يريد أن يستفرد بالقرار الفلسطيني ويعاقب شعبه المحاصر».
وقال بدران: «إنه قد آن الأوان لقول كلمة كفى لتلك العقوبات الظالمة، التي تفرضها السلطة الفلسطينية على مليوني فلسطيني في غزة»، داعيا للمشاركة في حملة رفع العقوبات عن غزة حتى تحقق تلك الحملة مطالبها.
ودعا بدران إلى أكبر حراك في الشارع، ليشكل ذلك «ضغطا حقيقيا على صانعي القرار في السلطة الفلسطينية».
ولم تعقب السلطة الفلسطينية على المسيرة، لكن ينتظر أن تجتمع اللجنة الوطنية العليا اليوم من أجل مناقشة الوضع في غزة.
وكان صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أكد أن اللجنة رفعّت توصيات للرئيس محمود عباس، من أجل إصدار تعليماته لوزارة المالية، باستكمال الراتب الذي صُرف بنسبة 50 في المائة لموظفي السلطة في غزة، بـ50 في المائة أخرى قبل أيام العيد.
وجاءت تصريحات رأفت لاحقة لتصريحات لمحمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، كشف فيها النقاب عن اجتماع ستعقده اللجنة المركزية للحركة وحكومة الوفاق، لبحث الأزمة المتعلقة برواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال العالول إن اللجنة المركزية اتخذت مجموعة من التوجهات، من بينها استكمال دفع رواتب الموظفين في القطاع.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.