حتى الآن مازال "نيكولاس أوتاميندي" مدافع فريق مانشستر سيتي يتذكر صعوبة رحلة اللحاق بحلمه منذ الطفولة، وهو في السابعة من عمره كان يحمل الطعام الذي تعده له والدته وينطلق في رحلته الطويلة للتنقل عبر الحافلات والسير لكي يتدرب على رياضته المفضلة كرة القدم، في القرية الأوليمبية "إيتوزينغو" ليتدرب مع فريقه الأول "فيليز سارسفيلد" الذي أحبه كثيرًا ونجح في اختباراته، كما أن عشقه لكرة القدم جعلته يتخلى عن الدراسة في المدرسة الثانوية بعد ذلك.
مسيرة أوتاميندي التي أسفرت عن كونه مدافع حاليًا لفريق مانشستر سيتي ومنتخب الأرجنتين لم تكن مفروشة بالورود، حتى أنه قرر في وقتِ ما ممارسة رياضة الملاكمة عن الفئة العمرية دون الخامسة عشرة وذلك لوضع حلول بديلة في حال عدم نجاحه كلاعب كرة قدم.
كان أوتاميندي يتدرب مع ابن عمه في صالة ألعاب رياضية على الملاكمة في حي يدعى "لا بالوما" على مشارف العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وذلك لزيادة كتلته العضلية، وكان في نفس الوقت يلعب مع فريق "فيليز سارسفيلد" تحت 16 عامًا تحت إشراف المدرب "عُمر أسد"، لم يكن أحد يتوقع لأوتاميندي أن ينجح في عالم كرة القدم بهذا الشكل الذي يتواجد عليه الأن، إلا أن اللاعب نفسه لم يكن يراوده الشك بأنه سيصبح نجمًا كبيرًا في عالم الساحرة المستديرة.
لم يستسلم أوتاميندي وظل صبورًا إلى أن حصل على فرصة تحقيق حلمه أخيرًا بالمشاركة لدقائق معدودة مع الفريق الأول لفيليز سارسفيلد في عام 2008 وهو في العشرين من عمره لتكون هذه الخطوة بادرة أمل في أن يحسم اللاعب مستقبله ويفضل اختيار كرة القدم عن الملاكمة.
تحقق الحلم
كان أوتاميندي على وشك التسريح من فريق فيليز سارسفيلد وأن يصبح لاعبًا حرًا، ولكن الحظ ابتسم لأوتاميندي أخيرًا مع المدرب "ريكاردو غاريكا" الذي تأهل بمنتخب بيرو مؤخرًا لمونديال روسيا، فلقد قاد غاريكا فريق فيليز سارسفيلد للفوز بالدوري الأرجنتيني عام 2009 بمشاركة أوتاميندي الذي حقق إحدى أمنيات حياته أخيرًا بعد أن كان على وشك الرحيل من الفريق.
ولعب الحظ دوره لكي يحجز أوتاميندي مكانه في التشكيل الأساسي لفريق فيليز سارسفيلد، وذلك بعد أن تعرض المدافع التشيلي فالدو بونس لكسر بيده اليسرى وغياب فيرناندو توبيو عن الفريق للمشاركة في كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا في فنزويلا وقتها، وإيقاف ماركو توروسيغيلي بعد طرده في مباراة مع الفريق الرديف، ليتم تصعيد أوتاميندي والاعتماد عليه مع الفريق الأول.
وبعد 88 يومًا فقط من تصعيده للفريق الأول بشكل دائم مع فيليز سارسفيلد، تم استدعائه لأول مرة من قبل المدير الفني دييغو أرماندو مارادونا لتمثيل المنتخب الأرجنتيني الأول في مباراة ودية ضد بنما عام 2009.
بضعة أسابيع قصيرة شهدت تحولًا مذهلًا في مسيرة أوتاميندي، الصحافة الأرجنتينية بدأت في تسليط الأضواء عليه واعتبرته أحد أفضل المواهب الشابة في البلاد، كما أطلق عليه ألقاب مثل "الحائط"، "القيصر" نظرًا لتألقه في مركز الدفاع.
ثلاث بنات
لقد حرص أوتامندي دائمًا على الحفاظ على خصوصيته بنفس الصرامة التي يستخدمها في مراقبة منافسيه في الملعب، لديه ثلاثة أشقاء أكبر سناً عانوا سويًا من انفصال أبويه في الطفولة، ولم يتحدث أبداً عن والده، لديه ثلاث بنات "مورينا" التي كتب اسمها بوشم على جسده، وميا وفالنتين، وهو يُفضل دائمًا إبعاد عائلته عن الأضواء.
حياة عصيبة عاشها أوتاميندي الذي ترعرع في حي فقير، كادت مسيرته في عالم كرة القدم أن تنتهي قبل أن تبتدأ، كاد أن يتحول لممارسة الملاكمة ويترك كرة القدم، ولكنه إذا عاد الأن لغرفته في الطفولة سيجد ملصقات لنجوم طفولته أمثال الحارس البارغواني لويس خوسية تشيلافيرت وخوسية تورو فلوريس، وسيفكر الأن أنه أصبح نجم كرة قدم مشهورًا مثل أبطال طفولته.
قصة الملاكم السابق الذي يقود دفاع الأرجنتين في المونديال
أوتاميندي خاض رحلة من المعاناة قبل أن يقنع الجميع بموهبته
قصة الملاكم السابق الذي يقود دفاع الأرجنتين في المونديال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة