«مرايات»... حملة لرصد صورة المرأة في الدراما الرمضانية المصرية

تتضمن مقابلات مع المخرجين والكتاب والمنتجين والجمهور

لقطة من مسلسل {طايع}
لقطة من مسلسل {طايع}
TT

«مرايات»... حملة لرصد صورة المرأة في الدراما الرمضانية المصرية

لقطة من مسلسل {طايع}
لقطة من مسلسل {طايع}

دشّنت منظمات نسوية تحالفاً تحت عنوان «مرايات» لرصد صورة المرأة في الأعمال الدرامية والمسلسلات التي تعرض في شهر رمضان الجاري، بهدف رصد الدراما الرمضانية وتحليلها من منظور نسوي، ويسعى المشروع إلى وضع مقارنة تحليلية لمدى الاختلاف سلباً أو إيجاباً بين الأعمال الدرامية التي تعرض العام الجاري، ومثيلتها التي عرضت العام الماضي 2017 فيما يتعلق بمفاهيم حقوق المرأة، من خلال مقابلات مع صناع الدراما والنقاد وعينات من الجمهور.
وحدد التحالف النسوي الذي يقوده مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، آليات عامة لمشروع رصد صورة المرأة في دراما رمضان، إذ يعكف فريق من الباحثين على دراسة وتحليل الأعمال الدرامية التي عرضت العام الماضي، بينما يتابع فريق آخر كل الأعمال الدرامية التي تعرض العام الجاري، حيث ترتكز مرحلة الرصد على التعمق في الأدوار النسائية، ونظرة الشخصيات الرجالية للمرأة خلال السياق الدرامي، وتحليل المضمون الفني والصورة التي يرسمها للمرأة ومدى اتساقها مع مفاهيم الحقوق النسوية، إضافة إلى رصد وتحليل المشاهد التي تتضمن أي شكل من أشكال العنف ضد النساء ومدى تأثيرها على المشاهد.
وتتضمن آليات المشروع، عقد مقابلات متعمقة مع صناع الدراما من مخرجين ومنتجين وكتاب، بهدف مد جسر للتواصل بينهم وبين المنظمات النسوية لتشجيعهم على تضمين مبادئ المساواة بين الجنسين في أعمالهم، وتجنب الصورة النمطية القديمة للمرأة، وكذلك تشجيع صانعات الدراما من النساء على تبني خطاب نسوي حقوقي في أعمالهم يساهم في مواجهة التمييز، وتغيير الثقافة المجتمعية تجاه المرأة.
بينما تهدف المقابلات مع عينات من الجمهور إلى التعرف على الرسالة التي تلقوها عن صورة المرأة خلال مشاهدتهم الأعمال الدرامية هذا العام، ومدى تأثرهم بهذه الرسالة، وأي الأعمال بث رسالة سلبية، وأيها تبنى تقديم صورة منصفة للنساء.
ودشنت المنظمات استمارة إلكترونية لاستطلاع آراء الجمهور من خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حول تقييمهم للأعمال الدرامية، وتضمن نموذج الاستطلاع العديد من الأسئلة التي تهدف إلى تحديد رؤية المشاهد لصورة المرأة ومدى تأثير مشاهد العنف عليه، بينها: هل تعتقد أن مسلسلات رمضان السنوية تؤثر في سلوكيات المجتمع المصري؟ وما هو تأثير إظهار مشاهد العنف ضد النساء والرجال والأطفال ضمن الأعمال الدرامية المصرية؟ هل تنقل الأعمال الدرامية المصرية صورة قريبة من الحقيقة عن أوضاع المجتمع المصري؟.
وتقول أمل فهمي، المدير التنفيذي لمركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نسعى على الإطلاق إلى فرض وصاية على حرية الإبداع، بل إننا ضدّ أي تدخل في عمل المبدعين، لكنّنا نسعى إلى خلق جسر للتواصل بين المنظمات النسوية وصناع الدراما، لفتح حوار حول صورة المرأة في أعمالهم، وتشجيعهم على تبني مفاهيم مناصرة لحقوق النساء من تلقاء أنفسهم، ونحاول مساعدتهم على فهم أكثر لتأثير أعمالهم والرسالة التي تصل للجمهور فيما يتعلق بقضايا المرأة من منظور نسوي». وتأتي المقارنة التحليلية بين دراما رمضان التي تعرض العام الجاري، ومثيلتها التي عرضت العام الماضي، بهدف رصد مدى تأثير الاتجاه العام للدولة المصرية الداعم لحقوق النساء الذي تمثل في إعلان عام 2017 عاما للمرأة، على صناع الدراما وآليات تناولهم للقضايا النسائية.
وتضيف أمل فهمي: «يسعى المشروع من خلال عملية الرصد والبحث والمقابلات، إلى إحداث فارق في معادلة تأثير الأعمال الدرامية على المشاهدين فيما يتعلق بصورة المرأة التي ما زالت تحكمها نمطية مكررة منذ سنوات، وإشراك صناع وصانعات الدراما في إيجاد حلول منطقية وغير نمطية، تحافظ على التوازن بين حرية الإبداع والرأي وبين حقوق النساء وضرورة مجابهة التنميط والتسليع الذي تتعرض له المرأة في أغلب صورها على شاشة التلفاز، وأيضا لرسم صورة واقعية لتأثير هذه الأعمال على المشاهدين وخاصة المراهقين في تشكيل وعيهم ورؤيتهم لمعايير المساواة بين الجنسين، كي نضع الجميع أمام مسؤولياته».


مقالات ذات صلة

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.